غانتس يجتمع بليبرمان والليكود يُبقي على إمكانية التناوب

المدينة نيوز :- اجتمع رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، مساء اليوم، الإثنين، برئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، لبحث فرص انضمام الأخير لحكومة يترأسها الأول، وذلك قبيل لقاء ثلاثي مرتقب دعا إليه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، يجتمع خلاله في وقت لاحق من مساء اليوم، بغانتس ورئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو.

وكان ليبرمان قد امتنع عن التوصية على تكليف غانتس بمهمة تشكيل الحكومة، وصرّح بأنه "لا يمكننا أن نوصي بغانتس الذي قد يشكّل حكومة مدعومة من العرب"، مضيفًا "الحريديم هم خصوم سياسيون لنا، لكنّ العرب أعداؤنا".

وبعد انتهاء الاجتماع بين غانتس وليبرمان، أصدر الاثنان بيانًا مقتضبًا مفاده أنه "تبادلنا الآراء والانطباعات، إذا لزم الأمر سنتحدث مرة أخرى لاحقًا". ويأمل ليبرمان تشكيل حكومة وحدة تضم "كاحول لافان" والليكود، رغم رفضه دعم أيّ منهما لرئاسة الحكومة.

تناوب بين نتنياهو وغانتس؟

كما قال ليبرمان في منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك": "من دواعي سروري أن الحزبين الرئيسيين استوعبوا أن أمر الساعة يتطلب إنشاء حكومة وحدة بالتناوب على منصب رئاسة الحكومة".

وادعة أن "النقاش برمته يدور حاليًا حول ترتيب التناوب على منصب رئاسة الحكومة، من يكون الأول، ومن يتولى المصب ثانيًا". وأضاف "آمل أن ينجح الرئيس ريفلين في توحيد الأطراف واتخاذ قرار بشأن هذه المسألة".

يأتي ذلك فيما بالتزامن مع التصريحات التي أطلقها، عضو الكنيست ياريف ليفين، الذي يترأس وفد تفاوض الكتلة اليمينية المشكلة من الليكود "شاس"، يهدوت هتوراه" و"إلى اليمين"، في مقابلة له بثت على قناة الكنيست، اليوم، والتي أبقى خلالها على فرص إقامة حكومة وحدة بمشاركة الليكود و"كاحول لافان"، مع إمكانية التناوب بين غانتس ونتنياهو على منصب رئيس الحكومة.

وعند سؤاله حول إمكانية التناوب، امتنع ليفين عن رفض الفكرة نهائيًا وقال: "أقترح أن نجلس سوية ونناقش ذلك، لن نخوض المفاوضات مع ‘كاحول لافان‘ بشروط مسبقة".

وحول إمكانية تكليف نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة وفشله في المفاوضات الائتلافية، قال ليفين: "إذا أعطانا الرئيس التفويض بمهمة التشكيل الحكومة، ووصلنا إلى طريق مسدود، فسنعيد التفويض فورًا".

ونقل القناة 12 في التلفزيون الإسرائيليّ عن مصادر رفيعة لم تسمّها تقديراتها أن يكلف ريفلين نتنياهو بتشكيل الحكومة، بعد عقده جلسة ثلاثية ينضم إليها غانتس.

ونقلت القناة ذاتها أن أعضاء كنيست عن الليكود يدفعون باتجاه إعادة التكليف إلى ريفلين فور الحصول عليه، فيما يقلّل محللون وصحافيون من قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة خلال مهلة الـ28 يومًا التي يمنحها ريفلين له.

ريفلين يجتمع بغانتس ونتنياهو مساءً

ويلتقي ريفلين مساء الإثنين كلًا من نتنياهو وغانتس في اجتماع مغلق سيحاول خلاله إقناعهما الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة بعد الانتخابات التي أوصلت البلاد إلى طريق مسدود.

وقال مكتب ريفلين في بيان إنّ "الرئيس ريفلين دعا مساء اليوم إلى مكتبه رئيسي الحزبين نتنياهو وغانتس للقائهما بعد أن أنهى المشاورات حول من يجب عليه اختياره لمحاولة تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وسيجري اللقاء خلف الأبواب المغلقة."

وخلصت المشاورات التي أطلقها ريفلين الأحد بهدف تسوية المأزق، إلى حصول نتنياهو، على 55 توصية، مقابل 54 توصية لغانتس، حيث أوصى لصالح نتنياهو الليكود و"إلى اليمين" و"شاس" و"يهدوت هتوراه".

بينما أوصى لصالح غانتس 10 نواب من القائمة المشتركة و"المعسكر الديمقراطي" وتحالف العمل و"غيشر"؛ في حين امتنع التجمّع الوطني الديمقراطي وعن التصويت لصالح أي من المرشّحين.

حكومة وحدة؟

وكرّر ريفلين تصريحاته، قائلًا "أنا على اقتناع بأنه يجب تشكيل حكومة مستقرّة مع الحزبين الكبيرين"، أي الليكود و"كاحول لافان"، معتبرًا أن ذلك يعبر عن "رغبة الشعب"، التي عبّرت عمها نتائج الانتخابات.

وسيحاول ريفلين خلال الاجتماع أن يلعب دور الوسيط بعد الاتهامات المتكررة التي ساقها نتنياهو ضدّ غانتس بأنّه يساري يريد تشكيل حكومة خطرة مع العرب، وإصرار غانتس بالمقابل على أنّ باستطاعته التحالف مع حزب الليكود بدون نتنياهو المتّهم بالفساد.

ويريد غانتس أن يتولى بنفسه منصب رئيس الحكومة بدعوى أنّ ائتلافه حلّ أولًا في الانتخابات ولأن نتنياهو ملاحق بدعاوى قضائية، فيما جدّد نتنياهو، الإثنين، دعوته لتشكيل حكومة وحدة مع غانتس تحت الضغط الذي يواجهه.

وقال ريفلين إنه سيبذل كل ما في وسعه لتجنّب إجراء انتخابات أخرى قد تكون بانتظار الإسرائيليين في الربيع المقبل، بعد الانتخابات التي انتهت إلى طريق مسدود في الأسبوع الماضي، لكنّ التوصّل إلى حلّ وسط بين نتنياهو وغانتس يبدو بعيد المنال.

ومن المتوقّع أن يعلن ريفلين اسم المرشّح لمهمة تشكيل حكومة إسرائيلية الأربعاء، عندما يتم تسليمه النتائج الرسمية النهائية للانتخابات، وسيكون لدى رئيس الحكومة المكلّف مهلة 28 يومًا للقيام بذلك، مع إمكانية تمديد هذه المهلة أسبوعين إضافيين.

وإذا انتهت المهلة من دون أن يتمكّن رئيس الحكومة المكلف تشكيل حكومة، يمنح ريفلين فرصة التمديد مدة 14 يومًا إضافيًا، وإذا ما فشل، عندها يمكن لريفلين نقل المهمة لشخصية أخرى,وفق عرب 48.

ويبدو أن هذه الأيام ستكون حاسمة في ما يتعلق بالمصير السياسي لنتنياهو الذي يواجه خطر الإطاحة به في أعقاب الهزيمة النادرة له خلال مسيرته السياسية الطويلة، فيما يواجه تهمًا محتملة بالفساد قد توجه إليه رسميًا في الأسابيع المقبلة بناء على جلسة استماع ستعقد أوائل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

وهو يعتمد على حصانة برلمانية في حال اتهامه رسميًا، لكن سيكون من الصعب أن يحصل على هذه الحصانة من النواب إذا لم يكن رئيسًا للحكومة المقبلة.