في لبنان: نبش قبر طفل سوري وأب متوحش يعذب طفلته ثم يعتذر

تم نشره الجمعة 27 أيلول / سبتمبر 2019 06:58 مساءً
في لبنان: نبش قبر طفل سوري  وأب متوحش يعذب طفلته ثم يعتذر
تعبيرية

المدينة نيوز :- تفاعل ناشطون لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع حادثتين تعكسان حالة التمييز العنصري التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون والسوريون في لبنان.
القضية الأولى هي «نبش» قبر طفل لاجئ سوري في قرية لبنانية لأن المقبرة «تخص اللبنانيين فقط» والثانية بث تلفزيون «أو تي في» الذي يتزعمه التيار الوطني الحر لكاريكاتور عنصري.
الحادثة الأولى بدأت، حسب موقع قناة «الحرة» الإلكتروني، حين أجبر سائق سيارة إسعاف في بلدة عاصون في قضاء الضنية في شمال لبنان عائلة من اللاجئين السوريين على نبش قبر طفلها الصغير، الذي توفي بعمر الأربع سنوات. هكذا وببساطة أمر بإخراجه من مقبرة البلدة بحجة القرار الذي اتخذته قائم مقام القضاء رولا البايع بسبب ضيق مساحة المقبرة، التي يجب حصرها بأهل القرية من اللبنانيين فقط.
وبعد أن أثارت القضية حالة من الانقسام تجاوزت البلدة إلى عموم المنطقة وجدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً لهذا الإجراء، تراجع القائم مقام عن قراره، إلا أن العائلة أعادت دفن ولدها في بلدة أخرى في سير الضنية.
وقد أعرب المسؤول في دائرة أوقاف طرابلس فراس بلوط، عن أسفه لهذا التصرف وأصدر بياناً أعلن فيه أن «نبش القبر مرفوض جملة وتفصيلاً، لكن تلبيسه لباساً فتنوياً أمر مرفوض أيضاً».
أما الدكتور خالد عبد القادر فقد تبرع بقطعة أرض من أملاكه الخاصة في منطقة عاصون لصالح اللاجئين السوريين كي يدفنوا موتاهم فلا تتكرر الحادثة حسب تعبيره.
يبدو أن الأطفال السوريين مضطهدون حتى بعد موتهم إلى أن تظهر يد حنون!
وفي حادثة مقيتة أخرى، بث تلفزيون «أو تي في» كاريكاتيراً تستعمل فيه عبارات عنصرية تجاه السود والسوريين والفلسطينيين والعراقيين وجنسيات أخرى، محملاً إياهم مسؤولية عدم توافر المدارس.
ولا بدّ أن يتساءل المرء هنا، ترى ما هو السر وراء تكريس الممارسات العنصرية في مجتمع لا ينقصه الشحن الطائفي والمذهبي؟ وهل هذه الظاهرة المرضية حالة عابرة في مجتمعنا؟
هذه التساؤلات تقودنا إلى استطلاع للرأي جرى عام 2016، احتل فيه لبنان المرتبة الثانية في تصنيف الدول الأكثر عنصرية في العالم – بعد الهند- وفق موقع «إنسايدر مونكي» الأمريكي الذي جمع استطلاعين للرأي منفصلين، صنّف على أساسهما أكثر 25 دولة عنصرية في العالم. لم يحظ هذا الاستطلاع بأي أهتمام من المسؤولين في لبنان، وتلخصت ردود الفعل وقتذاك بالإنكار والرفض والقول إن هذه الدراسة ليست واقعية، وإن لبنان بلد مفتوح على ثقافات كثيرة متناغمة، رغم تنوعها واختلافها.
بعد 3 سنوات على استطلاع الموقع الأمريكي – غير الواقعي – ماذا عن واقع لبنان اليوم الذي يعيش حالة فصام غير مسبوقة مع داء العنصرية، الذي يتصاعد بالتزامن مع أزمات البلد الاقتصادية والسياسية؟!
متى يؤمن «لبنان المقاوم» و«لبنان الكرامة» وحكومة «العهد القوي» أن عليه أن يسن قوانين وتشريعات تجرم العنصرية؟ متى يتوقف العنصريون عن الإيمان بنظرية التفوق العرقي الفارغة؟

وحشية أب!

تداولت بعض القنوات العربية فيديو صادماً كان قد احتل منذ أيام قليلة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لرجل، قيل في البدء إنه من جنسية أردنية، ثم أثبتت التحريات أنه فلسطينيّ الأصل، يسكن في السعودية مع أولاده الأربعة.
في الحقيقة لسنا مهتمين بجنسيته… فالإجرام لا جنسية محددة له!
لقد ظهر الأخير في مقطع الفيديو وهو يعذب ابنته الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها السنة الواحدة. يضربها بوحشية. يوبخها بقسوة. يأمرها بالوقوف والمشي. والطفلة المسكينة تبكي وتنظر إلى مكان مجاور وكأنها تطلب بعينيها الصغيرتين النجدة من شخص آخر يقف في مكان ما في الغرفة.
ما كان من السهل إطلاقاً مشاهدة ذلك المقطع المسجل، الذي يدمي القلب لما يحمله من بشاعة وعنف!
فكان من الطبيعي أن يثير غضب الكثيرين على الفيسبوك وتويتر وانستغرام!
هكذا انتشر هاشتاغ #معذب_الطفلة!
وبعد مرور ساعات ألقت النيابة العامة السعودية القبض على الأب وقدمت الرعاية اللازمة للأطفال الأربعة.
حاول الأب تبرير فعلته الشنيعة بفيديو آخر نشره بدوره شارحاً بأن ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا فيديو قديم نشرته زوجته مؤخراً كنوع من الكيد بعد أن تركته وهجرت أطفالها ورحلت بعيداً.
ثم تابع حديثه، معتذراً من الناس ومن النيابة العامة، مؤكداً أنه كان يمر بحالة عصبية صعبة جداً. فالطفلة قد كبرت وهي على ما يرام حسب قوله، مركزاً الكاميرا عليها كنوع من التأكيد على كلامه. وكانت تبدو سليمة جسدياً، حسب ما أراد إظهاره، ولكننا لسنا متأكدين ما هي العوارض النفسية، التي تعاني منها اليوم بسبب ضرب الأمس المبرح.
وهنا نتساءل هل قوانين حماية الأطفال ما زالت ورقية في بلداننا ومتى يتم تفعيلها بشكل حقيقي وصارم؟
متى ستصبح ثقافة اللجوء إلى القانون حين يتعرض الطفل للضرب أو الإساءة من الأب أو الأم أمراً طبيعياً؟
متى تنتهي ثقافة «العيب» التي تمنع المرأة من أن تشكو زوجها حين يعنفها أو يعنف أطفالها، خصوصاً في مجتمعات بطريركية تعطي الحق لرجالها وتنظر للنساء اللواتي يطالبن بحقوقهن وحقوق أطفالهن نظرة سيئة؟
هل كل النساء يعرفن حقوقهن وحقوق أطفالهن ويدركن أن هناك قوانين تحميهن من العنف؟
كم نحتاج اليوم لمزيد من حملات التوعية كي تدرك كل امرأة حقوقها وحقوق أطفالها ويصبح التعنيف خطاً أحمر لدى كل النساء لا يقبلنه ولا يبررنه تحت أي ظرف من الظروف.

القدس العربي 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات