أن تكون معلمًا أن تكون مربيًا

تم نشره الإثنين 30 أيلول / سبتمبر 2019 12:45 صباحاً
أن تكون معلمًا أن تكون مربيًا
د. مهند مبيضين

حتى الآن برغم أن ثمة تعاطفا مع معلمي الأردن بغض النظر عن الراهن وأزمة الإضراب، بقي المجتمع محترماً وحاضناً لمطالب أبنائه، من المعلمين والمعلمات، هؤلاء جيش الوطن الرديف، هؤلاء ورثة الأنبياء هؤلاء من علمونا كيف نستطيع وكيف نكون.
حتى الآن وقف المجتمع محاذراً بين وجع المعلم وظروفه، وموجوعاً وهو يرى الطلاب في الشوارع، تأبى مدارسهم أن تلقاهم للتعليم في معركة كسر إرادة لا يمكن تفسيرها ولا يمكن لها ان تمت لرسالة التربية بشيء.
أجل اكتب عن معلمي الوطن وكلي وجع عليهم، وقد كتبت غير مرة مؤكداً على ضرورة تلبية كل مطالبهم الممكنة بالنسبة للدولة، ودوما نحن ضد شيطنة النقابة او التعدي عليها وضد التهويل في خطاب فج ضدها، فالنقابة ليست مجلسها، والمعلمون ليسوا هم نائب النقيب الذي لديه مرجعية فكرية يجب أن تعترف بظرفية الوطن المثقل بأوجاعه.
ومع ذلك فأن يكون النقيب ممثلاً لجميع المعلمين، معناه أن يكون لجميع الأردنيين، الذين في بيت كل منهم معلم ومعلمة، ولكن المهم أن تكون المسؤولية بحجم التمثيل لمجتمع المعلمين الذي يتعداهم لكل فئات المجتمع.
والتمثيل له فلسفة، يجب ان يكون مسخراً للنظر بين الفلسفي والعملي، فلسفي في مسألة الحقوق والبحث عنها لإرضاء الناس وعقلنتهم، وهنا تكون فلسفة الحقوق حاضرة، وعملي في امكانية رفع المطالب إلى العقل لتوائم الممكن، وهو ما لم يحضر للآن.
بيت نقابة المعلمين يجب أن يكون مكان حكمة، وتقدير مصلحة وطنية، وخلق الحلول، والحكومات يجب أن تقر بأن ممثلي الناس عليهم عبء كبير، ولذا يجب الإعانة في خلق الحلول.
في النظر لمسار إضراب المعلمين لا اعتقد إن عاد المعلمون للدرس أنهم خسروا، ولا اعتقد أن الحكومة إن منحتهم جزءا معقولا مما يريدون تكون انصاعت أو كُسرت امامهم، فالمصالح الوطنية لا تقدر بربحية أي طرف ولا بمن هو المنتصر، فيجب أن لا يكون في الحسابات ثنائيات: الربح والخسارة او الخضوع والمغالبة.
يجب أن لا تخضع المعالجات للمقارنات، ولا للرهانات، يجبان تتمثل كتلة التعليم كيانيتها، يجب ان تقود الناس في الانتخابات المقبلة لتقدم في كل دائرة انتخابية مستقبلاً معلماً مؤثراً عقلانياً  وطنياً؛ لكي تحقق الظروف الأفضل لوطن بأكمله وليس لفئة او جماعة محددة.
أخيراً المربي أوسع قلبا، والمعلم أوسع حكمة، وبين الحكمة والقلب المتسع يجب أن تكون النظرة للأزمة الراهنة.

الدستور - 

الأحد 29 أيلول / سبتمبر 2019.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات