المكاسرة ليست حلاً

تم نشره الثلاثاء 01st تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 12:32 صباحاً
المكاسرة ليست حلاً
عمر عياصرة

تفشل الحكومة في ادارة الحوار مع المعلمين، فتقرر الهروب الى الامام، من خلال اتخاذ قرارات احادية لم تقنع «مجموع المعلمين» ولم تفت من عضد اصرارهم على مواصلة الاضراب.
لكن الحكومة لم تشعر بفشلها، وقررت المكابرة من خلال الذهاب الى المحكمة الادارية التي قررت وقف الاضراب، فتباينت الاجتهادات القانونية، وكانت النتيجة استمرار الاضراب وبذات الثقل السابق.
سلوك الحكومة تأزيمي، لم يقنع احدا، وهروبها من طاولة الحوار بهذا الشكل، جعل الرأي العام اكثر تعاطفا مع المعلمين رغم استمرار الاضراب وتوقف العملية التعليمية.
ما لا تدركه الحكومة ان مستوى الصراع قد يتحول من كونه مجرد اشتباك مع معلم يطالب بتحسين ظروفه الى مستوى مختلف عنوانه كافة المواطنين ومجمل الغاضبين.
دعونا نعود الى الميدان، فالمعلم محتقن من اهانة الحكومة له، وهذه الاهانة ليست متعلقة فقط بما جرى من تعامل امني خشن يوم خرجوا للدوار الرابع.
هناك اهانة يشعر بها المعلمون من خلال ادارة الحكومة الظهر لهم، وتهديدهم، واللجوء الى القضاء، كل ذلك ساهم في انتاج مكاسرة، قد تخسر فيها الحكومة، وقد يخسر الوطن.
الحل ببساطة، يكون بالعودة مرة اخرى الى طاولة الحوار، فالتخويف ليس حلا، كما ان محاولة تخويف مربي الاجيال بالفصل حينا، وبالقضاء احيانا اخرى، ليس بلائق ويشكل مثلبة اخلاقية.
فشل خطة الحكومة «علاوة متواضعة والذهاب للقضاء» يبدو راجحا، والدليل حجم الاضراب الذي كان بالامس، والحل لن يكون الا بالعودة للحوار والاقرار بالعلاوة، ومن ثم مرونة النقابة في كيفية جدولة العلاوة.
انتظام الدراسة في المدارس مسؤولية الحكومة، والى الآن لم تتمكن من انجاز ذلك بقراراتها الفردية، لذا عليها النظر للمعلم كشريك، يمكن التفاهم معه، والوصول لحلول يكون الجميع فيها رابحا.
ليس عيبا، او عارا، ان تتراجع الحكومة عن «عنادها»، بل تلك فضيلة لا يستهان بقيمتها ووزنها، فالوطن كله يترقب بقلق، ويتمنى ان تنتظم الدراسة وان لا ينكسر المعلم.

السبيل الإثنين 30/سبتمبر/2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات