حل الدولتين في مهب الريح

تم نشره الأربعاء 02nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 12:43 صباحاً
حل الدولتين في مهب الريح
محمد سويدان

في الآونة الأخيرة تزايدت التحذيرات الأردنية من أن حل الدولتين للقضية الفلسطينية المعترف به عربيا ودوليا، باستثناء الولايات المتحدة تحت ادارة دونالد ترامب، وكيان الاحتلال، يتعرض لخطر وجودي، بحسب وصف وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.
وبالرغم من تعالي الاصوات التي تحذر من المصير المحتوم لحل الدولتين الذي سيصل اليه جراء السياسات الأميركية والإسرائيلية، فإن نجاحها بحشد موقف دولي يواجه السياسات الأميركية والإسرائيلية التي تهدف إلى إنهاء هذا الحل، وتعيد له الحياة التي سلبتها منه مواقف وإجراءات وسياسات ترامب وسلطات الاحتلال.
المواقف الأوروبية بالدرجة الأولى المؤيدة لحل الدولتين، لن ترتقي إلى مصادمة الإدارة الأميركية التي ترفضه، فالدول الأوروبية ستبقى تتحدث نظريا عن أهمية حل الدولتين، وأنه الحل المعترف به دوليا، ولكنها لن تتقدم أي خطوة فعلية باتجاهه، من خلال اجراءات عملية لإحيائه، وليس لتطبيقه على اقل تقدير، لأنها ستصطدم مع إدارة ترامب، وهي لن تفعل ذلك.
الدول العربية التي تؤيد هذا الحل بقوة، وبنت مبادرتها للسلام على أساسه، هي الأخرى لاتريد أن تصطدم مع الإدارة الأميركية، فهي برغم ترديدها الدائم لتأييدها، لحل الدولتين، وأنه الحل الوحيد المعترف به من قبلها ومن قبل دول العالم والأمم المتحدة، إلا أنها لن تحرك ساكنا، من أجله، مع أنها تقول غير ذلك، لأنها لن تغضب ساكن البيت الأبيض الذي يعتبر هذا الحل غير قابل للتطبيق، ولايعترف به، ويطرح بدلا عنه خطة أسماها خطة السلام الأميركية لحل القضية الفلسطينية، والمعروفة بتسمية “صفقة القرن” والتي بالمطلق ترفض حل الدولتين، لأن غايتها تصفية القضية الفلسطينية.
يبدو أن الأردن والسلطة الفلسطينية يقفان وحيدين في نضالهما للإبقاء على حل الدولتين.. فالأردن الذي يرى في حل الدولتين مصلحة وطنية، يتحرك على كافة الاصعدة لحشد المواقف تأييدا لحل الدولتين، ولمنع سقوط هذا الحل، لأن ذلك يعني حل الدولة الواحدة العنصرية الذي سيحرم الفلسطينيين من وطنهم ومن حقوقهم ومن السيادة على أرضهم، وسيحولهم لمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة وقد تكون الرابعة في كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأما السلطة الفلسطينية، فهي بالرغم من قول الكثيرين إنها لاتملك الاوراق لإسقاط “صفقة القرن” والخطط الأميركية والإسرائيلية، إلا أنها تملك الكثير من الأوراق القادرة فعلا على اسقاط “صفقة القرن” واعادة الحياة لحل الدولتين. فأوراق السلطة إذا أرادت أن تلعبها ( مع أنه من غير المتوقع ذلك) تعتمد على الشعب الفلسطيني الذي يستطيع بنضالاته إسقاط كل المؤامرات، ولكنها للأسف لم تلجأ إلى هذا الحل، مايضعف من مواقفها وقدرتها على مواجهة المخططات الأميركية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية.
أعتقد، أنه وبظل هذه الإدارة الأميركية، فإن حل الدولتين، قد يكون انتهى، مايوجب التعامل فلسطينيا وأردنيا وعربيا بشكل مختلف مع المخططات لتصفية القضية الفلسطينية. إن إفشال صفقة القرن، ودعم المقاومة الشعبية في فلسطين، من اجل ذلك، هو الطريق المجرب لمواجهة كل المؤامرات على القضية الفلسطينية.

الغد - الثلاثاء 1-10-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات