الكشف عن تفاصيل مؤلمة تعرضت لها الأسيرة الأردنية هبة اللبدي خلال الاعتقال

تم نشره الإثنين 07 تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 06:29 مساءً
الكشف عن تفاصيل مؤلمة تعرضت لها الأسيرة الأردنية هبة اللبدي  خلال الاعتقال
هبه اللبدي

المدينة نيوز :- نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الإثنين، تفاصيل دقيقة وقاسية لما حدث مع الأسيرة هبة اللبدي المضربة عن الطعام منذ 14 يوما ضد اعتقالها الإداري، والقابعة حاليا في عزل "الجلمة" بظروف صعبة، حيث تتعرض لجملة من الانتهاكات على مدار الساعة من قبل المحققين الإسرائيليين.

ونقلت الهيئة عبر محاميتها، الإفادة الكاملة للأسيرة اللبدي لما تعرضت له على أيدي السلطات الإسرائيلية منذ لحظة الاعتقال وحتى اليوم، حيث قالت، إنه "بتاريخ 20-8-2019 قدمت من الأردن مع أمي وخالتي لحضور زفاف ابنة خالتي، خططت لإجازة 5 أيام مليئة بالفرح، بس الاحتلال أخذني لعالم آخر لم أكن أتوقعه في أسوأ أحلامي ولا حتى بالكوابيس".

(وصلنا جسر النبي حوالي الساعة التاسعة صباحاً، تم توقيفي حوالي ساعتين، بالبداية أغلقوا الباب علي وبعد صراخي تم فتح الباب، بقيت مجندة تحرسني، خلال هذه المدة تم تفتيشي شبه عارية حيث رفضت إنزال ملابسي الداخلية حوالي 4 مرات على يد نفس المجندة، بعدها تم تعصيب عيني وتقييد يدي بقيود بلاستيكية ورجلي بقيود جديدية ونقلوني لقاعدة عسكرية تبعد حوالي ربع الساعة، أنزلوني وأبقوني بالشمس حوالي نصف الساعة ومن ثم حضرت مجندات اصطحبنني لغرفة، وبدأن بالسؤال عن وضعي الصحي وتم تفتيشي مرة أخرى، أخبرت المجندة بإنني بحاجة إلى تبديل الفوطة الصحية وكانت قد أتتني الدورة الشهرية فوافقت بشرط أن تدخل معي إلى المرحاض، والذي كان ضيقا جداً بالكاد يتسع لشخصٍ واحد فدخلت معي بسلاحها وكانت تنظر إلي وأنا أبدل الفوطة، صُدِمتُ وشعرتُ بالحرج والإذلال والانتهاك الصارخ لخصوصيتي ولحقوقي الآدمية، بعدها تم نقلي للمسكوبية وهناك أبقوني أنتظر مدة حوالي 3 ساعات حيث نقلوا معتقلة أخرى وبعدها تم نقلي للتحقيق في بيتاح تكفا).

(وصلت بيتاح تكفا حوالي الساعة الثامنة مساءً، كنت مرهقة كثيراً بسبب السفر منذ ساعات الصباح الباكر وبسبب الدورة الشهرية وبسبب كل المعاملة القاسية، أنزلوني درجًا وممرات ضيقة وكانت زنازين تحت الأرض، كانت المجندة المرافقة لي تدفعني دفعاً وتتعامل بطريقة عدوانية، ارتحت بالزنزانة حوالي نصف ساعة وبعدها أخذوني للتحقيق حتى ساعات الفجر من اليوم التالي).

(أول 16 يوما تقريباً كان التحقيق متواصلا منذ حوالي التاسعة صباحاً لغاية الساعة الخامسة فجراً من اليوم التالي خلال هذه الساعات الطويلة ينزلونني للزنزانة مرتين في مواعيد وجبات الطعام كل مرة حوالي نصف ساعة فقط، بعدها تم نقلي لغرف عصافير مجدو والجلمة ومن ثم أعادوني لتحقيق بيتاح تكفا. مكثت على ذمة التحقيق حوالي 35 يوماً بظروف قاسية جدا جداً).

(التحقيق كان عبارة عن تعذيب نفسي وكان عنيفا جداً فمنذ حوالي التاسعة صباحاً لغاية ساعات الفجر من اليوم التالي، ساعات طويلة جداً بغرفة التحقيق جالسة على كرسي مقيدة ومربوطة بالكرسي والكرسي ثابت بالأرض، الأمر الذي سبب لي آلاماً شديدة بالظهر والأيدي والرقبة، المحققون كانوا يصرخون بصوت عالٍ وكانوا يجلسون شبه متلاصقين بي حيث كانت كراسيهم قريبة مني وكانوا يحيطونني وكأنهم يتعمدون ملامسة رجلي فكنت أحرّك قدمي وأبعدها، طريقتهم مستفزة جداً، يبصقون علي (تفتفة) ينعتونني بأقذر الصفات ويسبوني، بعض ما قالوه لي إنني "حقيرة، فاشلة، سافلة، صرصور، حيوانة، حشرة، بشعة كثير، انصرفي، راح تعفني بالزنازين، كلام قاس جداً أول مرة أسمعه بحياتي، قالوا لي أنت متطرفة وسبوا الدين الإسلامي والمسيحي وقالوا لي إحنا اليهود جوهرة وأنتم ديانات متطرفة أنتم زبالة، كلام عنصري جداً ومتطرف).

(تم تهديدي وضغطوا علي بقولهم لي إنهم اعتقلوا أمي وأختي وهددوهما بهدف سحب اعتراف مني حيث قالوا لي اعترفي أحسنلك، وبعد أن يأسوا ومحاولاتهم باءت بالفشل هددوني بالاعتقال الإداري حيث قالوا لي ما عنا دليل ضدك بس عنا الاعتقال الإداري مع صلاحية لتجديده لمدة سبع سنوات ونصف السنة وبعدها راح نحبسك بالضفة تحت عيوننا ونمنعك تروحي عالأردن ونمنع أهلك من زيارتك حاولوا الضغط علي بكل وسيلة).

(حقق معي عددٌ كبير من المحققين كانت معاملتهم سيئة وتصرفاتهم سيئة جداً وكانوا يسبون ويشتمون، كان المحققون يلعبون أدواراً فاحدهم يمثل أنه جيد والأخر سيء التعامل).

(وضعوني بزنزانة ضيقة مليئة بالحشرات حيث كنت أصحو والصراصير والنمل والحشرات على ملابسي، أعطوني بيجامات رائحتها كريهة ووسخة، الحيطان إسمنتية خشنة من الصعب الاتكاء عليها، فرشة رقيقة بدون غطاء، بدون وسادة، الأنوار مضاءة 24 ساعة، مزعجة للنظر، بدون تهوية طبيعية وبدون شبابيك رطوبة عالية وبدون ماء الرائحة كريهة طلبت فورة نصف ساعة، فرفضوا صراخ وتخبيط وضجة وأصوات مزعجة من الزنازين المحيطة، كانوا يتعمدون إهانتي وإذلالي الحمام مثل القبر مكان بحجم وقوف شخص قذر ووسخ به دش ولا يوجد مكان لتعليق الملابس وبالخارج بابه يقف سجانان وسجانة يسمعون صوت الماء وكنت خائفة أن يفُتح الباب في أي لحظة، صابون بدون ليفة فحتى الحمام كان مقلقًا ومخيفًا هم يقولون إنهم يعطون للأسرى حمامًا وأكلًا، ولكن يبقى السؤال ظروف الحمام والأكل والملابس فهي مذلة ومهينة.

(الأكل كان سيئا جداً وأنا بالأساس نباتية فمدة أسبوع أرجعت الأكل ونتيجة لذلك أصبت بالدوخة وتم نقلي للعيادة، بعدها أصبحت آكل القليل من الخبز واللبن والأشياء التي من الممكن أكلها، المحققون كانوا يتعمدون أكل كنافة وحلويات أمامي).

(كلما تم نقلي من وإلى الزنزانة اذا كان لمحاكم تمديد التوقيف او للعصافير كان يتم تعصيب عيناي وتقييد يداي بقيود عدد 2 وقيود بالارجل عدد 2 الشيء الذي كان يسبب لي الاماً شديدة، عدا عن تعصيب الاعين والقيود بكل مرة تم نقلي من والى غرفة التحقيق).

(القنصل الأردني زارني بتاريخ 3-9-2019 تقريباً وبعد زيارته تم نقلي الى للجلمة لمدة 3 أيام ولمجيدو لمدة 3 أيام بهدف انتزاع اعتراف عند العصافير، حيث كان يحضر رجال على باب الزنزانة هناك ويدعون انهم اسرى ويقولون لي احكيلنا اللي ما حكيتيه بالتحقيق، احنا بنحاول نساعدك، والخ" طبعاً لم يكن لدي شيء لاقوله لهم).

(الظروف بمعتقل الجلمة كانت صعبة للغاية شعرت بانني ببيت بلاستيكي فالزنزانة مقابلها ساحة مغطية ببلاستيك من جميع النواحي وبدون تهوئة طبيعية، رطوبة عالية بدون مكيف مروحة مزعجة كنت اضطر اطفائها بسبب الرطوبة العالية، صراصير ونمل وحشرات بكميات كبيرة جداً، الاكل على مزاج الطباخين سيء ولا يؤكل) .

(بعدها اخبروني بانهم سينقلوني لسجن الدامون مع باقي الاسيرات، وصلنا الدامون انتظرت بالبوسطة حوالي ساعتين وبعدها قالوا لي بانه عندي محكمة وإذ بهم ينقلوني لسجن مجيدو حيث بقيت 3 أيام هناك، كان هناك برد شديد طلبت حرام فلم يعطوني سوى شرشف وفرشة رقيقة بدون ملف وبدون وسادة، كمية النمل التي كانت غير طبيعية وكأني اسبح بالنمل).

(وبعد ذلك تم ارجاعي لتحقيق بيتاح تكفا حيث صدمت عندما اعادوني للتحقيق لانهم اعلموني بانتهاء التحقيق ونقلي للدامون، مديرة معتقل بيتاح تكفا عندما ارجعوني من عند العصافير حكتلي" اذا ما قدرتي تتحملي الوضع وبدك مهدئات ومنوم بعطيك لانه الكل هون بوخذ مهدئات "فقلت لها" اعطيهم للمحققين الذين فقدوا اعصابهم وهم يحققوا معي فهم يحتاجوه اكثر مني).

(من المهم ذكره ان البوسطة قصة أخرى من المعاناة والتعذيب حيث كانوا يشغلون المكيف على درجة حرارة عالية وينزلون لاستكمال الإجراءات، كانوا يبقوني حوالي 3-4 ساعات، كنت أقول للمجندة المرافقة انه حار تقول لي انني اعلم ذلك، مكثت 9 أيام أخرى ببيتاح تكفا خلالها حققوا معي 3-4 مرات واخر 6 أيام لم يحققوا معي بالمرة وبدون سبب ابقوني بمثل هذه الظروف القاسية كنوع من التعذيب والانتقام).

(العنف النفسي اشد من العنف الجسدي فهو متعب اكثر واثاره لا تزول وهم كانوا يتعمدون ارهاقي نفسياً، كمية الحقد والعدوانية لم اراها من قبل كنت اشعر انني بمحددة كلها أبواب واقفال حديدية وكذلك قلوبهم من حديد، انا فقدت الإحساس بوجودي كانسانة فهم لا يعرفون الإنسانية وقد اخبرت المحقق ان التعذيب النفسي عندهم اشد واعظم من الجسدي فقال لي انه يعلم ذلك).

(بعد بيتاح تكفا وبتاريخ 18-9-2019 على ما اذكر تم نقلي الى قسم 3 بسجن الدامون مع الاسيرات الفلسطينيات، كل أسيرة ولها قصة ولكن صدمتي كانت كبيرة عندما رأيت الاسيرة الجريحة اسراء الجعابيص والاسيرات المصابات، قصص الاحتلال عندما تسمها من الخارج ليس كما تعيشها).

(بتاريخ 24-9-2019 تم تسليمي امر الاعتقال الإداري لمدة 5 شهور واحتجاجاً على ذلك قمت بالإعلان عن الاضراب المفتوح عن الطعام، إدارة وضابط مخابرات سجن الدامون حاولوا اقناعي بالعدول عن الخطوة فرفضت وقلت لهم ان مأساة الاعتقال الإداري يجب ان تنتهي وانا ذاهبة للنهاية فاما النصر واما الموت واذا مت اشبعوا باعتقال جثتي اداري لمتى شئتم).

(يوم الخميس 26-9-2019 تم نقلي كعقاب على الاضراب الى زنازين الجلمة، اقبع بزنزانة بها 4 كاميرات مراقبة، لا استطيع تبديل ملابسي، الحمام بابه من زجاج وفقط يوجد منطقة عازلة لمنطقة الاكتاف لغاية الافخاذ أي من فوق وتحت مكشوف، المنطقة العازلة للرؤية هي منطقة منتصف فمنطقة الارجل مكشوفة ايضاً، اما المرحاض فهو قبالة الكاميرا وزجاجي ولكني اغطيه بالشرشف اما الحمام فلا يوجد مكان لوضع شرشف لتغطيته لهذا منذ 4 أيام وانا بنفس الملابس ولا استطيع الاستحمام بسبب عدم الخصوصية وانتهاكها الصارخ).

(طلبت قران كريم وفراش صلاة، بالبداية رفضوا وبعد ان اخبرتهم بانه من حقي ممارسة شعائري الدينية وبانني سوف اخبر منظمات حقوق الانسان تم احضار لي قران كريم من اغراضي التي حملتها من سجن الدامون والتي حرموني منها بمعتقل الجلمة، تم حرماني من جميع اغراضي فهي موجودة عندهم ولكن لم يعطوني إياها، فانا بنفس الملابس ونفس والملابس الداخلية).

(منعوني من الخروج للفورة، تفتيشات بشكل كبير ومستفز تصل احياناً الى 5-6 تفتيشات باليوم هذا غير وقت العدد وبالرغم من وجود 4 كاميرات مراقبة، ضغط نفسي كبير، لا انام جيداً فنومي متقطع بسبب الازعاج فهو معتقل جنائي بالأساس ازعاج، صراخ وقرع أبواب، الإدارة تدخل للتفتيش متى تشاء ومعهم رجال مع سجانة ولكن ليس مريح لي ان يدخلوا وانا نائمة فلا يوجد احترام وخصوصية كوني انثى).

(اليوم تم عرضي على طبيب العيادة بالسجن كنت اعاني من نبضات قلب سريعة، نقص شديد بالاملاح، اوجاع معدة شديدة، بالبداية رفضوا اعطائي ملح ولكن بعد فحص العيادة اقروا باعطائي ملح بالكمية التي يتم تحديدها من قبلهم).

(ما عانيته بالتحقيق وظروف الاعتقال لغاية اليوم من بشاعة وفظاعة وقساوة هو شيء كنت اعتقد انه خيالي ولكنني عشته وهو شيء غير طبيعي وظلم كبير، كنت اسمع عن معاملتهم ولكن ليس بالحجم الذي عشته وجربته فهو اكبر ظلم للإنسانية لذلك الموت ولا المذلة).



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات