الهجوم التركي والمنطقة الآمنة شمال سوريا

تم نشره الأحد 13 تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 12:08 صباحاً
الهجوم التركي والمنطقة الآمنة شمال سوريا
د. فطين البداد

لم تكن قوات الحماية الكردية التي تتعرض لهجوم تركي هذا الأوان تدرك بأن الغطاء الامريكي لا يمكن ان يستمر ، وبأنها سيتم القضاء على حلمها في كيان كردي مستقل في الشمال السوري ، والمفارقة ان هذا يحدث بينما لا زال الجنود الامريكان في المنطقة يتشاركون المهام مع الميليشيات الكردية في اكثر من موقع عقب انسحاب القوات الامريكية من مواقع بعينها .

حلف شمال الاطلسي لم ينكر على الاتراك هجومهم ، وهو ما اتضح من زيارة الامين العام للحلف الى انقرة الجمعة ، بل انه اعلن بأن الحلف يتفهم المخاوف التركية ، ولعل هذا الموقف يعتبر كافيا للاتراك الذين لا يتوقعون اصلا دعما اكثر من الكلام ، في ظل وجود اختلافات جذرية بمواقف بعض اعضاء الحلف من الميليشيات الكردية وخاصة الفرنسيين .

والمتابع لما يجري في الميدان يستذكر كيف كان مقاتلو الحماية الكردية ومقاتلاته يقهقهون ويشربون الانخاب أثناء مراقبتهم للطيران الامريكي وهو يقوم بقصف مواقع تنظيم داعش الارهابي في كوباني وفي تل ابيض وفي الرقة وفي مختلف المناطق ، ولكأن الاحداث تعيد نفسها بشكل مقلوب هذه المرة ، حيث يقوم الطيران التركي بقصف مواقع هؤلاء بينما تقوم الميليشيات باحراق الاطارات للتشويش على الطيران ، بنفس طريقة داعش واسلوبه .

واذا كان من حق الشعب الكردي ان يكون حرا وغير مشتت على الجغرافيا في اربع دول ، إلا ان فصائل بعينها من الشعب الكردي قامت باختطاف هذا الشعب المسكين والمظلوم بلا شك ، والحديث باسمه بالقوة وتحت التهديد كما تفعل هذه الميليشيات الماركسية التي ترغب في نشر فكرها الشيوعي بين ملايين الاكراد المسلمين ، فرأيناها تقتل وتسجن وتنكل بكل كردي لا يرفع صورة عبد الله اوجلان مع زعمها انها ليست جزءا من حزب العمال التركي ، كما وإن من نافلة القول أن الانظمة في كل من ايران او سوريا او العراق ، وبالطبع تركيا لا يمكن ان تسمح بكيان كردي مستقل ، إلا على الطريقة العراقية حيث الاقليم مرتبط بالمركز دفاعيا واقتصاديا وتمثيلا خارجيا ، أما ان يقوم اكراد ايران ، مثلا ، باختراع كيان لهم ، او اكراد سوريا باقتطاع مئات الكيلو مترات لتشكيل دويلة كردية في المنطقة ، وقبالة الاناضول والشمال العراقي فإن هذا ضرب من الجنون ونوع من العبثية التي يتقن ممارستها قادة ميليشيا قوات الحماية الكردية التي اسمت نفسها: قوات سوريا الديمقراطية زورا وبهتانا .

منتظر من الميليشيات الكردية الآن ان تنسحب جنوبا كما يطلب الاتراك ، ونعتقد بأن وساطات ستبذل لتحقيق هذه الغاية ، ما يعني القضاء المبرم على حلم الكيان الكردي المستقل في سوريا .

لقد جرب الاكراد ، أو بالاحرى احزابهم السياسية ، وعلى الاخص قوات الحماية الكردية كل اشكال الاصطفاف مع اعداء العرب بمن في ذلك اسرائيل انطلاقا من حقد تاريخي غير مفهوم ، ولكنهم لم يجدوا في النهاية الا الحضن العربي ، ويكفي هذه القوات التي تتفاخر بوجود النساء المقاتلات بين صفوفها ، يكفيها خزيا أنها باتت مثل " مصيفة الغور " فلا هي مع وطنها الام ، الذي اتهمها بالخيانة كما جاء على لسان فيصل المقداد الجمعة ، ولا هي مع المحتل لبلادها ، وخاصة الامريكي الذي فضحها بتغريداته المتكررة عن انها كانت تقاتل معه ضد داعش نظير المال ، فلننظر ماذا ستفعل لها هذه الاموال التي " قبضتها " .. هل ستمكنها من تحقيق حلمها في وطن كردي عاصمته كوباني كما تخطط ؟؟.

وعلى ذكر عين العرب كوباني ، فإننا نذكر ببداية التحشيد الامريكي ضد داعش كيف ان الاعلام الغربي تغنى بكوباني وبنساء كوباني الصامدات ، وجاؤوا بفتيات بريئات على انه تم اغتصابهن ينشدن اناشيد وطنية وعاطفية اجتماعية استغلتها آلة التحشيد الاعلامي الغربي ، ليفقد مقاتلو هذا الفصيل الكردي الآن كل دعم وكل ورقة طالما لوحوا بها بعد ان باتوا وحيدين مستفرد بهم وبهن في عالم لا يهمه الا المصالح ، إذ إنه ومن البديهي أن لا يتخلى الناتو عن تركيا نظير ميليشيات مرتزقة قاتلت تنظيم داعش الارهابي مقابل أجر .

ألم نقل في هذا المكان ذات مقال : إن الذي يتغطى بالامريكان بردان !.

المصدر : جى بي سي نيوز - الاحد 13-10-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات