قوات القذافي تدخل بنغازي و "الانتقالي " يستنجد بالمجتمع الدولي

المدينة نيوز – خاص - كتب المحرر السياسي: تتركز الأنظار على مدينة بنغازي في الشرق الليبي مع ورود أنباء عن دخول القوات الموالية لنظام العقيد معمر القذافي إلى الضواحي الغربية للمدينة تحت غطاء من القصف براجمات الصواريخ، مما يزيد من احتمال قيام دول غربية بضربات جوية للقوات المهاجمة تطبيقا لقرار مجلس الأمن 1973.
وذكرت الانباء الواردة من مدينة بنغازي معقل ثوار ائتلاف 17 فبراير، والمجلس الوطني الانتقالي أن الكتائب الأمنية الموالية للعقيد القذافي دخلت صباح اليوم السبت الأحياء الغربية للمدينة بعد أن قامت بقصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، مما دفع الآلاف من السكان إلى النزوح من المدينة.
وأضافت أن الكتائب الأمنية قصفت فندقا يؤوي صحفيين كما قصفت مواقع على شارع جمال عبد الناصر وسط المدينة. وأكد خالد العقلي رئيس منظمة التضامن لحقوق الإنسان في سويسرا - نقلا عن مصادر محلية في المدينة- أن موالين للقذافي يقومون بإطلاق النار عشوائيا على منازل السكان.
وتحدثت وسائل إعلامية عن إسقاط طائرة مروحية فوق المدينة كانت تحلق على ارتفاع منخفض بالتوازي مع وقوع انفجارات قوية. وقال عضو في لجنة شعبية بأحد الأحياء انه تلقى مكالمة تفيد بقيام قوات القذافي بإنزال بحري. ووجهت إذاعة ليبيا الحرة التابعة للثوار نداءات تدعو المواطنين للدفاع عن المدينة.

تدخل عسكري

ومع تطور الأوضاع الميدانية اليوم السبت، رجح خبراء عسكريون أن تقوم دول غربية بضربات جوية لمنع قوات القذافي من احتلال مدينة بنغازي وذلك تطبيقا لقرار مجلس الأمن 1973 القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وكانت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ودول عربية قد طالبت القذافي الجمعة بوقف تقدم قواته وإعادة إمدادات الكهرباء والماء إلى المدن التي قطعت عنها.
وجاء في بيان لمكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مطالبة صريحة لقوات القذافي بوقف تقدمها نحو بنغازي، والانسحاب من مدن مصراتة والزاوية وأجدابيا.
كما توعد الرئيس الأميركي باراك أوباما العقيد القذافي بعمليات عسكرية إن لم يمتثل للقرار الأممي، وقال إن مخاوف تساور المجتمع الدولي من وقوع فظائع إن لم يوضع حد لنظام العقيد الليبي.

الانتقالي يستنجد والقذافي يحذر

وناشد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا المجتمع الدولي التحرك سريعا ضد النظام الحاكم في طرابلس على خلفية تطور الأحداث في مدينة بنغازي وتنفيذ التزاماته بحماية المدنيين إنفاذا لقرار مجلس الأمن الأخير، في حين حذر القذافي من التدخل في شؤون بلاده الداخلية.
فقد انتقد رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل تأخر الدول التي أعلنت استعدادها لتطبيق قرار مجلس الأمن 1973 القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا محذرا من أن قوات القذافي دخلت مدينة بنغازي وأصبحت تقصف الأحياء السكنية بشكل ينذر بوقوع مجازر في صفوف المدنيين.
وناشد عبد الجليل المجتمع الدولي التدخل سريعا لإنقاذ بنغازي منبها إلى أن التأخير في التصدي للكتائب الأمنية سيفسح لها المجال للتقدم شرقا.
اجتماع طارئ
وجاءت تصريحات عبد الجليل أثناء وجوده في قرية خارج بنغازي حيث يعقد المجلس اجتماعا طارئا لبحث الأوضاع الأمنية المستجدة.
من جهته، قال علي العيساوي العضو المكلف بالشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي إن المجلس أجرى السبت اتصالات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ووضعهم في ضوء الانتهاكات التي يمارسها نظام القذافي لقرار مجلس الأمن بخصوص حماية المدنيين ووقف إطلاق النار.

من جانبه، حذر العقيد معمر القذافي في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي مسميا إياه بركة حسين أوباما من مغبة التدخل في الشأن الليبي وتداعيات ذلك على منطقة البحر الأبيض المتوسط معتبرا أن قرار مجلس الأمن يعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الليبي.
وكرر القذافي في الرسالة -التي تلاها على وسائل الإعلام المتحدث باسم الحكومة الليبية إبراهيم موسى- تصريحاته التي قال فيها إن قواته تقاتل تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، نافيا إطلاق النار على الشعب الليبي "حتى ولو طلقة واحدة ".

كما تلا المتحدث رسالة وجهها القذافي إلى مجلس الأمن قال فيها إن الدول المؤيدة للقرار الأخير ستندم في حال التحرك عسكريا ضد ليبيا.

مطالبة فرنسية

وكان مصدر في الحكومة الفرنسية قد طالب المجتمع الدولي في وقت سابق من السبت بضرورة التحرك سريعا إزاء الأوضاع المستجدة في ليبيا على خلفية الأنباء التي تؤكد دخول الكتائب الأمنية الموالية للقذافي إلى مدينة بنغازي موضحا أن كل شيء أصبح جاهزا في انتظار القرار السياسي مؤكدا الحاجة إلى سرعة التحرك.

وقال دبلوماسي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه لم يصدر قرار حتى الآن بشأن التدخل عسكريا في ليبيا مرجحا أن لا يصدر أي قرار بهذا الشأن قبل يوم غد الأحد، لكنه عاد وأكد أن الأحداث الأخيرة ستشكل ضغطا متسارعا للقيام بخطوة ما.

وتأتي هذه التصريحات قبل ساعات من انعقاد الاجتماع الطارئ للدول الأعضاء في الناتو على مستوى المندوبين اليوم السبت لبحث تفاصيل الخطط المقترحة للقيام بعمليات عسكرية ضد القوات الموالية للقذافي في إطار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا.

قمة دولية

كما تتواصل التحضيرات في العاصمة الفرنسية لقعد قمة طارئة اليوم السبت يشارك فيها قادة من الدول العربية وأفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا الغربية لبحث العمل العسكري المحتمل ضد نظام القذافي.
ويشارك في القمة إلى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
كما يحضر الاجتماع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ.
وتوقع السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرارد أراو بدء التحرك العسكري ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بعد ساعات من القمة الدولية التي قال إنها ستكون فرصة مناسبة لتوجيه آخر إشارة بعد الإنذار الذي وجه الجمعة إلى العقيد القذافي بضرورة وقف تقدمه إلى بنغازي والانسحاب من مدن مصراتة وأجدابيا والزاوية.