تخريب الحدائق العامة

تم نشره الثلاثاء 22nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 12:31 صباحاً
تخريب الحدائق العامة
نزيه القسوس

الحدائق العامة أنشأتها وجهزتها أمانة عمان الكبرى لتكون متنفسا للمواطنين وأمكنة للتنزه والترويح بعد تعب النهار، وهي مجهزة للكبار والصغار؛ فالكبار يستمتعون بالجلوس على المقاعد المريحة والتمتع بمناظر الورود الجميلة والأشجار الخضراء والأطفال يركضون ويلعبون ويمرحون، كما أن هناك حدائق فيها بعض الألعاب التي يحبها هؤلاء الأطفال، أما الشباب ففي بعض الحدائق ميادين للعب كرة القدم مجهزة من أجل هذه الغاية ونوافير للمياه وبشكل عام فإن هذه الحدائق مظهر حضاري بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
مع الأسف الشديد فإن عددا كبيرا منا ومن أطفالنا وأبنائنا تعوّد على التخريب وكأن هذه الحدائق هي للأعداء وليست لنا، فنجد بعض المقاعد في هذه الحدائق قد تكسرت بفعل فاعل والورود قد قطعت أيضا بفعل فاعل والمصابيح الكهربائية مكسرة ومعطلة لنفس السبب، أما النفايات وبقايا الأكل والقشور  فتنتشر في بعض أرجاء هذه الحدائق، مع أن هناك سلالا للمهملات، لكن معظم الذين يرتادون هذه الحدائق لا يستعملونها وكأنها موجودة كديكور في الحديقة، فنجد بعض العائلات التي ترتاد هذه الحدائق هي وأطفالها ترمي بقايا الأكل على الأرض وأطفالها بالطبع يقلدونها فلا يطلب الأب أو الأم من أطفالهما وضع النفايات وبقايا الطعام وعلب العصير في سلال المهملات بل يرمونها على الأرض لأن الأب والأم مع الأسف يفعلان ذلك.
الحدائق العامة لم توجد من فراغ  بل  بعد جهد وعمل كبيرين من قبل أجهزة أمانة عمان الكبرى، وهذه الحدائق كلفت خزينة الأمانة ملايين الدنانير حتى تكون متنفسا للمواطنين فلماذا نخربها ؟ . ولماذا نتعامل معها وكأننا سنزورها للمرة الأخيرة ؟ ، وما الفائدة من تخريب مقاعد هي لنا نحن؛ لأننا نحن الذين سنجلس عليها وليس موظفي الأمانة ؟ ، ولماذا لا نعلم أطفالنا أن هذه الحدائق هي ممتلكات عامة؛ أي أننا نحن الذين نملكها وهي موجودة من أجلنا ومن أجل راحتنا وحتى نتنزه بها وتكاليفها دفعت من الضرائب التي ندفعها نحن لذلك فإن من واجبنا المحافظة عليها.
من منا زار بعض الدول الأوروبية يجد أن معظم  مقاعد الحدائق العامة هي تبرع شخصي من المواطنين؛ فالمواطن الذي كان يجلس مع زوجته أو صديقته التي انتقلت إلى الدار الآخرة  في إحدى الحدائق العامة يقوم بتقديم مقعد على حسابه الخاص تخليدا لذكرى هذه الزوجة أو الصديقة وضمن المواصفات الخاصة بالحديقة وهذا ينطبق أيضا على الزوجة وعلى الصديقة.
بدلا من تخريب الحدائق العامة نتمنى أن نتبرع لهذه الحدائق لتحسينها وليس لتخريبها، ونتمنى أن نكون حضاريين ونشعر بالمسؤولية تجاه هذا الوطن الطيب وتجاه كل حبة تراب فيه . ونتمنى أن نسمع أن أحد أغنيائنا الكبار قد تبرع بإنشاء حديقة عامة أو ساهم في إنشائها تخليدا لزوجته أو لابنه أو لذكرى أي شخص يعز عليه.
مرة أخرى نقول بأنه لا يجوز التعامل مع الحدائق العامة وكأنها حدائق للأعداء فهذه الحدائق لنا جميعا ولأطفالنا ويجب علينا جميعا أن نحافظ عليها .

الدستور - 

الاثنين 21 تشرين الأول / أكتوبر 2019.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات