الانضباطية شيفرة النهوض الصيني

تم نشره الثلاثاء 22nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 08:26 صباحاً
الانضباطية شيفرة النهوض الصيني
الصين

المدينة نيوز:-  يتخيل المار بشوارع وحارات المدن الصِّينية، أنْ لا أحد يسكنها، بسبب شدة النظافة التي تمتاز بها، فلا أعقاب سجائر ولا قمامة تلوث المكان، ولا بقايا طعام تنتشر بجانب الحاويات، واللافت أيضا أن المار لا يشاهد عمال نظافة ينتشرون في الشوارع والأزقة لجمع النفايات المفترضة التي يلقيها أكثر من مليار و350 مليون إنسان يسكنون هذه البقعة من شرق آسيا.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) رصدت في 10 أيّام، ثلاث مدن صينية هي العاصمة بكين، وفي أقصى جنوب البلاد مدينتي شوشان وهانغتشو على نهر تشيانتانغ، وتبين حجم نظافة وصل إلى أنك لا تشاهد ورقة واحدة تلوث المنظر العام للشوارع الرئيسة أو الفرعية، إلا أوراق شجر الخريف التي تسقط ثم تختفي من شدَّة الاهتمام.
يقول هوانج تشي بن، وهو أحد العاملين في نظافة مدينة بكين، وهو يقف متأنيًا ليلتقط أوراق شجر الخريف أولا بأول وقد أبدى استغرابه من سؤال "بترا" حول نظافة المدينة، ليجيب أنَّ "هذا هو الطبيعي بأن تكون نظيفة ومن غير الطبيعي أن تكون كذلك".
بن الذي تجاوز الخمسين من العمر وهي صفة عامة حول أعمار عمال النَّظافة في البلاد الذين رصدتهم "بترا"، يقول إنَّ "النَّظافة سِمة عامة للنَّاس، فلا تجد أحدًا يقذف قمامته الى الشارع أو في المكان غير المخصص لذلك"، مبينًا أنَّ معاناته تتلاشي كثيرًا مع وجود الوعي بين الناس.
وعلى بعد ساعتين من العاصمة بكين وفي الطائرة، وصلت "بترا" إلى أقصى جنوب البلاد وكانت المدينة الثانية هانغتشون، وهي من المدن الجنوبية التي تمتاز أيضًا بالنَّظافة، وهي نفس النتيجة التي وجدت في بكين، رغم أن عدد سكانها يصل إلى 10 ملايين نسمة.
تقول وانغ آن البائعة في محل للملابس في أحد أسواق المدينة، إنَّ "هناك التزامًا أخلاقيًا وقانونيًا فيما يتعلق بالنَّظافة، وفي المقابل هناك سلطات مسؤولة عن مراقبة ونقل الحاويات التي يتم جمع النفايات فيها أولًا بأول"، عازية نظافة الشوارع وجماليتها إلى اهتمام السلطات بذلك، يليه الالتزام بعدم قذف القمامة الا في الأماكن المخصصة لذلك. وأشارت إلى أنَّ عدد السُّكان يتطلب جهودًا واعباءً كبيرة من الطرفين للإبقاء على البلاد وشوارعها وأحيائها بهذا الشكل اللافت من النظافة.
وهناك ما يستحق الملاحظة أيضا، فعلى مسافة أكثر من 400 كيلومتر قطعتها "بترا" بين مدينة هانغتشون وشوشان، إلا أنها خلت من أيِّ "مطب" للسيطرة على سرعة السائقين، والسَّبب أنَّ كاميرات المراقبة منتشرة في كل مكان، عدا عن أنَّها نظيفة وواسعة ومخططة وواضحة المعالم ليلًا ونهارًا.
وفي الصِّين تبرز الدراجات الهوائية مواحدة من أبرز وسائل النقل، يستخدمها الكبار والصِّغار، وتم تحديد مسار مخصص لها ضمن الشارع دون اعتداء على حرمته أو خصوصيته، ويلتزم الجميع بالقانون المطبق بحذافيره كما يقول وو شِن، الذي يشير شن وقد توقف عند مكان مخصص للدراجات الهوائية لركوب دراجته للعودة الى منزله، إلى أنَّ هذه الوسيلة تُسهم في المحافظة على اللياقة الرياضية للإنسان، وهي وسيلة نقل تجنبك الازدحامات، لكنه لا يُخفي كثرة الحوادث المميتة بسبب أخطاء بعض مستخدميها.
ويتوقع القادم إلى الصين أن لا يجد لنفسه موطئ قدم من شدّة الازدحام، غير أن ما شاهدته "بترا" من واقع يختلف تمامًا، فأنت في بلد المليار ونصف المليار تعتقد أنك في مدينة لا يتجاوز عدد سكانها 10 آلاف نسمة، فلا زحام في الأسواق أو المطاعم أو في الشَّارع، فتخطيط الشوارع على مستوى كبير وعال من الهندسة، وقد يصادفك ازدحام إلا أنه لا يعتد به مقارنة بعدد السكان.
ويؤكد تسو ماو وهو أحد المواطنين في العاصمة بكين أنَّ الازدحام موجود لكن لا يشير الى عدد السكان فعلا، بسبب تطبيق القانون دون تراخ، والتزام الحكومة بتوفير شوارع وبنية تحتية تستوعب كل هذه الأعداد من السكان، مشيرا الى انَّ هناك ممرًّا خاصًّا للسيارات، وآخر للدراجات، وممرات مشاة محددة وجسورا للمشاة والجميع ملتزم باتجاهه بحسب وسيلته، دون إغفال أهمية ودور القطارات السريعة تحت الأرض وفوقها.
واللغة الصِّينية هي اللغة المنتشرة بين الجميع، وقلَّما تجد أحدًا يتحدث الانجليزية أو العربية، وهنا تنتشر أجهزة الكترونية تقوم بالترجمة إلى كل اللغات، ما يسهل على الطرفين التعامل، غير أنَّ الصِّين اتجهت لتدريس طلابها اللغات الدولية ومن بينها العربية.
تقول دانا والتي أطلق عليها هذا الاسم بعد دخولها كلية الدراسات الأجنبية في العاصمة بكين لدراسة اللغة العربية، إنَّ اللغة العربية صعبة جدًا واكثر ما يزيد من صعوبتها قواعدها.
أما الأكل في الصين فمختلف جدًّا، وهنا يبين أحمد وهو أحد العرب الزائرين، أنَّ كل شيء في هذه البلاد يؤكل، وبكل الطرق، ولا يتركون شيئا إلا ويتعاملون معه، حتى "أقدَّام الدجاج" تعتبر وجبة طيبة المذاق عندهم.
ويضيف أحمد، ان النَّاس طيبون ومهذبون أيضًا، ويمنحونك الاحترام الذي يجلب لهم الاحترام لهم ولبلادهم، فهو لا يسلِّم عليك الا بانحناءة بسيطة للرأس دليل احترام وتقدير للآخر.
والصينيون يختفون نهارا فلا تكاد تراهم، وتوضح المرافقة والمترجمة سيماو الى أن الصينيين يعملون ويصنعون وينتجون من الصَّباح وحتى المساء، وهو السر الذي جعل من الصين دولة عظيمة كما قال رئيسها شي جين بينغ في خطاب سابق له إن بلاده حققت انجازات عظيمة تدهش العالم على مدار 7 عقود سابقة وستستمر بالنهوض.
بركات الزيود



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات