غاب العدل.. فكفر الجوع!

تم نشره الأربعاء 23rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 01:00 صباحاً
غاب العدل.. فكفر الجوع!
رشاد ابو داود

يحكى أن وزير العدل في حكومة تشرشل حاول الإسراع بسيارته للوصول إلى اجتماع طارئ لمجلس الوزراء . وفي تلك اللحظة حاول عامل النظافة عبور الشارع بعربته أمام سيارة الوزير فاضطر الوزير الى أن يبطئ قليلاً .
ارتبك العامل بسبب سقوط بعض القمامة على أرضية الشارع فنزل مسرعاً لالتقاط الأوساخ الساقطة وإعادتها للعربة مما سبب في تأخر سيارة الوزير. فما كان من الوزير بعد ان فقد أعصابه الا ان أخرج رأسه من نافذة السيارة وقال للعامل :
*يا احمق*.
التقط العامل رقم السيارة وهو لا يعرف صاحبها وقدم شكوى لبلدية لندن. أصدرت البلدية أمرها بعدم رفع النفايات من امام بيت الوزير ورفعت الشكوى لرئاسة الوزراء .
طالب ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا حينها وزيره بالاعتذار للعامل . فما كان من الوزير الا ان قدم استقالته فوراً وذهب ليقدم اعتذاره للعامل .ولكن تشرشل رفض الاستقالة .
قال للوزير : لقد أهنته وانت وزير ولن أرضى أن تعتذر له وانت شخص عادي .وان استقالتك ستظل معلقة حتى تعتذر وأنت وزير . اعتذر الوزير ... ثم قبلت استقالته . و خلال التسعة أيام التي استغرقتها هذه القضية تجمعت القمامة أمام منزل الوزير وصارت رائحة الشارع الذي يقطن فيه لا تطاق مما اضطر الوزير ان ينزل كل ليلة لينقل بسيارته الخاصة بعضاً منها إلى خارج المدينة .
روى المؤرخون أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب المعروف بشدته وقوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة وذات يوم رأى رجلا يأكل بشماله فجاءه من خلفه وقال له يا عبدالله كل بيمينك .. فأجابه الرجل يا عبد الله إنها مشغولة .. فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الإجابة فقال له عمر وما شغلها .. فأجابه الرجل أصيبت يوم مؤته فعجزت عن الحركة .. فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله من يوضئك .. ومن يغسل لك ثيابك .. ومن يغسل لك رأسك ..ومن .. ومن .. ومن .. ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام .. وهو يرجوه العفو عنه لانه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها .
بعد ان فتح المسلمون بيت المقدس وقف حكام القدس السابقون ينتظرون أمير المؤمنين ليسلّموا له مفاتيح القدس . رأوا رجلين قادمين أحدهما راكب والآخر مترجل يمشي على قدميه ولا يستطيعون تمييز من منهم هو أمير المؤمنين لأن ثيابهما متشابهة ولا يظهر على أحدهم أي مظهر ثراء. لقد ظنوا أن الراكب هو أمير المؤمنين ولكن الحقيقة أن عمر بن الخطاب قد كان يركب حينا وحينا يجعل خادمه يركب وحين وصلوا القدس كان الدور لخادمه في الركوب.
لو أن العدل ساد في عالمنا العربي لما كفر الجوع ولما ثارت تونس وليبيا وسوريا و اليمن والعراق. ولما انتفضت بيروت وطرابلس والجنوب . ولما توحدت الطوائف تنادي برحيل ملوك الطوائف وامراء الحرب .
ان  كنتم لا تريدون أن تكونوا مثل عمر فكونوا مثل تشرشل!

الدستور - الثلاثاء 22-10-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات