عندما تفرط الدولة جيبتها!

تم نشره الجمعة 25 تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 12:47 صباحاً
عندما تفرط الدولة جيبتها!
جميل النمري

ترأس الملك جانبا من ورشة اقتصادية في الديوان الملكي ثم ورشة أخرى لنفس الغاية في اليوم التالي، فثار فضولنا لنعرف محتوى النقاش. لكن إعلام الديوان يأبى الانفتاح حتى في حالة كهذه مع ان إشراك الرأي العام هو المطلوب وبالذات في مناسبات كهذه وفي ظروف كالتي نعيش. فنحن نتحدث عن “ورشة” اقتصادية وليس لقاء من النوع المألوف حيث يطرح جلالته شؤون الساعة ويستمع لآراء الحضور حولها.
قيمة ورشة كهذه تتمثل في بث محتواها للناس وسماع الآراء التي طرحت في مواجهة الأزمة الاقتصادية ناهيك عن اتاحة الفرصة لمئات الخبراء المختصين الغيورين على البلد للاستماع ثم للإدلاء بدلوهم عبر منصات التواصل في المطروح من الأفكار والتوجهات وهذا ما يعطي الورشة القيمة والإثراء والتأثير ليس على القرار فحسب بل على الثقافة والانطباعات العامة. ونشر محتوى الحوار يغني مئات المهتمين عن الحضور المباشر، فالحضور سيكون بالضرورة محدودا والهدف من وجود جلالة الملك هو اعطاء منصّة الحوار الزخم والأهمية والمصداقية.
لو كان الأمر لي لجعلتها بثا مباشرا حيا على الهواء فمن جانب آخر هناك حاجة ملحة لأن يفهم الناس الاشكالات التي تحيط بالقرار وان الامور أكثر تعقيدا في الواقع وان لكل فكرة ايضا محاذير ومخاطر يجب ان يراعيها صاحب القرار.
المهم قد يكون ترؤس الملك لاجتماع مجلس الوزراء في اليوم التالي كشف عن توجهات معينة تتبلور كما يمكن ان نفهم من ردّ رئيس الوزراء أيضا. وخلاصتها ان الدولة تتحول من سياسة التضييق المالي الى التوسع في الانفاق أو من السياسات الانكماشية الى السياسات التحفيزية؟! فهل ثمة مدرسة اقتصادية تنتصر على أخرى؟! لم نعرف ان شيئا من ذلك حصل ولذلك قلنا اننا كنا شديدي الفضول أن نعرف عن حوارات الديوان واذا كان ثمة مقاربات جديدة مطروحة في السياسة الاقتصادية.
أعتقد ان الأمر لا ينطوي على اي مراجعة وهو مجرد استجابة للظروف الضاغطة منذ اضراب المعلمين فقد تمنعت الحكومة طويلا عن الاستجابة لهم تمسكا بسياسة التقشف المالي ثم عادت مضطرة للتسليم بالعلاوات وهكذا اصبحت امام أمر واقع لا مناص منه وهو رفع العلاوات لكل القطاعات. وكان الملك قد بادر الى رفع رواتب المتقاعدين العسكريين. ومع الوجبات القادمة سيشهد بند الرواتب والأجور في الموازنة القادمة زيادة لن تقل عن مائة وخمسين مليون دينار. هي ليست سياسة جديدة بل أمر واقع فرض نفسه ولا تقابله خطة لتعظيم الواردات والأهم خطة لتعظيم الانتاجية أي سياسة اقتصادية جديدة حتى لا يكون ضخ المال بيد المستهلكين هو رواج عابر يعقبه تضخم يعيد الجميع الى نفس المربع.
لقد انتهينا في ندوة أمس بالضبط على معضلات الادارة والحاكمية ونحن نناقش قضايا القطاع الصحي في لقاء رتبه مركز الدراسات في الجامعة الاردنية بمشاركة وزراء صحة سابقين وفاعليات مهمة في القطاع الصحي. لننتظر قليلا ونرى كيف ستشرح الحكومة موقفها؟

الغد - الخميس 24-10-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات