هل تسرق الشركات التقنية بيانات المستخدمين الخاصة؟

المدينة نيوز :-  لم يعد خفيًا على أحد، أن شركات التقنية مثل "فيس بوك، وجوجل، وأمازون، ومايكروسوفت، وحتى آبل"، باتت الأعلى ربحًا في العالم، متفوقةً على نظيراتها النفطية والبنوك في القيمة السوقية؛ وهو ما يطرح تساؤلًا مهمًا عن كيفية تحقيقها إيراداتٍ ضخمة؛ رغم أن معظم خدماتها مجانية.

ودار جدل كبير مؤخرًا في وسائل إعلام عدة، عن استغلال الشركات التقنية لبيانات المتسخدمين في تحقيق الأرباح من الإعلانات؛ وأن البيانات المُحصلة لدى تلك المؤسسات ذات قيمة جوهرية، كما أثيرت التساؤلات عن طريقة جمع البيانات، فالمستخدم إما أن يقدم بياناته بمحض إرادته أو إما سهوًا منه؛ بالموافقة على بعض الصلاحيات من دون إمعان النظر في شروطها.

من جانبها، نفت الشركات التقنية، عن نفسها الاتهامات، مؤكدة أن البيانات التي تجمعها تساعدها في قياس نجاح خدماتها، وتعمل على تحسين تجربة المستخدم، كما أنها تعتمد عليها في عرض الإعلانات المناسبة للمستخدم.

وفي هذا التقرير، نقدم إليك ماهية المعلومات المستهدفة أو المطلوبة من شركات التقنية، وحقيقة تحصيلها من المستخدمين بعيدًا عن مغالطات أخرى منتشرة بوسائل الإعلام المختلفة.

ماذا يعرف جوجل عنك؟

البداية من عملاق محرك البحث الأمريكي"جوجل"، الذي يجمع البيانات كثيرة عن المستخدمين ولديه نفوذ كبير على الويب.

إذا أنشأت حسابًا على "جوجل"، فغالبًا ستطلب منك الشركة كتابة اسمك الشخصي، والعائلي، كما سيكون لديها في قاعدة بياناتها عنوان بريدك الإلكتروني، وتاريخ ميلادك، إضافةً إلى نوع الجنس، كما تطلب الشركة من المستخدمين إضافة رقم الهاتف؛ للتحقق وتأمين الحساب.

افتراضيًا تتمكن "جوجل" من معرفة موقعك الجغرافي، وتحصل منك على تأكيد ذلك؛ عبر إدخال معلوماتك المتعلقة بهذه النقطة، فضلًا عن سجل يتضمن كل المواقع الجغرافية التي تسجل منها الدخول، ونوع الأجهزة والمتصفح المستخدم، وكل شيء موثّق بالتواريخ أيضًا.

كما تسجل "جوجل"، أيضًا عنوان الـ ipالخاص بك، ولديها جهات الاتصال الخاصة بك على خدمته البريدية، فيما رسائل البريد قابلة للفحص والتعرف إلى محتواها.

وعبر خدمة التقويم تتمكن "جوجل"، من معرفة المهام الخاصة بك، والمناسبات، كما أن لديها سجل البحث الخاص بك، وتستطيع معرفة معلومات كثيرة أخرى تشمل اهتماماته والإعلانات التي تتفاعل معها، وحالة التسوق والمنتجات التي أنت مهتم بها.

وبالاعتماد على "يوتيوب"، تتأكد الشركة أكثر من ميولك عبر بحثك داخل موقع الفيديوهات الشهير، وسجل المشاهدة والتعليقات، والتفاعل مع المحتويات.

إذا كنت تستخدم متصفح "جوجل كروم"؛ فإنه يدعم مزامنة سجل التصفح، ومن ثم حتى إن لم تكن تصل للمواقع عبر بحث جوجل فلديه سجلك، ويعرف المواقع التي تزورها، كما يعرف الفيديوهات والصور والملفات التي تقوم بتنزيلها.

وإذا كنت تستخدم "جوجل درايف"، فإن الوثائق والملفات الموجودة على المنصة تعد بيانات ومعلومات عنك، فيما تتعقب الشركات الإعلانات التي تتفاعل معها وتعرض لك مزيدًا منها على خدماتها.

ومن خلال جهاز أندرويد الخاص بك يمكن أن تعرف "جوجل"، نوع الهاتف، وإصدار أندرويد، وربما معلومات أعمق مثل جهات الاتصال والتطبيقات التي تستخدمها كثيرًا، كما أن من ضمن المعلومات الأخرى التي تعرفها عنك "جوجل"، نجد المستوى التعليمي إضافة إلى الوظيفة.

كيف يجمع فيس بوك بيانات المستخدمين؟

من جهة أخرى، تتواجد "فيس بوك" بقوة داخل لعبة تحصيل البيانات، إذ إنها الأكثر عرضة للانتقادات من المراقبين ووسائل الإعلام والسلطات التنفيذية.

وتحصل الشبكة الاجتماعية، بإرادتك على معلومات منها "اسمك الحقيقي، والاسم العائلي، والجنس، والحالة الاجتماعية، ومكان الإقامة، والولادة"، كما تعلم أيضًا أفراد أسرتك، وتصل إلى جهات الاتصال على هاتفك الذكي، وحتى عبر البريد الإلكتروني باستيراد جهات الاتصال والبحث عن أصدقاء.

يعرف "فيس بوك"، أيضًا معتقداتك الدينية، وتوجهاتك الجنسية، واهتماماتك والعلامات التجارية التي تفضلها، وفرق الكرة المفضلة لديك، والفنانين، والمشاهير الذين تتابعهم، والمواضيع التي أنت مهتم بها.

أكثر من هذا أن "فيس بوك"، يعرفك بوجهك باستقدام تقنية التعرف على الوجوه، عبر الصور التي ترفعها إلى شبكته الاجتماعية، وكذلك واتساب، وإنستجرام، ويعرف أيضًا رقم هاتفك وأرقام الهواتف الأخرى المملوكة لك.

قائمة المهام وسجل البحث والرسائل هي من المحتويات الأخرى التي يعرفها عنك "فيس بوك" وخدماته الأخرى، كما أنه يملك سجلًا بأنشطتك والمواقع الجغرافية التي تسجل منها الدخول والأجهزة التي تستخدمها والمتصفحات التي تستخدمها.

التفضيلات الخاصة بك وحتى نوعية الألعاب التي تفضلها يعرفها فيس بوك، بل أكثر من ذلك يمكنه تعبقك على مواقع الويب، إضافةً إلى تعقبك في التطبيقات والألعاب؛ خصوصًا تلك التي تتطلب منك تسجيل الدخول إليها بحسابك، ومن المعلومات الأخرى التي يعرفها عنك نجد المستوى التعليمي إضافة إلى الوظيفة.

كما تسجل الشركة، الإعلانات التي تتفاعل معها، وتعرض لك مزيدًا منها، ويمكنها اقتراح الأصدقاء حسب جهات الاتصال في هاتفك الذكي وموقعك الجغرافي، أما إذا كنت تستخدم مجموعات الشراء والبيع وتتفاعل مع أزرار الشراء في الصفحات العامة، وكذلك تستخدم "واتساب وماسنجر وإنستجرام"؛ للتسوق فإن الشركة تعرف عنك كثيرًا عبرها.

بيانات تطلبها "أمازون" منك

"أمازون" يعد أكبر متجر إلكتروني في العالم يعرف عنك كثيرًا؛ خصوصًا إن كنت تستخدم خدمة Amazon Prime Video، ولا ننسى أن "سوق دوت كوم" واحدة من أبرز خدماته أيضًا.

تعرف الشركة عنك الاسم الحقيقي، والعائلي، إضافة إلى الجنس، وحتى يوم الميلاد في حالة قدمت هذه البيانات لها، إضافة إلى ما سبق يعرف الموقع أيضًا رقم هاتفك الذكي تستخدمه للتأمين أو الحصول على دعم فني، وموقعك الجغرافي والمدينة والبلد الخاص بك.

كما أنه يخزن معلومات بطاقة الائتمان ووسائل الدفع، ويسجل أيضًا عنوان الـ ip الخاص بك، وقد يطلب منك وثائق حكومية معينة مثل بطاقة الهوية.

المعلومات الأخرى تشمل عمليات البحث داخل متجره وخدماته، وسجل المنتجات التي اطلعت عليها والفيديوهات التي شاهدتها في Amazon Prime Video، كما تتعقب الشركة المواقع التي تزورها والتي وصلت منها بالضبط إلى المنتجات في متجرها، ولا ننسى أيضاً أنه يسجل أيضاً سجل المشتريات والمعاملات الخاصة بك.

يسجل الموقع أيضًا التفضيلات الخاصة بك والتي تتعلق بالمنتجات المفضلة والأفلام والمسلسلات، إضافة إلى أنه يعرف الإعلانات التي تتفاعل معها بداخل خدماته أو حتى خارجها والمرتبة بمنتجاته.

المعلومات التي تعرفها عنك مايكروسوفت

لدى مايكروسوفت خدمات كثيرة منها البريد الإلكتروني، ومحرك البحث، وشبكة "لينكد إن"، وكذلك "سكايب"، وخدمة التخزين السحابي، وتطبيقات مثل التقويم، وكذلك خدمات أخرى أغلبها تعرض الإعلانات أو توفر اشتراكات مدفوعة، ولا ننسى أيضًا نظام "ويندوز".

يمكن لهذه الشركة، أن تعرف عنك الاسم الكامل، إضافةً إلى موقعك الجغرافي، ونوع الجنس، ويوم الميلاد، إضافةً إلى رقم الهاتف، ولا ننسى أيضًا أنها تعرف بريدك الإلكتروني، ويمكنك الاعتماد على خدمتها البريدية في التواصل مع الآخرين.

تستفيد الشركة أيضًا ميزة التعرف إلى الوجوه، وهذا ما يخول لها التعرف إليك، كما تحتفظ بمعلومات الدفع وبطاقات الائتمان خصوصًا في متجرها.

لدى الشركة أيضًا سجل البحث على "بينج"، إضافة إلى خدمة "لينكد إن"، وأنشطتك في هذه الخدمات يتم تسجيلها، كما تجمع معلومات وبيانات من ويندوز 10 ومنتجاتها الأخرى حولك، وتعلم الإعلانات التي تتفاعل معها لتعرض لك أخرى ملائمة لك.

وبما أن لدى الشركة "وان درايف"، التي تعد خدمة التخزين السحابي؛ فإن الوثائق والملفات المخزنة لديها هي معلومات عنك، كما أنها تستطيع معرفة الرسائل على سكايب وجهات الاتصال الخاصة بك، وتعرف الشركة أيضًا المستوى التعليمي، إضافة إلى الوظيفة عبر "لينكد إن".

وتحصل الشركة كذلك على سجل أنشطتك على "إكس بوكس لايف"، والألعاب التي تقوم بتنزيلها، وتطبيقات متجر ويندوز؛ فكلها معلومات وبيانات مهمة عنك.

معلومات آبل عن المستخدمين

تنزيل التطبيقات من متجر "آبل" يعد سجلًا للمعلومات التي تعرفها عنك "آبل"، كما تعرف الشركة الاسم، ورقم الهاتف، وعنوان البريد الإلكتروني، والموقع الجغرافي، وحتى جهات الاتصال على خدمة "فيس تايم" الخاصة بها.

وتعرف الشركة العنوان الفعلي، إضافة إلى معلومات الدفع وبطاقة الائتمان الذي تستخدمه على متجر التطبيقات أو المتجر الإلكتروني الخاص بها، كما تعرف الشركة عنك عنوان الـ ipالخاص بك.

لدى الشركة وصول إلى رسائل المحادثات والمكالمات الهاتفية على هاتف آيفون الخاص بك، وأيضًا يمكنها الوصول إلى النسخ الاحتياطية والملفات التي تخزنها على iCloud.

أنشطتك على "آيتونز" هي الأخرى يتم تسجيلها، ومن ثم تعرف الشركة الموسيقى المفضلة لديك وتنزيلات الألعاب والفيديو والكتب الإلكترونية.

المعلومات التي يعرفها عنك "تويتر"

يعرف "تويتر" الاسم الشخصي كاملًا إلا في حالة كنت تستخدم اسمًا مستعارًا، لكن المؤكد أكثر أنه يعرف عنوان البريد الإلكتروني للتفعيل، ورقم الهاتف؛ لتأمين الحساب، وموقعك الجغرافي.

في حالة كنت تستخدم إعلانات "تويتر"؛ فإن الموقع يعرف أيضًا وسائل الدفع الخاصة بك ومعلومات بطاقة الائتمان، كما أنه يستطيع الوصول إلى موقعك الجغرافي، وعنوان الـ ipالخاص بك، ولا ننسى أن لديه سجل البحث داخل المنصة ومشاهدات الفيديو والأنشطة داخل الموقع.

"تويتر" يعرف أيضًا الأجهزة والمتصفحات التي تدخل منها ويحتفظ بسجل تسجيل الدخول، كما أنه يعرف اهتماماتك؛ وبناءً عليها يعرض لك الإعلانات.