ذكرى المولد النبوي دعوة للتسامح وتقبل الاخر

تم نشره الجمعة 08 تشرين الثّاني / نوفمبر 2019 04:52 مساءً
ذكرى المولد النبوي دعوة للتسامح وتقبل الاخر
المولد النبوي

المدينة نيوز :- يشارك الاردن العالمين العربي والاسلامي يوم غد السبت 12 ربيع الأول، الاحتفال بذكرى ميلاد سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، الذكرى التي شكلت نقلة نوعية في نهج الأمة العربية فنقلتها من أمة متعصبة لعادات الجاهلية إلى أمة متسامحة ومتعايشة مع الآخر.
علماء دين تحدثوا حول هذه المناسبة الجليلة مؤكدين أن ذكرى المولد النبوي دعوة للتسامح وتقبل الآخر والتمثل بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم .
مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الافتاء المفتي الدكتور حسان أبوعرقوب قال ان المولد النبوي الشريف ليس مجرّد ذكرى، إنها دروس وعبر، من سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم، نذكّر أنفسنا بها في ذكرى مولده، كي تظلّ حاضرة أمامنا، ننهل منها، ونقتدي بها، ونسير على هديها، ونستضيء بنورها،فالرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوة المؤمنين في تسامحه وأخلاقه.
واضاف إن التسامح والأخلاق الحسنة في التعامل لها أثر كبير على قبول الناس لبعضهم رغم اختلاف عقيدتهم، ولذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان أحسن الناس خلقاً، يتصف بالرحمة واللين، واللطف والعطف، والبِرّ والصلة، والكرم والسخاء، لا يردّ سائلاً، ويعين كل محتاج، صادق أمين، أحبّه الناس لهذه الشمائل الطيبة، فدخلوا في دين الله أفواجاً، وهذا درس يلزمنا أن نتعلمه ونحن في ظلال المولد الشريف، أن الأخلاق هي رأس مال الانسان وعندما يتمثل بها في تعامله مع الناس تسود الألفة في المجتمع وتنتبذ الكراهية . واشار إلى صبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما لبس ثوب الدعوة وتعرض للأذى ومعاداة أقرب الناس إليه ، إلا أنه صبر على الأذي في سبيل تحقيق الهدف الأسمى من الدعوة ، فبعد انتشار الدعوة وعودته صلى الله عليه وسلم قويا قادرا وقومه يرتعدون خوفا أن يبطش بهم قال جملته الخالدة : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" مسطرا درساً في التسامح وقبول الاخر رغم اختلافهم معه .
استاذ الفقه في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتورمحمود السرطاوي قال ان ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة للعرب هو ميلاد امة موضحا ان العرب كانوا قبائل متناحرة تثور بينهم الحروب لأتفه الاسباب وكان الغزو والسلب عنوانا للقوة والزعامة والريادة فوحدهم وآخى بينهم وألف بين قلوبهم وجمعهم على الخير والفضيلة. (واستشهد بقوله تعالى: واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم). ونتيجة للحالة التي كانوا عليها لم تكن لهم دولة في قلب جزيرة العرب ومن كان منهم على اطراف الجزيرة العربية فنقلوا من الامم المجاورة مفهوم الدولة الا انها كانت دولا منقوصة السيادة وتدين بالولاء للدول الكبرى في ذلك الزمان فكان ولاء المناذرة لدولة فارس وولاء الغساسنة لدولة الروم رغم المقومات الاقتصادية والمكانية التي تؤهلهم. فقد كان ينقصهم التسامح فيما بينهم وجاء النبي محمد بالرسالة فأرسى أسس التسامح بينهم ليتبدل الحال ويصبحوا أمة رائدة بين الأمم.
أما على المستوى الدستوري ارسى فيهم قيم العدل والمساواة ومفهوم الحرية التي تعلي من شان الفرد ولا تنتقص حق الجماعة والمجتمع فكان الدين الذي دعا اليه دينا قيما قال تعالى (ذلك الدين القيم) وكانت الكرامة الانسانية والحرية والمساواة بين الناس على سلم الاولويات فوضع التي كانت في الجاهلية ونظم العلاقات الاجتماعية بينهم فحقن الدماء وصان الاعراض وحفظ الاموال ونظم طرق كسبها وانفاقها وبين لهم اهمية استثمارها وحرم عليهم كنزها وجعل فيها حقا معلوما للفقراء والمسكين واوجب على الاغنياء قدرا من اموالهم ينفق في المصالح العامة وحثهم على المزيد من الانفاق في سبيل الله واسس فيهم جيشا متدربا يعمل على حماية دعوتهم ودولتهم الفتية وكان هذا الجيش يتكون من كل قادر على حمل السلاح وتزويد المحاربين.
واضاف انه على مستوى الشعوب دعا الرسول الكريم الى التعارف والتآلف والتعاون على البر والتقوى لتحقيق رفعة الانسان وسعادته في الدنيا والاخرة وتحقيق الامن والطمأنينة لكل الشعوب والعمل على احترام حرية الانسان في اختيار دينه والشعائر التعبدية لكل منهم وتحقيق التكافل بين ابناء الدولة الواحدة.
واستذكر الدكتور السرطاوي قصة اليهودي الذي كان يسكن المدينة ويسأل الناس المسألة فاستوقفه امير المؤمنين عمر بن الخطاب قائلا: ما بالك تسأل الناس فقال الجزية فقال عمر والله ما انصفناك اخذنا منك الجزية شابا واضعناك عند الهرم، ثم امر عامل بيت المال ان يفرض له في مال بيت المال نفقة تكفيه وفق بترا .
وهذه الدروس والعبر التي نستذكرها في ميلاد سيد البشرية ماهي الا غيضا من فيض في التسامح وقبول الاخر في ظل ماتعانيه الأمتين الإسلامية والعربية من التناحر والتعدي على حقوق الآخر ففي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم ، أسوة حسنة نقتدي بها في أن التسامح مع الاخر وتقبل اختلافه اللبنة الأساس التي تبنى عليها الدولة القوية أركانها وتتحقق فيها مصالح الأفراد جميعا وتسود فيها العدالة الإجتماعية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات