بالصور : العدوان على غزة يغتال فرحة عروسين بتدمير منزلهما

تم نشره السبت 16 تشرين الثّاني / نوفمبر 2019 08:16 مساءً
بالصور : العدوان على غزة يغتال فرحة عروسين بتدمير منزلهما
قصف منزل عروسين في غزة

المدينة نيوز :- على مدى سنوات عمل الشاب محمد أبو عمرة (23 عاما) من قطاع غزة بلا كلل ليبني عش الزوجية الذي جمعه لأيام فقط بعروسه مروة أبو عمرة (23 عاماً)، قبل أن تحيل الطائرات الإسرائيلية منزلهما خلال التصعيد الأخير إلى أثر بعد عين، تاركة خلفها شهر عسل لم يتكمل، وفرحة صرعها في مهدها قصف لا يرحم.

ليل الأربعاء، 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، كان منزل أسرة العروسين "أبو عمرة" الكائن في بلدة القرارة شرق خان يونس جنوبي القطاع والذي يقطنه أكثر من 20 فردا على موعد مع القصف الإسرائيلي الذي دمره عن بكرة أبيه دون أن يتمكن ساكنيه حتى من أخذ أي من مقتنياتهم.

يجلس العروسان في حالةِ حُزنٍ شديدٍ، يفتشان بين تلال الركام، عن ذكرى ربما بقيت من ليالٍ جميلة، اغتالتها صواريخ لم تمنحهم سوى دقائق للخروج من المنزل قبل قصفه.

لا يعثر العروسان خلال رحلة بحثهما الحزينة بين أنقاض عشهما المنهار سوى على بقايا فستان أحمر، كانت العروس قد ارتدته يوم حنتها، ومبلغ 20 شيكلا إسرائيليا (6.5 دولار).

يقول العريس "محمد" :"3 سنوات أعمل وأجتهد، حتى وفرت ثمن مهر العروس، وتمكنت من بناء شقة، زادت تكلفتها عن 20 ألف دولار، وضعت بها عفش كامل، من: ثلاجة، وغسالة، وأثاث، وأجهزة كهربائية، وملابس، وغاز طهي..، لم أترك شيئاً إلا وضعته بها، وكنت سعيداً جدًا للحظة العمر التي يتمناها أي عروسين، أن يُزفا ويعيشا في أمان ويكونا أسرة، ويخططا سوياً للمستقبل".

ويضيف "كنت أحلم أن تدوم سعادتي مع زوجتي، وأن يكتمل شهر العسل ويكون قادم أيامنا أجمل، لكن تعب وشقاء السنين، دمرته الطائرات الإسرائيلية في ثوانٍ معدودة، دون ذنب وبلا رحمة، أو اكتراث لمشاعر مدنيين عزل، لا دخل لهم في أي نشاط عسكري".

ويتذكر "محمد" لحظات قصف منزله الواقع في منطقة نائية، يصعب التحرك فيها ليلاً ونهارًا في أوقات التصعيد والحروب، لكثرة عملية القصف التي تستهدفها، بجانب تعرضها لعشرات الاجتياحات البرية من قبل القوات الإسرائيلية، لقربها من السياج الحدودي الذي لا تبعد عنه سوى 1500 متر تقريباً.

في تلك الليلة، دق هاتف والد محمد، من شخص عرف نفسه بأنه رجل مخابرات إسرائيلي، طلب منهم الخروج من المنزل في غضون ثلاثة دقائق، تمهيدًا لقصف المنزل، وطلب التنبيه على الجيران للإخلاء، وعند الابتعاد عن المنزل تم قصفه بصاروخ من طائرة حربية بدون طيار، وتبعه بدقائق قصفه مجدداً بصاروخ من مقاتلة حربية دمرته بالكامل، كما يروي محمد.

عاد محمد ومروة إلى عشهما بعد قصفه فوجداه وكأنه شجرة اقتلعت من جذورها، حيث أحدث الصاروخان حفرة كبيرة مكانه حولته إلى ركام، وقطع متناثرة في الأرجاء.

الآن لم يعد العروسان يفكران في المستقبل بشكله السابق، بل كل ما يشغلهما هو المصير المجهول الذي ينتظرهما، وكيفية تدبير مكان بديل يأويهما، خاصة وفي الانتظار أيام باردة يخفيها شتاء يقرع الأبواب.

يوضح "محمد"، أنه فقد كل ما بشقته، وهرب مع عروسه ليلة القصف بملابسهما فقط، دون أن يتمكنا من إنقاذ أي من حاجياتهما؛ مضيفًا: "أرتدي أنا وزوجتي ملابس من الجيران، ونبيت في منزل أحدهم مؤقتًا، ونجلس في النهار فوق الركام؛ أنظر بحسرة للمكان، وأتساءل متى سيعود المنزل كما كان يأويني مجددًا مع عروسي وبقية أسرتي".

ويقول إن زوجته تبكي كل يوم بحرقة بعدما فقدت مصاغها الذهبي ومقتنياتها التي تتباهى بها أية عروس، فيما مازال الأمل يحدوها في العثور على شيء منها، رغم أن ذلك يبدو في واقع الأمر مُستحيلاً مع حجم الدمار الهائل.

غالبت "مروة" دموعها، خلال حديث زوجها، إلا أنها سرعان ما انفجرت باكية، تاركة المكان ركضاً نحو منزل الجيران محل إقامتهما المؤقت.

لم تستطع العروس الباكية الحديث إلا بعد أن هدأت قليلا قائلةً "قتلوا فرحتي، ودمروا منزلي، أريد ذهبي وملابسي وأغراضي الشخصية، وهي حقي كعروس؛ أنا حزينة جدًا الأن، لا أستطيع استيعاب ما حدث ولم أصدقه، ولم أعد أتمالك نفسي، أقضي معظم اليوم وأنا أبكي على ما حدث".

وشنّ جيش الاحتلال عملية عسكرية، منذ فجر الثلاثاء وحتى فجر الخميس على قطاع غزة، بدأها باغتيال القائد البارز في سرايا القدس، الذراع المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا وزوجته.

وأدت هذه العملية، وفق معطيات وزارة الصحة، إلى استشهاد 34 فلسطينيا من بينهم 8 أطفال و3 نساء، وإصابة 111 آخرين بجراح مختلفة.

وفجر الخميس، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، التوصل لوقف إطلاق النار مع إسرائيل بغزة، بوساطة مصرية.

بدورها، قالت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، الخميس، إن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة، على مدار يومين، تسببت بتدمير 30 وحدة سكنية بشكل كلي وبليغ، و500 بشكل جزئي,وفق الاناضول .

وبيّنت الوزارة، في بيان، أن قيمة الخسائر الإجمالية التي لحقت بالمساكن والمنشآت بلغت حوالي 2 مليون دولار.

 










مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات