وثائق إيران المسربة تغضب الشارع العراقي ومطالبات بمحاكمة الجواسيس

تم نشره الثلاثاء 19 تشرين الثّاني / نوفمبر 2019 10:58 صباحاً
وثائق إيران المسربة تغضب الشارع العراقي ومطالبات بمحاكمة الجواسيس
أحد الملصقات لرئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي والرئيس الإيراني حسن روحاني

المدينة نيوز:- باتت الوثائق التي سربتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية هي الموضوع الأبرز الذي يشغل الشارع العراقي حالياً، وحديث الساعة بين المحتجين حيث غصت ساحات التظاهر في العراق لاسيما ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد أمس بآلاف المتظاهرين، مطالبين باستقالة الحكومة ورافضين التدخل الخارجي، لاسيما الإيراني في الشؤون العراقية.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" The New York Times الأميركية، كشفت عن تقارير استخباراتية إيرانية مسربة عن مخطط إيران للنفوذ الإقليمي، مؤكدة أن الهيمنة الإيرانية على العراق ترسخت من خريف 2014. وقالت الصحيفة إن التقارير الإيرانية المسربة تؤكد زيارة قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، للعراق لدعم رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، مؤكدة أن سليماني يحدد سياسات إيران في لبنان وسوريا والعراق.

وتعليقاً على تلك الوثائق قال المحلل الاستراتيجي، رعد هاشم، "للعربية.نت" إن "الوثائق التي كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" النقاب عنها هي إكمال صورة توثيقية لما هو راسخ في مخيلة وعقول كل العراقيين، وهم يعرفون أن معظم السياسيين مرتبطون ارتباطا وثيقا بإيران، وهي جاءت بهم من رحم التجربة الإيرانية وتصدير ثورة الخميني، وهم صدروا الثورة إلى العراق عن طريق هؤلاء".

وأكد هاشم أن التسريبات تشكل سبباً إضافياً لغضب الجماهير أكثر، معتبراً أن العراقيين غضبوا أكثر عندما عرفوا أن من يقودهم جواسيس لإيران.

محاكمة الجواسيس
كما رأى أنه يجب أن تطبق على المسؤولين الذين ظهرت أسماؤهم في الوثائق المواد القانونية التي تجرم التجسس، وخصوصا المادة 164/1 وحكمها الإعدام بحق كل من يتخابر مع الأجنبي ويتسبب بالإضرار بمصالح البلد العليا.

وأكد أنه يجب أن تدرج ضمن المطالب الجماهيرية محاكمة كل هؤلاء الجواسيس الذين وردت أسماؤهم.

وقال: "هناك عقوبات دولية ستصدر من قبل الجانب الأميركي وتكشف كل هؤلاء للعراقيين بشكل أكبر".

احتجاجات عارمة
بدوره، قال مدير مرصد الحريات الصحافية في العراق الصحافي، زياد العجيلي، لـ"العربية.نت" إن كل التقارير التي تنشر أو تسرب بشقيها الصحافي والرسمي تشكل عاملاً إضافياً ضد السلطة الحاكمة في العراق.

وذكر على سبيل المثال أن التقرير الحكومي بخصوص قتل المتظاهرين وتهشيم رؤوسهم بالقنص كان عاملاً تحفيزياً لنشاطات احتجاجية عارمة، لأنه أخفى الكثير من الحقائق، والآن أتت تلك الوثائق المسربة من أجهزة الاستخبارات الإيرانية لتشكل حافزاً إضافياً لتجدد الاحتجاجات وغضب العراقيين.

تورط إيراني واضح
من جانبها، قالت الصحافية، سؤدد الصالحي، "للعربية.نت" إن الوثائق لم تكشف جديداً، وجميع العراقيين يعرفون أن غالبية القيادات العراقية بسنتها وشيعتها وأكرادها، يرتبطون بعلاقات وثيقة جدا مع إيران، وهم يقدمون لها ما تطلبه من خدمات طيلة الوقت ويوظفون كل شيء في العراق لصالحها، بل إن بعضهم يتبرع بتقديم هذه الخدمات لأنهم يشعرون أن إيران هي صاحبة الفضل عليهم، وهي سبب وجودهم في مواقعهم الحالية، وهذه حقائق يعرفها العراقيون منذ سنوات طويلة".

وأكدت الصالحي أن "الكشف عن تلك الوثائق لن يغير شيئاً على الأرض وغالبية العراقيين وخاصة المتظاهرين لن يتوقفوا عندها، لأنهم لا يرون فيها جديداً من جهة، ولأنهم لا يحتاجون لوثيقة تُثبت عمالة حكومتهم أو قياداتهم السياسية لإيران، فالقمع الدموي الذي مارسته حكومة عادل عبدالمهدي وحلفاؤها ضد المتظاهرين والتدخل الإيراني السافر في إدارة ملف الأزمة الأخيرة متمثلا بتواجد الجنرال قاسم سليماني، قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، شخصياً في بغداد لدعم عبدالمهدي وتصريحات المرشد الديني الأعلى علي خامنئي، ومطالباته العلنية بإنهاء التظاهرات في العراق ولبنان خلال الأسابيع الماضية، كانت دليلا واضحا على تورط إيران وأذرعها في حفلات الموت الجماعي والاختطاف والاعتقال الذي طال ولا يزال يطال المتظاهرين والناشطين والصحافيين، وبالتالي المتظاهر مُعبأ أصلا ضد الساسة العراقيين وخاصة المدعومين من إيران، ولن تضيف هذه المعلومات شيئاً لقائمة الأسباب الطويلة التي يختزنها المتظاهرون في داخلهم لتبقي غضبهم مشتعلا".

"شاهدنا بأم العين"
من جانبه، قال المتظاهر والناشط، علي عبدالخالق، لـ"العربية.نت" إن 90‎% من الشعب العراقي يعرف مضمون تلك الوثائق مسبقًا لأنهم عايشوها منذ سنين. كما اعتبر أن "البصمات الإيرانية واضحة جدا على الساحة السياسية العراقية، ولا تقتصر على مكون أو طائفة دون غيرها وهذه الظاهرة بدأت بالانتشار بعد 2014، حيث بدأ العراقيون يسمعون بـ"سنة إيران، وكرد إيران"، بالإضافة إلى كرد آخرين تم حسابهم على دول أخرى مجاورة وهي تركيا.

كما أكد عبدالخالق أن المشكلة ليست بتوقيت خروج هذه الوثائق بل في طبيعة التعامل معها.

إلى ذلك رأى "أن الأخطر من ذلك يتجسد في وجود توجيهات إيرانية وتدخلات من أجل قمع التظاهرات"، وقال: نحن كمتظاهرين شاهدنا بأم العين الدعم الإيراني لقمع التظاهرات، وقد ظهر ذلك جلياً عبر ميليشيات وجماعات تأتمر بأوامر مباشرة من الحرس الثوري".

وتابع "ليس مستغرباً أن وزير النقل آنذاك (بحسب الوثائق) كان يقبل بتحرك المساعدات الإيرانية لقمع الثورة السورية عبر الطائرات الإيرانية ومن خلال الأجواء العراقية.

إلى ذلك استدرك قائلاً: "هذا لا يعني أن إيران وحدها المتدخل في الشأن العراقي، ولكنها الأكثر تأثيراً، وهي تدافع عن الطبقة السياسية الحالية في العراق، لأنها تعتبر من فيها وكلاء لها في العراق، وفي حالة خسارتهم ستخسر إيران باحتها الخلفية وساحة الصراع مع الولايات المتحدة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات