المؤسسات المستقلة: كيف جاءوا؟

تم نشره الجمعة 22nd تشرين الثّاني / نوفمبر 2019 12:48 صباحاً
المؤسسات المستقلة: كيف جاءوا؟
د. مهند مبيضين

عملياً فتح د. عمر الرزاز ملفاً شائكاً، عنوانه استرداد ولاية الحكومة والوزارات لاجسادها المنتزعة منها، في شكل مؤسسات مستقلة ومفوضيات وغير ذلك، ولهؤلاء انصار وعصبيات وصالونات تدافع عنهم، ويجب ان يكون مع الحكومة من يدافع عنها أيضا.
بالضرورة التعميم والإفراط في الهجوم على كل المؤسسات المستقلة غير مجدٍ؛ وظلمها وجعلها كلها في سلة واحدة يجانب الصواب.
لكنّ الرزاز يعرف إن كانت امور بعض المؤسسات فاعلة، وما تم دمجه في القرارات الأخيرة يرى الناس أنه غير كافٍ، وأنه لم يستهدف المؤسسات الكبيرة والتي تضخمت، وبالتالي عليه المضي أكثر تقدما في هذا الملف بعد تقييم أداء واضح لهذه المؤسسات وعدم ظلمها في قضية الإلغاء والدمج.
وجود هية معينة في عمل جديد استدعته ظروف التحديث الاقتصادي، هذا أمر لا يعنى ان هذه الهيئة نبت غريب، ولكن أيضا هذه الهيئة تحتاج لتقييم أداء في انجازها، ووجود هيئة استنبت من جسم وزارة، يوجب السؤال عن انجازها بعد الاستقطاع وقبله كيف كانت إدارة الملف، والامثلة كثيرة هنا.
لا يمكن الحديث عن الكل بعين السخط، لكن الثابت أن هناك مؤسسات وهيئات لم يستهدفها الرزاز، ومطلوب منه المضي في تقييم أدائها مهما كانت لتحقيق هدف حكومته بالمحاسبة وتقليل النفقات وترشيق القطاع العام.
هناك هيئات لم يسمع بها الناس ولا يعرفونها، وهناك اشخاص تقاعدوا واخذوا تقاعدا كبيرا وعينوا على رأس هيئات بدون معرفة أسباب الكفاية والفرادة.
إن الهدف الأسمى لأي حكومة تحقيق العدالة، وإن الكيل بمكيال مختلف هو غير منطقي، وإن ظلم البعض وترك البعض هو إخلال بالميزان. لذا يجب على الحكومة الذهاب في ملف المؤسسات بعين التعقل وليس لغاية فقط تحقيق مطلب ما يريده الجمهور، واتخاذ القرارات اللازمة العادلة. دون خوف أو تردد تجاه أي هيئة أو مؤسسة لم تحقق الأثر المطلوب والانجاز الفارق. وحين يحدث ذلك دون مجاملة او تلطيف للقرات فإن الناس يقتنعون بأن هناك عملا جادا وروحا جديدة.
اليوم تحتاج الدولة للعدالة على الأرض وبين الناس، وملف المؤسسات المستقلة، كان دولة معروف البخيت عافاه الله وشافاه في حكومته الثانية، جاداً في مراجعته واتخاذ القرارات اللازمة فيه، ولذلك يجب المضي بالأمر دونما تردد، مع التذكير بأن الكل من منسوبي وموظفي المؤسسات ليسوا سواء، وهناك من يعمل ويجد ويستحق  في هذه الهيئات، وهناك من هم «زينات مملكات» فهم يرتعون باسم الأب والقبيلة والجاه وبعمل الوالد السابق، والمسؤول الأسبق الفاعل والمدهش، والحاضر غير الفاعل ونصف الفاعل.

الدستور -ة 

الخميس 21 تشرين الثاني / نوفمبر 2019.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات