رحالة مغربي: كرم الأردنيين حقيقي، وسأسمي إبني "أردن"

المدينة نيوز :- منذ ما يزيد على الشهرين، والرحالة المغربي غلام ياسين يطوف في مدن وقرى الأردن في رحلةٍ بدأها في الحادي والعشرين من أيلول الماضي من العقبة.
ويقول الرحالة المغربي ياسين  : إن رحلته التي استهلها من العقبة تميزت بالسهولة حيث لاقى الترحاب من كل أردني قابله.
ويحدثنا عن رحلته بالقول: "زرت بعد العقبة وادي رم ومن ثم توجهت إلى البترا حيث حظيت هناك باستقبالٍ خاصٍ، وقضيت فيها 3 أيامٍ، وزودني أهل المنطقة المضيافين بمعلومات كثيرةٍ عن المدينة وآثارها".
ويقول إنه زار بعد البترا منطقة وادي عربة والبحر الميت ثم واصل رحلته إلى عمّان، مشيداً بما لاقاه من أسلوب ضيافة الأردنيين الذين امتازوا بالكرم الحقيقي، وفق وصفه.
وفي عمّان، استضافه أسرة في منزلها باليادودة لمدة أسبوعين، قائلاً: "جلست معهم وفي بيوتهم ولم أشعر أني ضيف عليهم، وحضرت عرساً أردنياً لعشيرة بني صخر" ، وفق بترا . 
وبعد هذه المدة في عمّان واصل الرحالة المغربي رحلته شمالاً وزار المفرق المدينة وأم الجمال وقرى السرحان والرمثا.
ويروي في حديثه لـ "هلا أخبار" موقفاً حصل معه في قرية جابر بالمفرق بقوله: "رأيت بيتاً كبيراً فاعتقدت أنه فندق أو نزلٌ فدخلت إليه، ووجدت رجلاً كبيراً بالسن فسألني حاجتي، فأشرت إليه بأنني أبحث عن فندق، معتذراً إليه عن سوء الفهم".
ويواصل حديثه بالقول: "فما كان من الرجل المُسن إلا وأصر على استضافتي في منزله، لمدة 3 أيام"، واصفاً هذه الاستضافة والعلاقة مع مضيفه بأنها أثرت فيه كثيراً.
ومن المفرق انطلق الرحالة المغربي إلى إربد، ويروي جانباً من تجربته هناك بقوله: "التقيت في أناس كثيرين هناك، وكانت زيارتي محل ترحاب خاصة من قبل مديرين الشباب والسياحة في إربد وفي كافة مدن المملكة".
ويواصل حديثه بالقول: "في إربد، زرت أم قيس وبحيرة العرائس وقرية ملكا، وبعدها توجهت إلى عجلون وتجولت في معظم طرقاتها وقراها".
ويرى الرحالة المغربي أن أكثر ما يلفت النظر لمن يزور الأردن، الروابط العشائرية والأسرية القوية بين أبناء المجتمع الأردني الواحد، ويصف العشائرية وروابطها بالأردن، بأنها تأخذ شكلاً ايجابياً وفيها تراتبية في احترام الكبير وتسهم في حلّ الكثير من المشاكل التي تقع بين أبناء المجتمع الواحد.
** لقاء وزير الشباب بمأدبا :
أما عن استضافة وزير الشباب فارس بريزات للرحالة يوم الجمعة الماضي، فيقول غلام ياسين : "إنه لقاء مفاجئ بالنسبة لي، حيث تلقيت اتصالاً من الوزير تمام الساعة السادسة صباحاً، وقال لي إنه سيأتي ليصحبني بجولة في مأدبا، وكنت يومها قد قضيت ليلتي في مدينة الأمير هاشم الرياضية".
ويشرح تفاصيل اللقاء بوزير الشباب بقوله : "صحبني إلى منزله بعد أن قمنا بجولة في مأدبا وذيبان، وهناك تناولنا طعام الغذاء في مضارب بني خميدة، وكان الغذاء هو وجبة المنسف المفضلة لدى الأردنيين، وما لفت نظري أن الخبز كان من صنع البيت".
ويقول الرحالة المغربي إنه صباح السبت كان يريد زيارة عمّان، وحين كان ينتظر الباص توقف مواطن من مأدبا وأخذه معه بسيارته إلى عمّان، واستضافه في أحد المطاعم أيضاً، على نفقته.
ويواصل شرح الكرم الأردني، بقوله "عرض علي أن ينتظرني حتى أكمل أعمالي بعمّان، أيضاً، ولكني رفضت"، مضيفاً: "إن أكثر ما ألفته في الأردن الكرم والأمان الذي هو بنسبة عالية مقارنة بدول أخرى".
** سأسمي ابني "أردن":
ويقول الرحالة المغربي، إن زيارته للأردن، وما تركته بنفسه من انطباعات، جعلت منه يفكر في تسمية ابنه حين يتزوج بـ "أردن"، قائلاً: "لأن لدي في الأردن عائلة كبيرة هنا".
وستستمر رحلة غلام ياسين في الأردن، التي زارها بعد أن طاف بـ 27 دولة حتى الـ 12 من كانون الأول المقبل، وسيكمل بعدها رحلته إلى المملكة العربية السعودية.
ويقول "إن الأردن هي الدولة الـ 28 التي أزورها، وتركت لدي ذكريات ومواقف كريمة أثرت في نفسي".
** رسالتي للشباب : على الأرض لا يوجد مستحيل
وفي سؤاله عن هدفه من رحلته التي بدأها من طنجة بالمغرب، يقول "رسالتي إلى الشباب أنه يجب أن يكون لديهم حلم وهدف يسعون إلى تحقيقه، وأن يثقوا بقدراتهم وأفكارهم، وان لا يستسلموا لتحقيقها، فمهما كانت الصعوبات بعلى الأرض لا يوجد مستحيل".
ويرى غلام أنه ينتمي إلى قارة افريقيا التي تمثل القارة الأم، وأنها تحضن أبنائها كافة، وأنه خلال رحلته في افريقيا، تعلم أن يكون الإنسان بشراً بما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وقيم.
ويصف رحلته بأنها تصالح مع الذات ورحلة لاكتشاف القدرات التي يملكها أيضاً، ويقول "إفريقيا، قارة عجيبة حيث تعلمنا التسامح، وهي ليست القارة التي نراها ونسمع عنها بالأخبار والتلفاز، بأنها قارة مليئة بالفقر والجوع، فواقعها وواقع مجتمعاتها شيء آخر".
ويدلل على حديثه بالقول "زرت مدناً افريقية كثيرة خلال 3 سنوات ولا أذكر مرة أنني تعرضت إلى أي موقف عدواني من أي انسان صادفته، فالكل تعامل معي بمحبة ..".
** أطمح لكتابة مذكراتي ومشاهداتي من أسفاري:
ويطمح غلام ياسين أن يوثق رحلاته وأسفاره، في كتابين الأول عن ثقافات البلدان التي زارها والاختلافات بينها، أما الكتاب الثاني فهو كتاب عن المغامرات التي عاشها وسيكون عنوانه : "مغربي على الطريق".
يذكر أن الرحالة المغربي غلام ياسين درس تخصص هندسة الالكترونيات ويبلغ من العمر 33 عاماً، ويمتلك قناة على "اليوتيوب" باسمه وثق خلالها عديد القرى والمدن التي زارها.

وكان قد بدأ غلام رحلته في كانون الثاني عام 2017 من مسقط رأسه بمدينة الدار البيضاء وزار بعدها العديد من الدول الأفريقية حتى وصل إلى الأردن قادماً من مصر.