"العلاقة في أدنى مستوى".. ماذا يجري بين الأردن و"إسرائيل"؟

تم نشره الخميس 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2019 10:17 صباحاً
"العلاقة في أدنى مستوى".. ماذا يجري بين الأردن و"إسرائيل"؟
الملك عبد الله الثاني

المدينة نيوز:- وصف الملك عبد الله الثاني، مؤخرا، علاقات الاردن مع إسرائيل بأنها "في أدنى مستوياتها على الإطلاق"، وهو ما ظهر في إجراء المملكة مناورات عسكرية "تحاكي غزوا إسرائيليا"، وسط تساؤلات عن سبب ذلك التدهور بعد ربع قرن من "السلام".

ويرى سياسيون وخبراء أن المشكلة الأساسية تكمن في إدارة بنيامين نتنياهو اليمينية، التي هددت الأمن القومي الأردني بعزمها ضم أراض فلسطينية في غور الأردن، والانتقاص من السيادة الاردنية على المقدسات، والتوسع الاستيطاني المضطرد، بدعم لامحدود من الولايات المتحدة، التي يفترض أنها حليف مشترك بين الجانبين ، وفق "عربي21" .

إسرائيلي خلف القضبان الأردنية

وقال مصدر أردني إن "غطرسة الحكومة الإسرائيلية وصلت إلى حدود غير مقبولة في التعامل مع الأردن وصلت للتحريض على المملكة في المحافل الدولية، ومن هنا جاءت ردة الفعل الرسمية، وكان آخرها المناورة العسكرية التي حملت محاكاة ميدانية، استخدمت فيها أسماء مدن فلسطينية".

ولم تتوقف الرسائل الرسمية الأردنية عند ذلك الحد، إذ حاكمت عمّان بشكلي علني متسللا إسرائيليا دخل حدود البلاد بطريقة غير مشروعة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وظهر المتسلل "كونستانتين كوتوف" في مشهد لم يألفه المواطنون، "إسرائيلي خلف القضبان الأردنية"، في وقت يقبع فيه 23 أسيرا أردنيا في سجون الاحتلال إلى جانب 30 مفقودا منذ حرب عام 1967.

غطرسة نتنياهو

بدوره، قال سميح المعايطة، وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق، إن "سياسة العنجهية الإسرائيلية لعبت دورا في توتر العلاقات".

وأضاف المعايطة أن تلك السياسية مست الأمن القومي الأردني مباشرة، "خصوصا في ملف ضم غور الأردن وانتقال الاحتلال إلى شطب مرحلة الحدود وهذا من الملفات المهمة في مفاوضات عملية السلام، وهذا قتل لقيام الدولة الفلسطينية والترويج لسيناريوهات الفدرالية أو الكونفدرالية والوطن البديل وحل المشكلة على حساب الأردن وفلسطين".

يعتقد المعايطة أن وجود نتنياهو في الحكومة الإسرائيلية زاد من التوتر في العلاقة الى جانب الدعم غير المسبوق الذي يتلقاه من ادارة الرئيس الأمريكي، ترامب، ودفع هذا الدعم نتنياهو لمزيد من الوقاحة في سياسته تجاه الأردن وفلسطين.

حدية في التعامل

بدأ الأردن الرسمي التعامل بحدية مع كل ما هو إسرائيلي إذ ذكرت وسائل إعلام عبرية الأربعاء أن السلطات الأردنية أخضعت أعضاء وفد إسرائيلي يضم نواب رؤساء مجالس محلية، لفحص أمني مشدد عند زيارتهم إلى مدينة البترا، في وقت سربت فيه وسائل إعلام أردنية أخبارا نسبت لمصادر أن الحكومة تفاوض شركة غلوبال إنيرجي حول مصير اتفاقية الغاز مع إسرائيل.

بدوره قال الكاتب الفلسطيني، داود كتاب، إنه يتفق مع المعايطة في أن السياسة الإسرائيلية لحكومة نتنياهو هي وراء سر التوتر. ويقول ، إن التوتر سببه شعور الأردن بشكل عام هو الشعور بعدم احترام إسرائيل للمملكة واستقلاليتها وخاصة تراجع إسرائيل عن حل الدولتين وخطورة ضم مناطق في غور الأردن وشمال البحر الميت، ما يعني إلغاء إمكانية قيام الدولة الفلسطينية".

ويرى أن "الأردن وخاصة الملك شعر بخيانة إسرائيل ورئيس وزرائها للتفاهمات التي جرت عام 2014 مع نتنياهو بحضور وزير خارجية أمريكا حينها جون كيري حول ضمان الوضع القائم في المسجد الأقصى وطريقة التعامل مع الحارس الإسرائيلي واعتقال أردنيين إداريا دون تهمة".

وتقاطعت مواقف الأردن الرسمية تجاه إسرائيل مؤخرا مع المواقف الشعبية، ودفع ذلك حزب العمل الإسلامي، للإشادة في بيان صحفي الأربعاء بمناورة "سيوف الكرامة 2019"، ورأى أنها "تأتي انسجاما مع الموقف الشعبي الذي يرى في الكيان الصهيوني العدو الأول للأمة".

مناورة عسكرية.. ما هي الرسالة؟

لكن ما الرسائل من وراء هذه المناورة؟ الخبير العسكري، اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار، قال إن "إسرائيل تشن حربا غير معلنة على الأردن، من خلال بث دعاية خارجية بأنه لا عمق استراتيجيا ولا تستطيع التخلي عن غور الأردن والمرتفعات الغربية.. من هنا جاءت المناورة لتقول إن الأردن يستطيع الوقوف بوجه إسرائيل، وإن طبيعة الحروب اختلفت، والأردن مستعد للحرب والتكتيكات الحديثة من خلال التمرين، وسياسة الأردن دائما هي الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة وإن أي خلل في الجيوبوليتيك للأردن سيؤثر على كل المنطقة".

يتوقع أبو نوار أن تبقى العلاقات سيئة طالما أن السلام يبنى على موازين قوى غير متساوية، في ظل السياسة الإسرائيلية الماضية في صفقة القرن في ظل تعاون دول عربية مع الاحتلال، والمساس بالوصاية الهاشمية والسعي لتهجير سكان الأراضي الفلسطينية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات