الفاسد يلوي عنق الحقيقة

تم نشره الجمعة 06 كانون الأوّل / ديسمبر 2019 12:32 صباحاً
الفاسد يلوي عنق الحقيقة
خالد الزبيدي


الفساد له اشكال مختلفة بعضه مباشر وبعضه الاخر مستتر، فالاستيلاء على مبلغ معين هو ابسط انواع الفساد، اما الفساد المالي المغلف بفساد الادارة هو الاكثر ضررا على المجتمع والاقتصاد.. تعطيل مشروع او معاملة لمستثمر لصالح تسريع معاملة لمشروع مماثل هو شكل من اشكال الفساد، تقديم تسهيلات مصرفية لعميل بدون توثيق كاف هو شكل من اشكال الفساد، استغلال المناصب وتحويل المكاسب لاي من الاقارب و/ او الاصدقاء او شراكة الباطن هو فساد مؤلم، تفسير القوانين والانظمة السارية بشكل غير منصف هو فساد حيث يسعى الفاسد الى ليّ عنق الحقيقة، ويتشدق عن النزاهة وتكافوء الفرص، عدم قبول اوراق وملفات لشركة من قبل المسؤول بحجج واهية هو فساد، ومن يقوم بمثل هكذا تصرفات يفترض ان لا يجلس في منصبه يوما واحدا، فمعالجة الفساد الوقائي اجدى من الدخول في قضايا لاحقا، وكما يقال درهم وقاية خير من قنطار للعلاج.
سجل تاريخ البشرية منذ الازل مظاهر الفساد وتطور الى مفاهيم متعددة وصولا الى الفساد المؤسسي والمشرعن والقاسم المشترك هو قيام الفاسد فردا أو مؤسسة، يقوم على لي عنق الحقيقة، ويوظف كل الامكانيات للفوز بما يريد ويخطط له دون ان يُحاسب ويضمن الافلات من العقاب ادبيا و/ او ماديا.
وخلال العقود القليلة الفائتة تغول الفساد والفاسدون على السياسة والاقتصاد وصولا الى قوت الناس، وخلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي سجل العالم قائمة طويلة من مسؤولين في العالم الثالث حصدوا مليارات الدولارات من قروض بلادهم لغايات التنمية وقاموا بإعادة إيداع جانب مهم من هذه القروض في  حساباتهم الشخصية ببنوك ونظم مصرفية عالمية آمنة بالنسبة لهم، بينما منيت اقتصادات وشعوب تلك الدول المر وتراكمت الديون عليهم وساهمت في تعطيل مسيرة النمو الاقتصادي، لذلك يرسخ العالم اليوم تحت تداعيات دين عام يفوق الناتج الاجمالي للعالم.
وحتى لا نغرق في التفاصيل المهمة جدا في ملف الديون والفساد فإن اي مجتمع يستصغر الفساد ولا يقف في وجهه سيجد نفسه يوما ربما ليس ببعيد وقد غرقت البلاد بمشاكل وازمات متوالية، فالديون هي شكل من اشكال الفساد وهو الاخطر على الدول، خصوصا إذا كانت الديون تنفق لغايات غير إنتاجية تنموية، فارتفاع الديون يحول دون بلوغ توزيع عادل وآمن في الاقتصاد والمجتمع، كما يعرقل النمو المستدام خصوصا مع تفاقم خدمة الدين واثره على سيادة الدولة في نهاية المطاف..مرة اخرى التسويف ومحاولات  لي عنق الحقيقة يحاول إخفاء فساد .

الدستور - 

الخميس 5 كانون الأول / ديسمبر 2019.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات