دول عربية تواجه الفشل السياسي!

تم نشره الأحد 22nd كانون الأوّل / ديسمبر 2019 12:46 صباحاً
دول عربية تواجه الفشل السياسي!
علي سعادة

ما تزال عدة دول عربية تراوح مكانها في ظل أزمة سياسية مستفحلة وشبه مستعصية، بدأت في حراك شعبي كان يمكن امتصاصه بإجراء إصلاحات حقيقية والبدء في مرحلة ما بعد الفساد و»المحاصصة» والتبعية لصندوق النقد الدولي والطائفية، تحول فيما بعد إلى صدام عنيف مع أدوات الدولة العميقة وحلفائها، بحيث يتحول الحراك الشعبي المطالب بحقوق مشروعة وواضحة إلى حرب أهلية وصراع طائفي وجغرافي معقد، تلعب فيه الأيدي الخارجية.
ما يجري حاليا في الشارع العربي يشير بشكل خطير إلى أن بنية الدولة العربية العميقة ما تزال قوية وقادرة على سحق وتشويه أي تحرك للشارع العربي، مما يطرح سؤالا وجوديا هاما وهو: هل وصل العقم السياسي في الوطن العربي إلى فشل 4 دول عربية حتى اليوم في اختيار رئيس وزراء مناسب ليشكل الحكومة وهي: لبنان، والعراق، وتونس، والجزائر، وحتى الحكومات الحالية في الدول العربية هي حكومات شكلية بلا صلاحيات أو تفويض شعبي، واقرب إلى مجلس بلدي، أو حكومة تصريف أعمال بانتظار إقالتها، لأنها تواصل السير في طريق مشت فيه الحكومات السابقة لها في طريقة تعاطيها مع المشاكل التي تواجهها؟!
هل يعود السبب وراء ذلك إلى قوانين الانتخاب غير الديمقراطية التي تستند إلى الطائفة أو العرق أو الدين أو الجغرافيا، والتي لم توصل إلى سدة الحكم سوى شخصيات إقصائية لا تؤمن بالتعددية وحرية الرأي وحقوق الإنسان؟
هل نجحت الدولة العميقة في إفراغ الوطن العربي من الزعامات السياسية والشخصيات المؤثرة، وحولت الأرض العربية إلى أرض جدباء صحراء قاحلة بلا أمل في تغيير حقيقي، حيث تنحصر الصلاحيات بالكامل في رئيس الدولة الذي يمسك بيديه بالملفات الرئيسية: الاقتصاد والمالية والخارجية، مستندا إلى حكومة شبه عسكرية؟!
حالة مرضية مستعصية، تضع المواطن العربي في مواجهة خيار وحيد، الاختيار بين أفضل السيئين، أو الأقل سوءاً، والقبول بما يقدم له على طبق صدئ وضع عليه طعام عفن «بالت عليه الثعالب»، وكما يقول الشاعر: «لقد ذل من بالت عليه الثعالب».
إن ثمن الحرية باهظ ومكلف، وسبقت أن دفعت الشعوب العربية والأوروبية والآسيوية ثمنه آلاف الضحايا حتى وصلت إلى مرحلة ما بعد عبودية الديكتاتور والمحتل الأجنبي، والمواطن العربي الذي يعاني منذ سنوات من نير الاحتلال والتدخل الخارجي والأصنام التي صنعتها القوى الخارجية، ووضعتها في موقع  المسؤولية، يعي تماما أن قوى الشد العكسي، ومن يضعون العصي في العجلات ستزداد شراسة في الفترة المقبلة، فهي لن تتنازل عن مكتسباتها بسهولة سوى بمزيد من الضغط من الشارع من أجل اقتلاعها من جذورها العفنة والميتة.

السبيل

السبت 21/ديسمبر/2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات