الانتخابات الفلسطينية .. التي نريد!

تم نشره السبت 04 كانون الثّاني / يناير 2020 12:10 صباحاً
الانتخابات الفلسطينية .. التي نريد!
حبيب ابو محفوظ

المشهد الفلسطيني المعقد، أعطى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (المنتهية ولايته)، مزيداً من الوقت للبقاء في الحكم بـ"شرعية" موقفه الظاهر بعدم إجراء الانتخابات من دون القدس، فالانتخابات الفلسطينية التي تأجلت لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، منذ انتخابات العام 2006، لا يبدو أنها ستجرى في القريب العاجل، وإجراؤها سيؤجل لأجل غير مسمى، فالإجماع الوطني اصطدم برفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس المحتلة.

الموقف الصهيوني بتجاهل طلب السلطة الفلسطينية إجراء الانتخابات في القدس، مرده إلى ارتهان القرار الفلسطيني للإملاءات الصهيونية، من خلال اتفاقية "أوسلو"، وهي الاتفاقية التي أظهرت حجم التحكم الصهيوني بمفاصل الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية الفلسطينية، وأصبح بيد الاحتلال لا غيرهم مفاتيح التأثير في القرارات الفلسطينية حتى لو كانت على درجة عالية من الأهمية والحساسية، وهي -أي الانتخابات- مؤشر على فرض السيادة لا غيابها.

حركة حماس التي أكدت انفتاحها الكامل على الانتخابات، أعادت بذلك الكرة مرة أخرى للملعب "الفتحاوي"، من خلال موافقتها على إجراء الانتخابات، لكن ومع وجود فاصل زمني بين الدورتين الانتخابيتين، بإجراء الانتخابات التشريعية، ومن ثم إجراء الانتخابات الرئاسية، فهذا الفارق الزمني قد يسمح للسلطة الفلسطينية بالتنصّل من الانتخابات الثانية، في حال صبت نتائج الانتخابات التشريعية في غير صالحها، والأصل الاعتماد على فكرة الانتخابات الشاملة، التشريعية، والرئاسية، والمجلس الوطني، وفي آنٍ معاً.
الساحة السياسية الفلسطينية تفتقر لبيئة انتخابية ثابتة، وهي بحاجة اليوم لإعادة تأهيل لكي تتسم الانتخابات الفلسطينية القادمة بالنزاهة والشفافية المطلوبين، وبالتالي الرضى والقبول الكامل بنتائجها، وأعتقد أن هذا الأمر يحتاج لشيءٍ من الوقت، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية معنية بعدم إجراء الانتخابات، لذا شكل موقف حماس الإيجابي من الانتخابات صفعة مدوية لمحمود عباس، الذي بات على قناعة أن أي انتخابات قادمة ستعيد سيناريو العام 2006، دون شك.
من نافلة القول، التأكيد وبكل حياد، من أن حركة حماس هي القوة الفلسطينية الوازنة التي تعاند مخططات تصفية القضية الفلسطينية، ودفعت في سبيل مواقفها أثماناً باهضة، وعليه، فإن الكل الفلسطيني اليوم مطالب بصناعة واقعٍ فلسطيني جديد، مبني على مرتكزاتٍ وطنية فلسطينية تهدف لحماية المقاومة ودحر الاحتلال، وأن يتم تجاوز اتفاق أوسلو ومخلفاته.

السبيل  الخميس 2/يناير/2020



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات