الموت بالزمن أمريكي

تم نشره الإثنين 06 كانون الثّاني / يناير 2020 12:51 صباحاً
الموت بالزمن أمريكي
د. مهند مبيضين

في 14 فبراير 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري مع 21 شخصًا من مرافقيه، كان الحريري عنواناً للسنة في لبنان، وسداً ضد إيران، لكن التفاهمات انتهت بتصفيته، وغطيت القضية بفعل الزمن وانتهت وقبلت العائلة بقاء الحريرية السياسية مقابل دم الشهيد.
لاحقاً وفي 30 ديسمبر 2006 وفي صبيحة عيد الأضحى شنق صدام حسين رئيس العراق الذي وقف ضد إيران في المنطقة وكان جبلاً يحول بينها وبين بلاد العرب، إذ أرهقها صدام وأعياها تعباً وحرباً، لكن الضحية كان من ورائه العراق الذي سقط لعبة بيد إيران اليمنى، كما سقطت لبنان بعد الحريري لعبة بيدها اليسرى، ولاحقا توالى التمدد الإيراني في المنطقة.
لطالما تجول قاسم سليماني في العراق وسوريا معلنا النصر تلو النصر، تحول الرجل إلى سيف إيران البتار في الشام والعراق ولبنان، وكان شعار مقاومة أميركيا والموت لها ولاسرائيل لا يرتفع إلا في إيران واليمن ولبنان وساحات أخرى تدين لايران وسليماني ولاءً ومالاً.
انتهت ورقة سليماني، كما انتهت أوراق كثيرين في المعسكرين، وأمريكا دوماً تبحث عن انتصار، وفي قتل سليماني رسائل عديدة للحراك في لبنان وفي العراق وللعم بوتين وللسيد أردوغان بان السيد القابع في البيت الأبيض يستطيع إن أراد انهاء الحروب واشعالها، وها هو يضيف لقتلاه بعد البغدادي وبن لادن قتيلاً آخر.
منذ عام 1980 وسليماني يحارب لأجل الثورة وتصديرها ومقاومة اعداء بلده، وموته سيعظم التوتر، وسيغدق على امريكا المزيد من المال والمهمات، لحفظ الأمن في المنطقة من ثأر أيراني بليغ توعدته إيران لامريكا.
 ترى أمريكا ان كل من يخالفها يجب الخلاص منه، سواء بثورة إن كان زعيم دولة، او بقتله بعد ملاحقة مديدة كما سليماني. والأرجح أن خسارة سليماني أكثر فداحة عند المعسكر الإيراني ولا نقول الشيعي لأن من الشيعة من هم عرب أقحاح لا يؤيدون إيران في مساعيها في العراق وسوريا ويبغضون سليماني.
النهايات الامريكية للقادة من خصومها، سواء اسامة بن لادن او صدام او البغدادي، رغم تحفظ البعض على إقران صدام بهؤلاء متعددة، فصدام كان رئيس دولة ألغيت وحدتها وتذررت وانهار أمنها بعده، والحريري كان اكثر من رئيس حكومة طوائف، بل كان رجل لبنان المتوج ومعيدها بعد الخراب لتكون بلداً قابلاً للحياة فتمت تصفيته.

الدستور  

الأحد 5 كانون الثاني / يناير 2020.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات