" توظيف " الدين " في صفقة القرن

تم نشره الأحد 02nd شباط / فبراير 2020 12:38 صباحاً
" توظيف " الدين " في صفقة القرن
د.فطين البداد

الذي تابع حركات ترامب الصبيانية  خلال اعلانه صفقته البائدة يدرك كم ان هذا الرجل غبي وأحمق بلا حدود .

اعتقد رئيس اقوى دولة في العالم  بأن صفقته الشوهاء لايمكن  الخروج عليها ، بل وصلت  به البلاهة و" التياسة " أن يستمر" بغمز"  الحضور بعينه وخاصة المؤثرين منهم  في الكونجرس  تملقا " غير عابئ بوسائل الأعلام ، والهدف أن يحموه ويناصروه سواء في اروقة  مجلس الشيوخ الذي صوت لصالحه قبل يومين في انتظار التبرئة المرتقبة ، او في الانتخابات القادمة ، حينما يقول لانصاره من المسيحيين الانجيليين المتصهينين ، وهم أغلب قواعده : إنه أوفى  بوعده تجاه اسرائيل وتجاه اليهود، وبالتالي تجاه معتقدهم بأن المسيح لن يعود الا اذا اصبح لليهود دولة في فلسطين وتم بناء الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الاقصى  ( تنويه لمن لا يعرف : المسجد الاقصى هو الارض وليس البناء ، اي كل الجبل وليس المسجد المعروف  فقط ) .

 هكذا هو العالم الذي يحكمه مصاصو الدماء من قادة على هذه الشاكلة  يشبهون بتصرفاتهم ترامب " الخالق الناطق " مع فرق    بلون الشعر والبشره أحيانا من أمثال خامنئي وملالي ايران عموما وبشار الاسد ونتنياهو واشباههم  .

عالم ساقط بدون قيم ،  يغشاه  سدنة النظام الدولي المتصارعون الآن على نظام جديد ليعيد كل منهم  تثبيت انظمة بلدانهم الفاسدة في المنظومة التي يُعَد لانتاجها  ، عالم  تباد فيه - عربيا -  آلاف الانفس البريئة  في سوريا وفي ادلب على ايدي الروس جهارا نهارا ، وتدمر فيه ايران  اليمن حجرا حجرا ، وتنتهك  فيه الحرمات في العراق المحتل من قبل المعممين الفاسدين التابعين للولي الفقيه  ، وتتحكم فيه الميليشيات  بقرار لبنان من "الجلدة للجلدة " ،  وقبل هؤلاء وبعدهم  ما يجري للشعب الفلسطيني العظيم الذي ينوب عن الامة في الدفاع عن اولى القبلتين وثالث الحرمين ، أما دوليا  فهو عالم تتحكم فيه قلة قليلة من ذوي الحظوة والوفرة الدولارية  ، بمصائر الملايين من الشعوب المطحونة المستعبدة عبر العالم  .

ولكي لا يصل الامر الى ان يندب النادبون ويلطم اللاطمون ، فإن هذه الصفقة الاجرامية كما سبق وقلنا قد ولدت ميتة ، ليس فقط لانها طرحت من طرف واحد ، ولا لتعارضها مع ما يسمى القانون الدولي ، بل ، وهذا هو الأهم :   لأن مليارا و800 مليون مسلم يرفضونها لاسباب تتعلق بعقيدتهم ومسجدهم الاقصى الذي هو جزء من دينهم  ، ويحضرني هنا مقولة سمعها كلنتون ومن بعده بوش الابن   وسمعها اوباما ومن ثم ترمب  من الفلسطينيين عندما ردوا على التسويات التي عرضت عليهم قائلين : " اعطونا  ورقة موقعة من جميع المسلمين بالتخلي عن القدس  وفلسطين وسنقبل خططكم للسلام الموهوم  " .

بإمكان ترامب الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني هذا العام ..  بإمكانه ان يطلق الوعود لناخبيه ويطرح خطة ، ولكن ليس بإمكانه أن ينفذها  ،  فالصفقة منتهية إلا من آثارها التي شهدنا اشباها لها تحت مسميات اخرى ، واذا  كانت قراءتنا الاولى عن موت الصفقة اعتمدت على الانتخابات الاسرائيلية ووضع نتنياهو الخطير في المنظومة السياسية الاسرائيلية والاخلاقية بسبب فضائح فساده وهشاشة حصانته  ، فإن قراءتنا الثانية هذه تعيد التأكيد بأنه لا فرق بين ان تضم مستوطنات وبين ان تنصب جدارا يقطع اوصالك  ، وبين ان تبتلع الاقصى وبين ان تنظمه زمانيا ومكانيا  ، ولا فرق أيضا بين ان تسيطر على كل الارض  بالقوة العسكرية وبين ان تقسمها لفئات أ و ب  و ج ..  لا فرق بالتأكيد ، لأن فلسطين كلها تم ابتلاعها أصلا ، ولكن العتب واللوم ليس على  المبتلع الذي هو عدو مبين ،  بقدر ما هو على الذين وافقوا على هذا الابتلاع  ووقعوا اوسلو  وقبلوا بأن يكونوا عبيدا للكيان وسدنة  لامنه   قبل ان يحاولوا الآن  الايحاء  بأنهم افاقوا من نومهم  ، مع دعائنا ان يكونوا قد افاقوا فعلا .

 هي صفقة لا يقامر بها الا الخاسرون ، ولقد احصى حتى كتاب اسرائيليون فقرات في الصفقة منقولة حرفيا من كتاب نتنياهو " مكان تحت الشمس " الذي اصدره قبل ربع قرن ، بمعنى : أن  ترامب لا يعلم عن الخطة شيئا واوكل كتابتها لصهره كوشنر ورفيقه في الفساد والافساد رئيس وزراء الكيان ، وطاقمه الصهيوني  في الاداره ،  فرأيناه - ترامب -  ارتكز في اعلان الخطة على الدين ، وبالفعل  قرأ نتنياهو بضع فقرات من التوراة  عن " حق الاجداد "  ..

المسكين  .. استند الى التوراة دون ان يعلم شيئا عن سورة "الاسراء " .

جى بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات