معركة تكسير عظام في تونس.. والرئيس يحرج النهضة

تم نشره الإثنين 17 شباط / فبراير 2020 07:35 مساءً
معركة تكسير عظام في تونس.. والرئيس يحرج النهضة
الرئيس التونسي، قيس سعيّد

المدينة نيوز :- دعا الرئيس التونسي، قيس سعيّد، حزب النهضة إلى وجوب احترام الدستور، مشيرا إلى أن البرلمان لا يمكن له أن يسحب الثقة من حكومة يوسف الشاهد، وذلك رداً على الحركة التي بدأت استعداداتها لسيناريو سقوط حكومة رئيس الوزراء المكلف، إلياس الفخفاخ، وشرعت في تحركات لسحب الثقة من حكومة يوسف الشاهد واستعادة مبادرة تشكيل الحكومة من الرئيس قيس سعيّد.

وأكد سعيّد خلال لقائه بالفخفاخ، اليوم الاثنين، للاطلاع على آخر مشاورات تكوين الحكومة، على أن أحكام الدستور واضحة، مبينا أن الفصل 89 من الدستور هو الذي يُطبّق في الوضع الحالي، مشددا على وجوب احترام ما جاء في نص الدستور.

وأضاف الرئيس التونسي: "لا يجوز سحب ثقة من حكومة تصريف الأعمال، لأنها حكومة غير مسؤولة أمام المجلس النيابي الحالي، إذ لا يمكن لمجلس أن يسحب ثقة من حكومة منحها الثقة مجلس نيابي سابق له".

واعتبر سعيّد، الذي يعدّ أحد أبرز أساتذة القانون الدستوري في تونس، أن "هذا النوع من التأويل القائل بسحب الثقة من حكومة تصريف الأعمال غير مقبول بل هو من قبيل العبث الدستوري"، مؤكداً أنه "لا مجال لتطبيق غير الفصل 89 من الدستور في الوضع الحالي".

استبق مخطط النهضة

واستبق رئيس الدولة قيس سعيّد بذلك، مخطّط النهضة التي بدأت، اليوم الاثنين، تتحضر لسيناريو سقوط الحكومة بالبحث عن مرشح جديد لتشكيل حكومة جديدة بعد سحب البساط من حكومة يوسف الشاهد، بالاعتماد على الفصل 97 من الدستور التونسي الذي ينص على أنّه يمكن للبرلمان أن يقدم لائحة لوم ضدّ الحكومة لسحب الثقة منها، ويقدمّ مرشحا آخر لتكوين حكومة، وذلك لقطع الطريق أمام أيّ مبادرة رئاسية أخرى من قيس سعيّد وتقليص نفوذه وشعبيته.

قيس سعيد راشد والغنوشيقيس سعيد راشد والغنوشي

في هذا الجانب، كشف عضو مجلس شورى حركة النهضة، أسامة بن سالم، أن "الحركة باشرت اليوم مشاورات لاختيار مرشح الأغلبية النيابية لتشكيل الحكومة، مضيفاً في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أنه "سيتم سحب الثقة من حكومة يوسف الشاهد، وأن رئيس الجمهورية قيس سعيد لن يستطيع حل البرلمان".

"لا إعادة للانتخابات"

بدوره استبعد رئيس كتلة حركة النهضة بالبرلمان نور الدين البحيري، في حوار تلفزيوني مساء أمس الأحد، فرضية اعادة الانتخاباب، مشيراً إلى وجود حل دستوري آخر يجنب اعادة الانتخابات، يتمثل في عود مبادرة تشكيل الحكومة إلى البرلمان.

وأوضح أن هذا المسار يتمثل في سحب الثقة من رئيس الحكومة يوسف الشاهد ومنح الثقة لرئيس حكومة جديد يشكل حكومته قبل انقضاء مدة الأربعة أشهر التي يمكن لرئيس الجمهورية بعد انقضائها حل البرلمان.

قيس سعيد والشاهدقيس سعيد والشاهد

ويتزامن ذلك، مع مفاوضات اللحظات الأخيرة التي يقودها الفخفاخ ورؤساء المنظمات النقابية والوطنية لإقناع حركة النهضة بالتراجع عن قرارها سحب وزرائها من تشكيلة الحكومة وعدم تصويتها على منحها الثقة في البرلمان، حيث أكدت مصادر برلمانية للعربية.نت أن الفخفاخ منح الحركة مهلة مساء اليوم لتعديل قرارها أو تعويض وزرائها بشخصيات مستقلة، ثم المرور إلى البرلمان وعرض تشكيلته.

وينص الفصل 89 من الدستور، على أنه في حال مرور أربعة أشهر، كمدة قصوى منذ التكليف الأول، دون تشكيل حكومة، فإن لرئيس الجمهورية أن يحل البرلمان ويدعو إلى انتخابات مبكرة.

فشل حكومة الجملي

وجرى تكليف الحبيب الجملي يوم 15 نوفمبر الماضي، وفشلت حكومته في نيل ثقة البرلمان بعد شهرين من المفاوضات، ليتم تعيين إلياس الفخفاخ لتشكيل حكومة أخرى في أجل لا يتجاوز شهرا واحدا، حيث تنتهي مهلته يوم الخميس 20 فبراير، وبذلك تكون انقضت 3 أشهر و5 أيام منذ التكليف الأول، ولا يشير الدستور في الفصل 89 على وجه التحديد إلى ما يمكن أن يحدث خلال ما تبقى من الآجال قبل حل البرلمان، أي 25 يوما.

 الحبيب الجمليالحبيب الجملي

ويرى خبراء القانون الدستوري أن الفصل 89 يتيح ضمنيا لرئيس الدولة اللجوء إلى خيارات أخرى في هذه المدة التي تسبق حل البرلمان ويمنحه صلاحية اقتراح مبادرات أخرى، من بينها تكليف شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة.

ويقول مراقبون إنّ محاولة حركة النهضة في مرحلة أولى تعطيل تشكيل حكومة الفخفاخ ثم مساعيها للانقلاب على صلاحيات الرئيس قيس سعيد، هدفها تحجيم نفوذه المتصاعد، منذ دخوله على خط تشكيل الحكومة بتعيينه إلياس الفخفاخ وهو شخصية من خارج حسابات حركة النهضة، ثم احتكاره لحقائب وزارية سيادية قام الفخفاخ فيها بتعيين شخصيات مقربّة من قيس سعيّد مثل وزارة الداخلية التي كلّف بها المستشار القانوني لسعيّد، هشام المشيشي ووزارة الخارجية والدفاع، حيث تخشى النهضة نجاح هذه الحكومة التي توصف بـ"حكومة الرئيس"، استغلال سعيّد لشعبيته الانتخابية واتساع دائرته السياسية، لتوسيع صلاحياته وتقوية نفوذه عبر تمرير قوانين لتغيير النظام السياسي في البلاد، تزيد في عزلة النهضة.

العربية 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات