بعد تهديد مقتدى الصدر .. هل تعود "البطة" إلى العراق؟

تم نشره الخميس 27 شباط / فبراير 2020 02:11 مساءً
بعد تهديد مقتدى الصدر .. هل تعود "البطة" إلى العراق؟
صورة لمقتدى الصدر التقطت نهاية العام الماضي في النجف

المدينة نيوز:- خلال لقائه التلفزيوني الأخير، هدد مقتدى الصدر بـ"فك التجميد عن جيش المهدي"، في حال قرر "القيادات السياسية السنية المتشددة إعادة داعش والمفخخات".

وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة الشرقية العراقية حول ما إذا كان يعني "إعادة البطة (موديل من سيارات تويوتا)، قال الصدر ضاحكا "إذا أرادوا إرجاع المفخخات نعم"، وأكد أنه يفكر كثيرا بـ"إعادة جيش المهدي" ، وفق "الحرة" .

 

جيش المهدي متهم بالمسؤولية عن قتل الآلاف خلال فترة 2006-2009 أو ما يعرف في العراق بفترة الحرب الطائفية.

في تلك الفترة كان معتادا رؤية (البطة) وهي سيارات تويوتا كراون من موديلات 1994-2002 خلال عمليات الخطف.

 


"أذكر تماما مدى الهلع الذي كان يصيب المارة حينما كانت هذه السيارات تمر"، يقول أحمد زويد، جندي عراقي سابق، لموقع "الحرة".

"كنا نتحاشى إيقافها أو تفتيشها، عادة، سيكون صندوقها الخلفي مليئا بالأسلحة أو الأسوأ، مخطوفين أحياء في طريقهم إلى القتل"، يضيف أحمد، "كان جميع من يمتلك هذه السيارة بنظرنا تهديدا يجب تحاشيه، حتى ممن لا يمتون بصلة لجيش المهدي".

وبعد 11 عاما على اختفاء البطة، وراكبيها مرتدي الأسود وحاملي الأسلحة، يعود اسمها إلى الواجهة مجددا، مرة من قبل مقتدى، ومرة من قبل أنصاره الذين يهددون المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد.

 


وهذا تهديد مرعب في العراق، إذ أن المحطة التالية لمن يركب "البطة" ستكون "السدة" عادة.

والسدة، هي مكان قرب مدينة الشعب شرق بغداد، وارتبط اسمها أيضا بعمليات القتل التي كانت تقوم بها ميليشيات جيش المهدي، فهي، لانعزالها، ومساحتها الواسعة نسبيا، أصبحت طوال سنوات الحرب الطائفية، المكان المفضل للتحقيق مع المختطفين، ومن ثم إعدامهم والتخلص من جثثهم.

اعذرنا..هذه الأخطاء تحدث!!

"كنا نرفع خمسة أو ستة جثث يوميا من السدة، وفي 2007 ارتفع العدد إلى عشرة جثث في اليوم"، يقول ضابط الشرطة (ق.ز) لموقع "الحرة"، مضيفا أن "بعد تفجير حسينية حي العامل مثلا، رفعنا نحو 40 جثة في اليوم على مدى أسبوع كامل".

قد لا تكون هذه الأرقام دقيقة جدا، لكنها تعطي فكرة مرعبة عن كمية القتل التي كانت تحدث في تلك الحقبة.

"مرة رأينا رجلا مفجوعا بابنه، كان شيعيا طلب من جيش المهدي تقويم سلوك ابنه لأنه لا يطيعه، أخذه عناصر الميليشيا وضربوه ضربا مبرحا واتصلوا بأبيه ليأتي ويأخذه، ثم تركوه في السدة، قبل أن يأتي والده مر عناصر آخرون من الميليشيا ورأوا الشاب، فظنوا إن زملائهم جاؤوا به للقتل وتركوه قبل أن يكملوا المهمة، فقتلوه هم"، يضيف الضابط، "قالوا للأب، اعذرنا، هذه الأخطاء تحدث".

 

 

"لا شيء يضمن الولاء أكثر من الخوف"

"سيقول أي شيء لضمان بقاءه"، يقول الصحفي قاسم محمد لموقع "الحرة"، مضيفا "خلال الفترات الماضية، كان مقتدى الصدر يناور ويقول أي شيء تقريبا لكي يضمن استمرار تأثيره على أتباعه وعلى المشهد، والحرب الطائفية لها تأثير ممتاز بهذا الخصوص".

"لكن من المحزن حقا أنه يستطيع التحدث بهذه الصلافة عن عمليات القتل التي كان يحرض على نفيها باستمرار"، يضيف قاسم "تلك الفترة كانت مرعبة حقا، لكنني أعتقد أن الصدر لن يستطيع أن يعيدها حتى لو أراد، فالتظاهرات والسخرية منه كسرت حاجز الرعب، كما إنه فقد شرعية الحامي وسط الشيعة".

مع هذا، يحرص أنصار الصدر على إظهار ولائهم الكامل له واستعدادهم - وربما حماستهم- لاستخدام القوة لإسكات كل من يعترض على أداء الصدر أو مواقفه.

ويوم أمس، انتشر فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فتيات طفلات يعبثن بصواريخ RPG7 المضادة للدبابات، في ما يبدو منزل أحد أنصار مقتدى الصدر، وأرفق الفيديو بموسيقى حماسية وعبارات مؤيدة لمقتدى وتعلن الاستعداد لـ"فك تجميد جيش المهدي".

ورفع الناشر، الذي يبدو مؤيدا للصدر، الفيديو بعد ساعات من نشره، ولم يتسن للحرة التأكد من الفيديو.

وقالت مصادر لموقع الحرة في 12 من فبراير الماضي إن "أتباع الصدر لا يزالون يمارسون عمليات استهداف ومضايقة المحتجين في ساحة التحرير وسط بغداد والحبوبي في الناصرية على الرغم من قرار حل أصحاب القبعات الزرقاء الذي أعلنه الصدر الثلاثاء".

وتؤكد المصادر أن "معظم عناصر الميليشيات الذين كانوا يستهدفون المتظاهرين في السابق انسحبوا وتركوا هذه المهمة لأنصار الصدر وبعضا من عناصر ميليشيا عصائب أهل الحق الذي يقومون أيضا بهجمات وحملات تشويه على مواقع التواصل الاجتماعي".

وتزامنت هذه الهجمات مع سلسلة اعتداءات تعرضت لها فتيات شاركن في الاحتجاجات في الأسابيع الماضية، من بينها حالة طعن بالسكين طالت فتاة كانت تتواجد في احدى الخيام بساحة التحرير وسط بغداد الثلاثاء، واتهم أنصار الصدر بالوقوف خلفها.

"إلى أين يريد الصدر الوصول، لا أحد يعرف" يقول قاسم محمد، لكن "السؤال هو إلى أي حد هو مستعد للتمادي، وأنا أعتقد، إلى أبعد حد".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات