مكلومون يختصرون مراسم الدفن والنَّابلسي يؤكد: تعاون الأردنيين لافت للنَّظر

تم نشره الأربعاء 18 آذار / مارس 2020 03:56 مساءً
مكلومون يختصرون مراسم الدفن والنَّابلسي يؤكد: تعاون الأردنيين لافت للنَّظر
مقبره

المدنية نيوز- بركات الزيود- اختصرت عائلات أردنية مراسم دفن موتاها على صلاة الجنازة وتقبل العزاء في المقبرة دون سلام أو تقبيل وعدم فتح بيوت عزاء لثلاثة أيام كما جرت العادة، منعًا لانتشار كورونا، الأمر وهو ما وصفه الشَّيخ الدكتور محمد راتب النَّابلسي، بـ "تعاون الأردنيين اللافت للنَّظر".
وكالة الأنباء الأردنية "بترا" حضرت جنازتين في مقبرة سحاب الإسلامية، ورصدت التزام عائلات أردنية باختصار مراسم الجنازة، وفيها تمَّ اقتصار الحضور على عدد قليل جدًّا من أقارب المتوفى، وإقامة صلاة الجنازة في المسجد القريب ولمدة خمس دقائق، ثم تقبُل العزاء في مكان الدَّفن، وعدم إقامة بيت للعزاء، والاكتفاء بالتعزية على المقبرة وعلى وسائل التَّواصل المختلفة.
وقال الدكتور النَّابلسي لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" اليوم الأربعاء إن اتِّباع الجنائز، وتقبُّل التَّعازي أمر مشروع ومحمود؛ لكنَّه في حالة وجود الأوبئة أو الأمراض، "يُصبح أمرًا مذمومًا شرعًا؛ لما قد يترتب عليه من أضرار على الفرد والمجتمع، إذ إنَّ انتشار المرض بشكل واسع - لا قدَّر الله- سيكون له آثار سلبية لا حصر لها".
ودعا النابلسي الأردنيين إلى تحاشي التَّجمعات لا سيما في الأفراح والأحزان والاكتفاء بوسائل التَّواصل المتوفرة اليوم؛ لتقديم التهنئة أو التعزية؛ ابتغاء وجه الله وحماية للنَّاس والمجتمع، والابتعاد عن التجمعات التي تؤدي إلى اختلاط الناس ببعضها وتنقل العدوى.
ودعا الله تعالى أن يحميَ الأردن وكلَّ بلاد المسلمين والعالم من شرِّ الأمراض والأوبئة، وأن يتجاوزوا هذه المحنة في القريب العاجل، باللجوء إلى الله ثُمَّ بالوعي والتَّماسك، مؤكدا أنَّه ممتن للحكومة الأردنية على ما تقدِّمه في هذه الأزمة، وللشعب الأردني على هذا التعاون اللافت للنَّظر.
وقال، إنَّ الإسلام دعا إلى حفظ الضروريات ومنها حياة الإنسان بقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وأمر بتجنب كلَّ ما يضُرُّ بالنفس البشرية أو يُلحق الضَّرر بغيرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضِرار" ومن هذا المنطلق فقد شرع الله كلَّ ما من شأنه أن يحفظ النَّفس من الهلاك أو المرض، وجاءت أحكام الشريعة لرفع الضرر والحرج عن الإنسان.
وأكد النابلسي أنَّ انتشار الوباء أو الخوف من انتشاره، يلزم الجميع بأخذ الاحتياطات واتخاذ الأسباب تعبدًا لله تعالى مع حُسن التوكل على الله لقوله صلى الله عليه وسلم: "فر من المجذوم فرارك من الأسد" ولأمره صلى الله عليه وسلم بمنع مخالطة النَّاس عند وجود المرض المعدي، ويقول صلى الله عليه وسلم عن الطاعون: "إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه".
في بلدة قُم بلواء الوسطية في محافظة اربد، قال أسعد العزام شقيق المرحوم العين الأسبق محمد إبراهيم العزام بعد انتهاء مراسم دفن شقيقه لـ "بترا"، إنَّ الوطن يمرُّ بمحنة وأزمة تحتاج من الجميع الوقوف والتكاتف، ورغم أنَّ مصابهم جلل، فقد قرَّروا الوقوف مع الوطن.
وأضاف، إن صَّلاة الجنازة كانت خمس دقائق، وامتنع الناس بعد قضائها عن التقبيل، والاكتفاء بتقبل العزاء على المقبرة، ولن يتم إقامة بيت للعزاء، للإسهام بمنع انتشار الوباء بين النَّاس والمجتمع.
وأضاف، تمَّ إبلاغ الجميع عبر وسائل التَّواصل كافة، باختصار الجنازة ومراسمها حفاظًا على السلامة العامة، وتقديراً للإرادة الملكية السامية بتفعيل قانون الدِّفاع، ونظرًا لِمَا يسود البلاد من وباء وخشيةً من انتشاره.
وكانت دائرة الإفتاء العام قالت في وقت سابق إن "صلاة الجنازة فرض كفاية، وتصحّ بواحد، وتسقط عن الباقين، وإذا كانت يوم جُمعة، وهي فرضُ عين تسقط في هذه الأحوال، فمن باب أولى التقليل من حضور مناسبات الأفراح والأتراح، والتخلي عنها في مثل هذه الأيام خشية انتقال المرض".
وأضافت، إنَّ الواجب في مثل هذه الأيام أن تتمّ صلاة الجنازة على المُتوفى في المقبرة، أو في مسجد الحيّ على أن يُقتصر الحضور على أهل المقرّبين فقط الذين يقومون بحمله ودفنه، وتكون التعزيّة بالمقبرة دون مصافحة أو تقبيل، ثم يتمّ تقبّل العزاء من سائر الناس عبر الهاتف أو الرسائل النصيّة، ولا ننصح بإقامة بيوت العزاء منعًا للتجمع والاختلاط، وانتقال الأمراض.
ولفتت دائرة الإفتاء العام إلى أنَّ التعزية مستحبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة، إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة"، مبينة أن الغاية منها تسكينُ قلب المُصاب، والتخفيف عنه ويقال في تعزية المسلم: "أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك" ولا يُشترط فيها مصافحة ولا تقبيل، لأن المصافحة سنّة.
وأشارت إلى أنّنا في هذه الأوقات نمرّ بمرحلة مهمّة عنوانها: "الوقاية خيرٌ من العلاج" ولذلك اتُّخذت كثير من الإجراءات الاحترازية التي تخفف أو تحدّ من انتشار عدوى المرض بين الناس، مثل تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وفي هذا إشارة إلى جديّة الموضوع وأهميته، فالحفاظ على الأرواح مقصدٌ مهمّ من مقاصد الشريعة الإسلامية، والاختلاط بين الناس في هذه الأيام سببٌ للإصابة بالأمراض المُعدية.
--(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات