وفي اليوم الرابع للحظر.. هل عدنا لـ «المربع الأول»؟

تم نشره الأربعاء 25 آذار / مارس 2020 12:29 صباحاً
وفي اليوم الرابع للحظر.. هل عدنا لـ «المربع الأول»؟
عريب الرنتاوي

من المؤسف الإقرار بأن الرهان على وعي المواطن وانضباطه، لم يكن في محلّه ... صحيح أن البعض منّا، أبدى انضباطاً عالياً، لكن «الفئة» التي خرقت قواعد حظر التجول، ليست «قليلة» أبداً ... ما شهدناه من فيديوهات عن الاكتظاظ والتزاحم و»التضارب بالعصي والحجارة»، كان منظراً مؤسفاً حقاً ... وما تناهى إلى مسامعنا من أخبار عن عمليات تمرد واسعة على تعليمات قانون الدفاع، بالذات في الحارات المكتظة والأماكن المزدحمة، يشي بخلاف الأمل والتوقعات ... يبدو أننا بحاجة لتطوير آليات توزيع المواد الغذائية والدوائية، بل وربما في نظام «الحظر» ذاته.

رهان الدولة انعقد على فرضية صائبة مئة بالمئة: إن نحن انضبطنا لأسبوعين متتاليين، يمكن أن نحقق أعلى درجات السيطرة على الفيروس الوبائي ... وسنحتاج لفترات وجهود وموارد أكبر للسيطرة عليه، إن خفّ التزامنا، وغلبنا نزقنا وضيقنا على حاجتنا ومصلحتنا ... آمل ألا نصل إلى «السيناريو الأسوأ»، سيناريو فقدان السيطرة، وهو أمر لا يجوز تجاهله بحال، ولقد سبقتنا إليه دول أكثر منا قدرة وموارد وتطوراً.

من الواضح أننا نبتعد عن «السيناريو الأفضل»، وقد لا نصل إلى «السيناريو الأسوأ»، لكننا نضع البلاد والعباد في منزلة بين المنزلتين، سيزداد عدد المصابين والضحايا، وستطول فترة التعافي والتشافي من التهديد كلما ازددنا تهاوناً مع إجراءات الحظر والحجر، وكلما أبدت الحكومة تسامحاً في قمع المخالفات والمخالفين.

نفرح بقرارات تخفيف الاكتظاظ في السجون، والتوجه للإفراج عن أعداد أكبر منهم ... لكن السجون ستضيق بالوافدين الجدد، والازدحام سيعود مجدداً إلى سجوننا القديمة والجديدة، بفعل عبث العابثين واستهتار المستهترين ... هذا مشهد قبيح، لا يليق بالأردن والأردنيين، بعد أن قدموا أنموذجاً يحتذى في مواجهة «الجائحة» بأعلى درجات البذل والجاهزية.

لست أجد مبرراً لعشرات الأسئلة والملاحظات المفعمة بالشكوى والتذمر، لكأن لدى الحكومة عصا سحرية، تضرب بها فتُحَل كافة المشاكل ... من مشكلة إيصال الطعام والغذاء إلى معضلة إيصال الرواتب للبيوت، مروراً بإشكاليات توزيع الخبز وعمال المياومة... لا صبر عند الكثيرين منّا، وغالبيتنا تريد من الحكومة أن تقول للشيء كن فيكون ... هذا غير ممكن، وما قامت به الأجهزة الرسمية من مدنية وعسكرية وأمنية، وقطاع خاص، يعد قصة نجاح للأردن والأردنيين بكل المقاييس، فلنحافظ عليها.

أجلس على شرفة منزلي، وأرى المتطفلين والمتسكعين، يتجرؤون على كسر قرارات الحظر، يجوبون الشوارع جيئة وذهاباً لا لشيء إلا من باب الفضول ... أرى شباناً يستعرضون بسيارتهم ويرشدون جيرانهم إلى أقصر الطرق وأكثر الممرات «أمنا» وخلواً من الدوريات... لكأننا نريد أن نتحايل على الحكومة، أو أن نسجل هدفاً في مرماها ... أية عقلية هذه؟ ... مثل هذه النوعية من المواطنين، تجعل مهمة «المنضبطين» صعبة للغاية، فرب الأسرة لن يكون بمقدوره الاستمرار في ضبط أبنائه وبناته، وهم يرون أقرانهم، يتنقلون ويتحركون بحرية، فهم ضجرون وسئمون كذلك، وثمة «قدوة غير حسنة» تنتصب أمام أعينهم.

لا شك أن الوضع ليس مريحاً أبداً، فمن منا يريد الجلوس بين أربعة جدران ... قضيت عمري بأكمله، لم أطق البقاء في المنزل ساعة واحدة بعد موعد العمل المقرر، باستثناء أيام الجمع والعطل الرسمية التي انتظرها اليوم، كما كنت انتظرها تلميذاً في الابتدائية ... ولكن مع ذلك، ثمة الكثير مما يمكن عمله، وعلى نحو مفيد ... ليس لجعل الوضع مبهجاً، فالحجر والحظر مؤلم وشاق بكل معنى الكلمة، ولكن لترويض النفس على التحمّل، وتسهيل مرور هذه الأيام الثقيلة.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات