شرف يؤكد خلو المملكة من الملوثات الإشعاعية بتأثير الكارثة اليابانية

المدينة نيوز - فحصت هيئة العمل الاشعاعي والنووي منذ اندلاع الازمة النووية اليابانية أكثر من 60 الف شاحنة دخلت المملكة واجرت الفحوصات المخبرية اللازمة للعينات الواردة لجمرك عمان ومطار الملكة علياء الدولي حيث اكدت جميعها خلوها من اية مواد ملوثة.
وقال رئيس الهيئة الدكتور جمال شرف في مؤتمر صحافي اليوم ان الهيئة قامت ايضا باجراء فحوصات مخبرية في المواقع الحدودية لصعوبة نقل العينات او بهدف تسريع الاجراءات للحصول على نتائج فورية.
واضاف أن الهيئة ومن خلال محطات الرصد الاشعاعي البيئي الموزعة على عدد من مناطق المملكة تراقب مستويات الاشعاع في الهواء في مناطق شمال ووسط وجنوب المملكة لرصد اي تغيرات فور حدوثها مؤكدا ان اجواء المملكة تقع ضمن المستويات الطبيعية للاشعاع ولا تغيرات على هذه المستويات.
واضاف ان الهيئة ومنذ اندلاع الازمة الناجمة عن تعرض اليابان لهزة ارضية الحقت الضرر بمحطات نووية كثفت نشاطها الرقابي على المنافذ الحدودية بالتركيز على واردات الاردن خاصة من الدول المعرضة للتلوث الاشعاعي بفعل الكارثة اليابانية التي وقعت قبل نحو شهر.
واكد الدكتور شرف خلو واردات المملكة, من الملوثات الإشعاعية وقال "ان الهيئة لم تقم بضبط أي عينات لسلع ومواد غذائية مستوردة من اليابان والدول المحيطة بها ملوثة إشعاعيا, كما لم تسجل أي زيادة في النسب الإشعاعية بالهواء عن الحد المسموح به عالميا".
واوضح ان كوادر الهيئة العاملة على المنافذ الحدودية وعددها 100 موظف تستخدم احدث الاجهزة اليدوية والعينية للكشف على السلع المستوردة من المواد الغذائية والمواد الأولية الداخلة في تصنيع الغذاء والدواء ، مشيرا الى ان الهيئة زادت عدد هذه الأجهزة على مختلف المنافذ الحدودية.
وقال ان الهيئة مستمرة في برنامج العمل الطارئ الذي بدا منذ اندلاع الازمة في المفاعل النووي الياباني بهدف تجنيب البلاد التعرض لمواد ملوثة بالاشعاع من الدول التي لحقت بها تأثيرات الازمة اليابانية.
واضاف ان الهيئة تنسق حاليا مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتسريع عملية ادخال الفحصوات الاشعاعية المخبرية ضمن عمل مختبرات بن حيان الدولية لزيادة فاعلية المراقبة على المواد الغذائية والمواد الاولية التي تدخل في الصناعات الغذائية بالاضافة الى الأدوية خاصة الواردة الى المملكة من دول شرق اسيا.
وعن المراكز الحدودية الخاضعة لرقابة الهيئة قال الدكتور شرف ان جميع المنافذ الحدودية في المملكة تخضع لرقابة الهيئة وتشمل ميناء حاويات العقبة بعدد نقاط تفتيش يبلغ خمس نقاط ومركز حدود الكرامة – 6 نقاط تفتيش ومركز حدود العمري – نقطة تفتيش واحدة ومركز حدود المدورة – نقطة تفتيش واحدة مركز حدود جابر – 4 نقاط تفتيش والمنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة – نقطة تفتيش واحدة جسر الملك حسين – نقطة تفتيش واحدة وجسر الشيخ حسين – نقطة تفتيش واحدة .
وقال ان كوادر الهيئة تدقق على جميع المواد الداخلة الى المملكة وزادت حاليا من درجة الرقابة على الإرساليات الواردة من اليابان والصين والفلبين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ومنغوليا وماليزيا بالإضافة إلى روسيا، وذلك اعتبارا من تاريخ 11/3/2011 اى بعد حادثة مفاعل فوكوشيما الياباني، حيث تعمل الهيئة على فحص الحاويات أثناء تواجدها في ساحات التخزين وعلى متن البواخر بالإضافة إلى سحب عينات وفحصها مخبريا بأجهزة التحليل الطيفي.
وفي موضوع رصد التلوث الاشعاعي البيئي قال الدكتور شرف ان الهيئة تشغل محطات للرصد الاشعاعي والبيئي في كل من قفقفا/ جرش، والقادسية/ الطفيلة وفي منطقة الكرامة/ الرويشد التي تحتوي على ثلاث منظومات للتحليل الطيفي لمراقبة اشعاعات الفا وبيتا وجاما واليود المشع، كما تحتوي على كاشف لقياس الجرعة الاشعاعية في الهواء الطلق.
وقال ان المحطات الثلاث تعمل اوتوماتيكيا على مدار الساعة من خلال استخدام تقنية اجهزة التحكم المنطقي القابلة للبرمجة "بي ال سي" التي تقوم بدورها بتشغيل اجهزة شفط الهواء الخارجي وبنسبة تقارب 10 امتار مكعبة بالساعة، لتتم بعدها عملية ترشيحه على فلاتر خاصة، والبدء بعملية قياس نسب الاشعاعات العالقة على هذه الفلاتر باستخدام كواشف خاصة لقياس اشعة الفا وبيتا وجاما واليود المشع، ومن ثم يصار الى تحليلها لمعرفة هوية المادة المشعة.
ويقوم جهاز التحكم المنطقي خلال هذه العملية بتحريك الفلتر خطوة واحدة كل اربع ساعات بالنسبة لمطياف جاما ونصف ساعة بالنسبة لمطياف الفا وبيتا لتعاد العملية مرة اخرى.
اما بالنسبة للنسب الاشعاعية التي يتم قياسها فتحفظ في ملفات خاصة وترسل الى جهاز حاسوب موقعي عن طريق شبكة الثرانيت لتحفظ ايضا في ملفات خاصة ويعاد ارسالها الى جهاز الحاسوب المركزي الموجود في مبنى الهيئة الرئيس ليتم عرض المعلومات الواردة ومراقبتها وتحليل النتائج بغرض اصدار انذار اذا ما ظهرت اشعاعات صناعية او تجاوزت نسب الاشعاع الحدود الطبيعية للمنطقة بسبب حادث اشعاعي ادى الى تلوث الهواء المحيط .
كما ان هذه المحطات موصولة ببرنامج خاص للتحكم بالمنظومات عن بعد لاجراء بعض انواع الصيانة الدورية والطارئة، ما يوفر الوقت والجهد ويسهل متابعة المحطات على مدار الساعة.
وتعد المحطات الثلاث في جنوب وشرق وشمال المملكة جزء من آليات المراقبة التي تنفذها هيئة تنظيم العمل الاشعاعي والنووي في اطار المهام المناطة بها لحماية الانسان والبيئة من الاخطار المحتملة للعمل الاشعاعي والنووي وضمن دورها في خلق الوعي لدى الناس في هذا المجال.
وتشكل محطات المراقبة جزء من منظومة حماية تشمل اعداد خريطة بيئية للمملكة تعمل الهيئة على تنفيذها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف رصد المتغيرات البيئية وفي مستوى الاشعاع التي قد تطرأ على اي مكان في مختلف انحاء المملكة.
واكد الدكتور شرف ان الهيئة وبالتعاون مع وزارة الطاقة الامريكية زودت اخيرا المنافذ الحدودية للمملكة بالتقنية والتجهيزات اللازمة لاعتمادها في المراكز الحدودية في المملكة من اجل الكشف على المواد النووية وغيرها من المواد الاشعاعية وقامت بتأهيل العاملين الاردنيين في المراكز الحدودية على كيفية استخدام هذه الاجهزة والمعدات بالاضافة الى اجراء اعمال الصيانة اللازمة لها.
ان الهيئة كانت قد عملت ومنذ تاسيسها على تبوّء مكانة متميّزة في الساحة الدولية، من خلال المشاركة وبشكلٍ فاعلٍ في العديد من المشروعات بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية والمفوضية الاوروبية وشركائها من دول العالم المختلفة.
ان الهيئة التي تعد اول هيئة عربية رقابية مستقلة انضمت الى عددٍ من الاتفاقيات الدولية في المجال النووي والاشعاعي، اضافةً الى توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزز اواصر تعاونها مع جهاتٍ دولية مرموقة والتي تهدف الى الاستفادة من الخبرات التي تخدم مسيرة الهيئة.(بترا)