عندما يقاد العالم من حفنة مجانين

تم نشره الخميس 02nd نيسان / أبريل 2020 12:40 صباحاً
عندما يقاد العالم من حفنة مجانين
خالد الزبيدي

سواء صدق التقرير الذي بثته قناة روسيا اليوم او يدخل في مسلسل الحروب الإعلامية الدائرة بين دول كبرى على رأسها واشنطن وبكين وموسكو، فأبسط تقيم لذلك اننا نعيش في عالم يقاد من حفنة من الأشرار المعتوهين، كل من جانبه يسعى للاستحواذ على مقاليد السلطة على البسيطة، ومع كل تقدم للعلوم والتقنيات الحديثة ينزف العالم أكثر، بينما يستمرون في إطلاق مقولات من الإنسانية والديمقراطية والحرية بينما يواصلون أعمالهم البشعة حول العالم، وفي بعض الأحيان ترتد بعض أعمالهم إليهم عسى ان يتراجعوا الا انهم كل مرة يعودون بصور أبشع وممارسات مستهجنة وأصبح العالم يتابع زعماء لا يرقون الى مستويات رؤساء العصابات.

بعد ان استخدمت واشنطن السلاح النووي ضد هيروشيما وناجازاكي في آب / أغسطس لعام 1945 بعد رفض طوكيو الاستسلام وفق الشروط الأمريكية اصدر الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان قرارا باستخدام السلاح النووي ضد اليابان واليابانيين وقتل القصف 240 ألف مدني ونصف هذا العدد توفي في نفس اليوم متأثرين بالحروق والجراح.

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وشعوب الأرض تعيش في حالة من الانهيار الأخلاقي وتحملت شعوب دول الجنوب ( النامية ) فالأزمات متلاحقة والحروب الخفية والمكشوفة شبه مستمرة، فالمحاكاة السينمائية لأباطرة صناعة الأفلام في هوليود قدموا أفلاما عديدة ترسم سيناريوهات لانتهاء العالم ويأتي الغرب بقيادة واشنطن بأخلاقه وعلمه ينقذ العالم، ويكون المبدع ليس الأوروبي او العربي او الروسي وإنما الأمريكي، هذا المحتوى المعتدي الهابط يسعى لنسف حضارات الأرض.

ممارسات قادة الغرب بقيادة أمريكا مغايرة لأبسط متطلبات الحياة حيث قدمت واشنطن ولا زالت تقدم صورا حالكة السواد في أفريقيا والمنطقة العربية وأمريكا اللاتينية الجمهوريات المستقلة، فالتمويل مستمر لعمليات مشبوهة واغتيالات وقلب أنظمة حكم وغير ذلك الكثير الكثير، فهذه السياسات والممارسات باتت مكشوفة، واشنطن نفذت من خلال إداراتها المتعاقبة سواء كانوا من جمهوريين او ديمقراطيين لا فرق فقد بلغت حدودا لا متناهية من البرغماتية السفيهة، حيث بنت جسورا من الشر مع الأشرار والقتلة، وهذا لا يمكن للبشرية تحمله او القبول به خصوصا وان سرعة التجاوز على حقوق شعوب ودول فاقت كل التوقعات.

قد يكون فيروس كورونا محطة مهمة في تاريخ البشرية لمواجهة القتل العبثي، فالاستهتار بأرواح الناس من اجل السيطرة ونهب ثروات الشعوب والأمم بلغ حدودا بعيدة، فالأوبئة والأمراض تعود لمصادر مخبرية لم تكن يوما من دول نامية، فالأسلحة البيولوجية والكيماوية وقبلها النووية من إنتاج وتطوير الدول الكبرى التي تحشد أساطيلها وطائراتها وتنقلها لمسافات بعيدة لإخضاع الدول والشعوب، وبعد ان خسرت المعايير الأخلاقية والإنسانية يمكن ان تقوم بأي شيء مهما كان تصنيفه..ما يحدث هو نتيجة لمسيرة عنوانها التخلي عن المسؤولية.. واليوم علينا ممارستها مهما كان الثمن.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات