انفجار ثانٍ يضرب مدينة عفرين شمال سوريا… وارتفاع حصيلة الأول إلى 52 قتيلاً

المدينة نيوز :- بعد أقل من عشر ساعات على المجزرة المروعة التي خلّفت نحو 46 قتيلاً بينهم أطفال، في عفرين شمالي سوريا، هز المدينة انفجار جديد بعبوة ناسفة وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش التركي الذي طوق عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي.
وأصدرت المخابرات التركية قراراً يقضي بإغلاق مداخل مدينة عفرين ومخارجها، الخاضعة لسيطرتها وذلك ابتداءً من أمس وحتى إشعار آخر كإجراء احترازي، عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة، كما أدان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، التفجير الدموي متهما «إرهابيي بي كا كا/ ي ب ك» بتنفيذه.
دعوات لإقالة قادة الفيالق والشرطة المسؤولين في المدينة
وقال أوقطاي في تغريدة عبر «تويتر»: «أدين وأستنكر الهجوم الذي جرى في يوم من أيام رمضان المبارك بمدينة عفرين، أدعو بالرحمة لضحايا الهجوم وبالشفاء للمصابين» واعتبر أن كل من يدعم منظمة بي كا كا/ي ب ك ويشجعها عبر صمته، يده ملطخة بدماء المدنيين الأبرياء والأطفال.
وكانت الدفاع التركية أعلنت في بيان، مقتل 40 شخصاً بينهم 11 طفلاً وإصابة 47 آخرين، في انفجار صهريج مفخخ مليء بمادة المازوت، في شارع «راجو» المزدحم وسط عفرين الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري.
المرصد السوري لحقوق الانسان، قال إن عبوة ناسفة ثانية انفجرت الأربعاء بسيارة في حيّ المحمودية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، مشيراً إلى أن الأضرار اقتصرت على المادية، وجاء الانفجار بعد مرور أقل من عشر ساعات على تفجير شاحنة محروقات، خلفت أكثر من 117 بين قتيل وجريح. وقال الدكتور أحمد حاجي حسن مدير صحة عفرين، إن عدد القتلى وصل الأربعاء لـ 52، فيما بلغ عدد الجرحى 65 جريحاً، غالبيتهم في وضع خطر، فضلاً عن 19 جثة تم التعرف عليها، و23 مجهولة بقيت مجهولة بسبب التفحم الكامل.
وبيّن «حاجي حسن» لشبكة «بلدي نيوز» المحلية أن التفجير هو الأفظع في الشمال المحرر منذ وقت طويل حيث أنه لم يسجل سابقاً مثل هذا العدد من الضحايا وفظاعة التشوه الذي حصل للجثث وللجرحى، والسبب هو براميل المحروقات التي كانت ضمن السيارة المفخخة والتي ساهمت في ازدياد حرارة النار والانتشار بشكل أكبر، مما تسبب في وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين. وكانت المدينة التي يفرض الجيش التركي والجيش الوطني المعارض سيطرتهما عليها، قد تعرضت لعشرات التفجيرات على شكل عبوات ناسفة ودراجات نارية وسيارات مفخخة، منذ سيطرة الجيش الوطني عليها وراح ضحيتها المئات من المدنيين.
من جهتها اعلنت ولاية هطاي التركية، أن فرق الأمن قبضت على مشتبه به بجلب الصهريج المفخخ إلى موقع التفجير في مدينة عفرين السورية، ولفتت الولاية الحدودية مع سوريا، في بيان، الثلاثاء، إلى إخماد الحريق الناجم عن التفجير.
الائتلاف السوري المعارض، أدان بدوره التفجير «الإرهابي» لمدينة عفرين مشيرًا إلى أنه كان في «غاية الوحشية والعنف، وقد تسبب بسقوط ضحايا من الأطفال والمدنيين، مستغلاً لحظات قصيرة توجه خلالها الصائمون لشراء بعض مستلزمات الإفطار في خامس أيام شهر رمضان وفي ظل الإجراءات الصحية الاستثنائية». وأكد الائتلاف الاستمرار في «ملاحقة الجهات التي تسعى لنشر الفوضى وتهدف لإعادة عقارب الساعة للوراء».
ولفت إلى ان قوات الشرطة والأمن والجيش الوطني السوري في مناطق الشمال المحررة ستستمر في ملاحقة التنظيمات والميليشيات الإرهابية وجميع مع يدعمها أو يمولها أو يرعاها.
بالتوازي، أدان اتحاد الصحافيين السوريين في الشمال السوري في بيان له، الأربعاء، المجزرة التي حدثت أمس في مدينة عفرين و»استشهد على إثرها أكثر من 40 مدنياً»، ودعا قادة الفيالق والشرطة في المدينة إلى الاستقالة بشكل فوري.
واعتبر البيان «أن هذه التفجيرات مرتبطة تماماً بفساد منظومة الفصائل، فضلاً عن ممارستها كل أنواع التجاوزات عبر معابر «التهريب»، غير آبهة بدماء السوريين المُراقة على مذابح تلك المعابر» وأضاف «نستنكر وندين بشدة هذا الإجرام الجبان بحق المدنيين الذي تقف خلفه الميليشيات الانفصالية بقيادة حزب الـ PKK، ونحمّل – في الوقت نفسهِ- مسؤوليته الكاملة لقادة الفيالق الثلاثة في الجيش الوطني السوري، كما نحمل المسؤولية أيضاً للقادة والمسؤولين القائمين على إدارة منطقة عفرين».
القدس العربي