أول أيار.. تحية لعمال الوطن

تم نشره السبت 02nd أيّار / مايو 2020 12:07 صباحاً
أول أيار.. تحية لعمال الوطن
فارس الحباشنة

أول أيار يأتي، وأكثر ما يشكو العمال من فقدان وظائفهم وانعدم الحماية الاجتماعية. حاولت ان أسجل شهادات حية لعمال، ولكن الكلام لم يكن كافيا للتعبير ورصد المعاناة بكل أبعادها. 

ولا يخف من كلام عمال فقدوا وظائفهم وآخرين مازالوا ينتظرون انهم يخافون كثيرا من المستقبل، وان الواقع رهن التحدي والقدرة على الصمود، ولكن ماذا تخبئ الأيام القادمة؟

في أزمة كورونا، عمال الصف الاول لا يملكون غير العمل في مواجهة فايروس فتاك. هؤلاء يعملون، والعالم قابع تحت وطأة الحجر والعزل الجماعي في بيت كبير.

عمال الصف الاول من كوادر طبية، أطباء وممرضون وممرضات، وعمال وطن يحركون مكانسهم في مدينة خاوية وفارغة وصامتة، ويتحركون ليكنسوا من المدينة قلقها وخوفها ورعبها المطبق بفعل كورونا.

ويحرسون بالنظافة -وهي العدو الاول لكورونا -المدينة من شبح فايروس صغير ولا مرئي عاصف وقادم من كل الاتجاهات الأربعة.

هذا العام اختفى العمال، لم يظهر الا عمال قطاعات محدودة.عمال ديلفري وسوبر ماركت نشاطهم يدب في شريان المدينة الميتة، وعمال تحميل وتنزيل، وعمال زراعة في الاغوار يشدون الهمة على العرق والكدح لحماية المخزون والأمن الغذائي الوطني.

قبل كورونا. لطالما احتفل العمال الأردنيين لوحدهم، عيد العمل والكدح الفكري والنضالي في مواجهة الاستغلال والفساد الرأسمالي وسطوة طبقة البزنس.

من النقاشات العقيمة، ما طرحه اكاديمي بافكار سطحية وساذجة حول وجود طبقة عاملة في الأردن. نعم، لا يوجد طبقة بالمعنى البروليتاري الشيوعي والبرجوازي الطبقي الراسمالي والليبرالي الاوروبي.

ولكن في العقدين الاخيرين ولد في المجتمع الأردني طبقة واسعة وممتدة من الكادحين والغلابة والمهمشين، وتحول المجتمع الى طبقي يخفي صراعا بين «قلة قليلة « تستحوذ وتملك كل شيء وأغلبية من الكادحين تناضل وتكدح من اجل لقمة العيش والحياة الكريمة.

وبالمعنى التاريخي تكونت في الأردن طبقة بروليتاريا أردنية تحمل وجهة نظر وموقفا طبقيا يعبر عنه كواجهة حتمية لرأسمال، ومكونها الاجتماعي : متقاعدون عسكريون ومدنيون، ومعلمون وموظفو قطاع عام وخاص، ونقابيون مهنيون، وشرائح اجتماعية مهمشة في القرى والارياف والمحافظات والبوادي والمخيمات.

و اختارت تلك القوى الطبقية الوليدة تعبيرات سياسية لتأكيد حضورها الحي والفاعل في المشهدية السياسية من خلال الحراكات الشعبية والاجتماعية، والنضال الوطني التحرري التقدمي.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات