رامي مخلوف يكشف حجم الفساد والصراع بين عائلتي الأسد ومخلوف… ويتوسل إلى بشار بالتدخل لمنع انهيار شركته

المدينة نيوز :- في أخطر تسجيل مصور في عهد آل الأسد، يشير إلى تعاظم حجم الصراع بين أركان النظام السوري، خرج القطب الاقتصادي الأقوى في البلاد رامي مخلوف الملقب بالخال، بشريط مصور مدته 14 دقيقة، بعنوان (كن مع الله ولا تبالي) يكشف فيه إلى العلن أن مطالبات الدولة بدفع مبلغ 100 مليون دولار، من شركاته ليست محقة، بعدما تقاضت ما تنص عليه كل العقود، مطالباً بتدخل بشار الأسد لحماية وإنقاذ شركات الاتصالات التي يملكها من الانهيار، فيما إذا دفعت الضرائب المتأخرة المترتبة عليها.

الأزمة داخل العائلة تخرج إلى العلن… وردود واسعة على مواقع التواصل

واستجدى الملياردير مخلوف، بشار الأسد، للتدخل وحماية شركته، وجدولة مبالغ الضرائب بـ»طريقة مرضية»، وأكد رامي مخلوف في مقطع الفيديو المنشور في صفحته على فيسبوك، أن شركاته هي أحد أهم دافعي الضرائب في بلاده، كما أنها أهم روافد الخزينة، وأكبر الشركات التي تعمل على تشغيل العمالة في سوريا.

أسباب الصراع

وقال في الشريط المصور «سيدي الرئيس نحنا جاهزين ندفع… المبلغ غير موجود تحت البلاطة، بتزبطوه بآليه معينة بحيث ما تخرب الشركة، والمشتركين ما تؤثر الخدمة عليهم من خلال قص المبلغ بطريقة مجحفة، أرجوك جدول بطريقة تكون مرضية بحيث ما تنهار الشركة بهاد المبلغ». وأضاف «أرجوك يا سيدي الرئيس المبلغ يؤخذ ويوزع بطريقة معينة، أنت تشرف عليها شخصياً لأنه لا ثقة بكل الناس، أرجوك لكي تصل بكل صدق وأمانة منك أنت». وكان لافتاً في ما قال مخلوف أيضاً «سيدي الرئيس أنا تعبت جداً من هذا الوضع، وهذا الطاقم دائماً يضعني ضمن دائرة الاتهام، وبأنني دائما الغلطان والسيئ، اعتبروني سيئاً لكن أنتم انجوا، واعتبروني سيئاً بس انتم كلوا وشربوا».
وأضاف «دققوا وأنا بتمنى أن تدقق أرجوك، لكن رغم ذلك انا سوف ألتزم بما وجهت فيه، والجميع يقول انت من وجهت بذلك، وهذا على الرأس وأنا أحترم أمرك وأنا جاهز لأنفذ أمرك بما يرضي الله».
وكانت «الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد»، قد أنذرت شركتي الاتصالات الخلوية «سيريتيل» و»MTN»، العاملتين في سوريا، والمملوكتين لرامي مخلوف، بضرورة دفع المستحقات للخزينة تحت طائلة «اتخاذ الإجراءات القانونية» بحقهما، ونشرت وكالة سانا الرسمية «أن الهيئة أبلغت شركات الخلوي وحددت موعداً نهائياً ينتهي بتاريخ 5-5-2020 للامتثال لقرار مجلس المفوضين المتضمن اعتماد نتائج عمل اللجنة المشكلة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1700 تاريخ 19-9-2019 والتي خلصت إلى وجود مبالغ مستحقة لخزينة الدولة تبلغ 233.8 مليار ليرة سورية (نحو183 مليون دولار) وذلك لإعادة التوازن إلى الترخيص الممنوح لكلا الشركتين».
وتشير المعلومات إلى أن «حملة كشف المستور» بين رامي مخلوف من جهة وبشار وأسماء الأسد من جهة أخرى، واستهداف شركات رامي مخلوف، جاءت بعد الفضيحة الكبرى التي أعلنت عنها إدارة جمارك بورسعيد في مصر، حول توقيف شحنة مخدّرات (4 أطنان) آتية من سوريا، ومتجهة صوب ليبيا، ومعبَّأة في عُلَب حليب خاصة بشركة «ميلك مان» المملوكة لرامي مخلوف، إضافة إلى حجز النظام السوري على شركة «آبار بتروليوم سيرفيس» التي تعمل في صفقات نقل الوقود والمواد النفطية، وذلك على خلفية تسريب مخلوف الفضائح الاقتصادية المتعلقة بشركة «تكامل» التي يملكها ابن خالة أسماء الأسد «مهند الدباغ» وهو الأمر الذي دفع وزير التجارة السوري، لتدارك الأمر ومنع «تكامل» من التدخل بمادة الخبز واستغلال لقمة المواطنين.
في هذا السياق، يؤكد رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب في تصريحات صحافية، أن مخلوف وحتى فترة انطلاق الثورة، كان اليد الاقتصادية الوحيدة للأسد، كما يشير إلى الاجتماع الأخير بينه وبين «الأسد» قبيل انشقاقه 2012، والذي تحدث فيه عن طلب مباشر وجهه الأسد له بتحويل عقود استثمار شركتي الاتصالات الخليوية «سيرياتيل» و «MTN» إلى عقود إيجار باسم رامي مخلوف، مقابل نصف مليار دولار، في حين أن القيمة الفعلية تصل إلى 5 مليارات دولار، موضحاً أن الأسد في تلك الفترة كان يعمل لجني أكبر قدر من الأرباح خوفاً من فقدان السلطة بسبب اشتداد العمليات العسكرية للمعارضة.
من خلال متابعته، حلل د. محمد حاج بكري، التسجيل المصور لرامي مخلوف وقال «إن المبلغ المفروض ضريبياً على الشركة، يفرض أن يذهب لخزينة الدولة في حال سداده وعندما طالب رامي مخلوف بشار الأسد بصرف هذا المبلغ على الفقراء لم يميز بين خزينه الأسد وخزينه الدولة وهي إشارة إلى تحكمه وسيطرته بكل الأموال كما أن هذه الأموال تودع في خزينه الأسد ويتصرف بها ولا تنعكس على المواليين نهائيا».
وأضاف لـ «القدس العربي»، من خلال متابعتي لاحظت أن الفساد عامل وراثي في هذه العائلة، ولا تستطيع قوة في الارض أن تحاربه الا بالموت، كما أن فساد هذه العائلة محمي بسلطه بيت الأسد على مدار عقود الحكم لسورية».
وأضاف المعارض السوري «لم يفتح الا باب فساد واحد وهو الخليوي وابوابه ورجالاته كثيرة في سوريا فكيف اذا فتح ملف النفط، وكل الاحصائيات والمعلومات تؤكد أن رامي مخلوف يستحوذ على ستين بالمائة من اقتصاد سوريه على الاقل حتى سمي الاقتصاد باسمه اقتصاد الرمرمة».
وفي اعتقاد المتحدث أن رامي وعائلته قفزوا من مركب آل الأسد فبخطابه ليلة أمس يؤكد استعداده لتقديم كافه الثبوتيات على عدم احقيه الدولة بفرض هذا المبلغ وانهم يناقشون تكاليف اصبحت قطعيه منذ فترة طويلة وسقطت بالتقادم وحكم أنها اكتسبت الدرجة القطعية وهي رساله إلى كافة المتبقين من التجار بأن هذا الأمر ربما يطالهم بالإضافة إلى أن الدولة لا تتقيد بقوانين وأنظمة وهي عصابة توجه من ريمونت واحد. وأشار إلى أن هناك 6500 مستثمر ويملك حصصاً وهم طبعاً من الموالين سيتضررون وإنهم سيتحملون عبء دفع المبلغ وطلب تقسيطه رحمة بهم وبالتالي رفع عن نفسه تهمة الفساد كفرد والحق المباع بالشركة ومستثمريها وهؤلاء عصا تهديد بوجه آل الأسد لوح بها بوضوح.
كما لمح تماماً إلى أنه جاهز لفتح موضوع الملكية بنداً بنداً وكل الملفات جاهزة وهو بالتالي يلمح إلى أن كل ما حصل من فساد بإيعاز من الأسد وتهديد مبطن، وأضاف الحاج بكري «يفترض أن المبلغ المفروض ضريبياً على الشركة أن يذهب لخزينة الدولة في حال سداده وعندما طالب رامي مخلوف بشار الأسد بصرف هذا المبلغ على الفقراء لم يميز بين خزينة الأسد وخزينة الدولة وهي إشارة إلى تحكمه وسيطرته على كل الأموال كما أن هذه الأموال تودع في خزينه الأسد ويتصرف بها ولا تنعكس على الموالين نهائياً.
المبلغ بحد ذاته قليل، حسب ما يقول المعارض السوري وذلك «إذا ما تم حسابه بالدولار وإذا قورن بثروة رامي مخلوف، فهو لا يشكل شيئاً وهنا رامي قطع الطريق على مطالبته بالأرقام الكبيرة وذلك بما ورد في كلامه وحدد سقف المطالبه، مضيفاً أن «الفساد لا دين له ولا مبدأ ومن الطبيعي أن نرى تفاصيل في الأيام المقبلة».

تهكم وردود أفعال

ولاقى المقطع المصور تهكماً واسعاً من قبل متداوليه المعارضين للنظام السوري، الذين تنافسوا في تحليل خلفية ظهور أقوى رجل اقتصادي في الدولة بهذه الهيئة المهينة، حيث قال المعارض السوري ماهر شرف الدين، النقطة الأولى وراء هذا الفيديو تؤكد أن رامي مخلوف بات عاجزاً عن التواصل المباشر مع بشار الأسد، بدليل أنه اضطر لمخاطبته عبر الإعلام، أما النقطة الثانية، يبدو أنه يرغب بإخراج ورطته مع أسماء للعلن بصورة رسمية، وليس عبر التسريبات فقط، لتشكيل نوع من الإحراج الإعلامي لها.
أما المعارض السوري، محيي الدين اللاذقاني، فقال «صحيح أن فيديو استعطاف رامي مخلوف مضحك، وقد ضحكنا ما فيه الكفاية لكن فكروا بجد في نقطة واحدة … ماهو شكل هذه الدولة التي يقول رئيس مجلس إدارة شركة فيها لرئيس الدولة شخصياً عن ضريبة مستحقة: خذ أنت الـ130 ملياراً، ووزعها على الفقراء بمعرفتك» ثم أضاف «بهذه العقلية العشائرية حكموا سوريا ودمروها».
وعقب محمد الفيصل بالقول «الخلاف بين اللص رامي مخلوف وأسماء الأسد صار على العَلَن وبلش نشر الغسيل الوسخ بعد الفيديو المذلّ لمخلوف اليوم، خلاف على تقاسم الحصص والمسروقات من أموال الشعب السوري» فيما كتب آخر «كأنهم شعروا بالخطر وصار وقت تقاسم الكعكة قبل النهاية؟ أم أن الموضوع مجرد جمع ثروة وبناء إمبراطوريات مالية».
وكتب المعارض السوري ماهر شرف الدين أن «رامي مخلوف محتار، يضرب أخماساً بأسداس، كيف سيقوم بتأمين الأموال لإطعام الفقراء والمحتاجين في سوريا بعد مصادرة شحنتَي المخدرات في مصر والسعودية». وكان تعيب عماد بوظو لافتاً حيث عقب على الشريط المصور بالقول «رامي مخلوف: أنا موافق بعطيك يا بشار 135 مليار ليرة (104 ملايين دولار) بس على شرط تعطيهم للفقراء مو تسرقهم متل العادة». وفي الطرف النقيض، أشارت كندة مخلوف إلى بشار وأسماء الأسد بتعقيبها على فيديو أخيها وهي طليقة «ايهم الاس» حيث كتبت «الله يبعد عنك ولاد الحرام بجاه هالشهر الفضيل» .

القدس العربي