وفي القرار المؤلف من 32 صفحة، رفض القاضي في لوس أنجلوس حجة التمييز في الأجور التي تقدمت بها اللاعبات في الثامن من مارس الماضي، وذلك لأنهن رفضن سابقا خلال مفاوضات اتفاق المساومة الجماعي عرضا بتعديل أجورهن لتصبح قريبة مما يتقاضاه لاعبو منتخب الرجال.

وفي بيان حصلت "فرانس برس" على نسخة منه، أوضحت المتحدثة باسم منتخب السيدات مولي ليفينسون بأن بطلات العالم يرغبن بتقاضي أجور أعلى من الرجال استنادا إلى نتائجهن، مضيفة: "الأجر المتساوي يعني أن تنال اللاعبات نفس المبلغ الذي يتقاضاه الرجال عند الفوز بمباراة".

ورأت أن "الحجة بأن السيدات يحصلن على أجر كاف إذا حصلن على نفس المبلغ تقريبا على الرغم من أن عدد المباريات التي يفزن بها مضاعف في أغلب الأحيان (مقارنة مع الرجال)، فذلك يعني أن الأجر ليس متساويا".

قضية "إجازة الأمومة"

وتابعت "الحجة بأن إجازة الأمومة هي نوع من بديل لجعل أجور السيدات متناسبة مع معدل الفوز بالمباريات مقارنة مع الرجال، ليست صحيحة ولا عادلة ولا متساوية. اليوم، نحن بصدد تقديم طلب للسماح لنا بالطعن الفوري في قرار محكمة المقاطعة (لوس أنجلوس)".

وتطالب لاعبات المنتخب الأميركي اللواتي يسيطرن على كرة القدم العالمية بتتويجهن باللقب العالمي 4 مرات أعوام 1991 و1999 و2015 و2019، بمتأخرات في الرواتب بقيمة 66 مليون دولار بموجب قانون المساواة في المكافآت.

وحددت اللاعبات هذا المبلغ على أساس الفوارق بين المكافآت التي وزعها الاتحاد الدولي (فيفا) خلال كأس العالم للرجال والسيدات.

 وفي عام 2014، حصل الألمان على 35 مليون دولار لتتويجهم في بمونديال البرازيل، بينما حصل الفرنسيون على 38 مليون دولار بعد تتويجهم بالمونديال الروسي في عام 2018.

وفي المقابل حصل المنتخب الأميركي للسيدات على 6 ملايين دولار لفوزه ببطولتي العالم 2015 و2019، أي 12 مرة أقل مما حصل عليه الرجال.

وتم رفع دعوى التمييز في ما يتعلق بعدم المساواة في الأجور وظروف العمل بين اللاعبات واللاعبين في 8 مارس من قبل 28 لاعبة.

وتصدرت قضية المساواة في الأجور وظروف العمل العناوين خلال مونديال فرنسا 2019، الذي تألق فيه منتخب الولايات المتحدة وتوج بطلا للعالم للمرة الثانية تواليا والرابعة من أصل 8 بطولات، وذلك بفوزه في النهائي على هولندا 2-صفر.

الأفضل تاريخيا

ويشكل المنتخب الأميركي مرجعا في كرة القدم النسائية، فهو الأفضل تاريخيا إن كان من حيث مشاركاته في كأس العالم (8 مرات، وحل وصيفا عام 2011 وثالثا اعوام 1995 و2003 و2007) أو الألعاب الأولمبية (6 مرات، 4 ذهبيات 1996 و2004 و2008 و2012 وفضية عام 2000).

وفي المقابل، يبقى الوصول إلى الدور ربع النهائي لمونديال 2002 أفضل نتيجة لمنتخب الرجال في كأس العالم إلى جانب وصوله إلى نصف النهائي في النسخة الأولى عام 1930.

واتخذ الإجراء القانوني منعطفا حادا منذ شهرين، عندما أبرز ملف قدمه محامو الاتحاد المحلي حجة أن اللعب في المنتخب الوطني للرجال يتطلب مستوى مهارة أعلى وسرعة وقوة وتحمل مسؤولية أكبر.

وأثارت هذه الكلمات سخطا فوريا وواسعا من جانب اللاعبات، بينهن النجمة ميغان رابينو التي اتهمت الاتحاد المحلي بـ"التحيز الجنسي الصارخ".

واضطر رئيس الاتحاد كارلوس كورديرو إلى الاستقالة وحلت محله نائبته سيندي بارلو كون، وهي لاعبة دولية سابقة، قامت بعد ذلك بسحب الحجة المزعجة، لتهدئة الموقف.

ولا ينحصر التمييز في المعاملة بالمكافآت والأجور بل يطال أيضا ظروف العمل، فبين عامي 2014 و2017، لعب منتخب السيدات 21 بالمئة من مبارياته على ملعبه، على العشب الاصطناعي، مقابل 2 بالمئة فقط لمنتخب الرجال. سكاي نيوز