العقبة والبحر الميت

تم نشره الخميس 21st أيّار / مايو 2020 12:49 صباحاً
العقبة والبحر الميت
د. محمد حسين المومني

في ضوء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها القطاعات المختلفة خاصة قطاعي السياحة والنقل، وفي ضوء استمرار حالة السيطرة الوطنية على الوباء لحدود مقبولة ومحصورة، وفي ضوء توجه عدد من الدول التي انتشر الوباء فيها أكثر بكثير من عندنا لاستئناف الحركة السياحية مثل إيطاليا والإمارات، في ضوء كل ذلك لماذا لا يتم التفكير جديا بفتح المجال أمام السياحة الداخلية لاستئناف العمل سيما في العقبة والبحر الميت وباقي الأماكن السياحية أيضا. يبدو التفكير بذلك منطقيا ومفيدا اقتصاديا ولن يجرفنا بعيدا لنضحي بسجلنا في السيطرة على الوباء. أعتقد أن لجنة الأوبئة إذا ما فكرت بهذا الأمر ونظرت له بعين تأخذ في الاعتبار المعاناة الاقتصادية الشديدة التي يعاني منها أحد أهم قطاعاتنا الاقتصادية ستتمكن من تحديد شروط صحية تمكن قطاعاتنا السياحية من العمل وتشغيل الناس ورفد الخزينة. الحاجة لهذا التفكير وقرار بشأنه يجب أن تعتبر أولوية الآن سيما أن السياحة الداخلية ستكون واعدة جدا في ظل انعدام السفر للخارج وتوقف السياحة الخارجية أمام الأردنيين. ينفق سنويا مئات الملايين من قبل الأردنيين على السياحة الخارجية وهي متوقفة الآن فلماذا لا نستغلها داخليا ونحصد ثمار نجاحنا المحترم بالسيطرة على وباء كورونا الجرثومي.
هذه فكرة من عديد من الأفكار المطروحة التي يجب أن تحصى وتدرس. لا يعقل أن لا نفعل كل ما نستطيع لكي ننقذ الاقتصاد الذي يعاني بقسوة وشدة. يجب أن يكون الأفراد من المسؤولين الاقتصاديين أعضاء بلجنة الأوبئة يحاججون أفكارهم ويأخذون الشروط الصحية بعين الاعتبار وبما يراعي معاناة الاقتصاد. قطاع السياحة قادر بكل تأكيد على تنفيذ الشروط الصحية الضرورية لكي يعاد فتحه والاستفادة من فرصة انعدام وجود سياحة خارجية. نجحت البنوك بذلك فلماذا نفترض أن الفنادق لن تنجح أم أن لا بواكي لهم تستطيع إقناع لجنة الأوبئة بحجتهم وتصورهم للانفتاح.
بدأت القرارات تتفهم ضرورة التوازن ما بين الاقتصادي والصحي وهذا أمر محمود وإيجابي لكنه يجب أن يستمر ولا يتوقف. بعض الدول التي لم تمارس الحظر كما فعلنا نحن نجت وبائيا وأنقذت اقتصادها في آن معا. تقف السويد وألمانيا كنماذج واضحة استطاعت بالفعل السيطرة على انتشار الوباء وبذات الوقت حافظت على استمرار الاقتصاد ولم تواجه كارثة كما دول أخرى. إنقاذ الاقتصاد أيها السادة لا يقل أهمية ولا أولوية عن السيطرة على الوباء وإلا فإننا سنكون أمام وباء اقتصادي أشد خطورة وفتكا من خطر تفشي الوباء الكوروني. سيعود القطاع العام للعمل بعد العيد وهذا قرار ممتاز يحقق للناس كثيرا من الفائدة بعد أن توقفت وتعطلت مصالحهم، لذلك وبالتزامن مع ذلك لا بد من خطوات انفتاح أكثر جرأة للقطاعات الاقتصادية التي تعطي للناس الذين فقدوا عملهم بصيص أمل وبعض الرمق للعيش والإنفاق على أسرهم. الوضع الاقتصادي شديد الخطورة وهذا يحتاج لحكمة ومعالجة سريعة تنقذ ما يمكن إنقاذه من الاقتصاد.

 الغد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات