مناورة المخابرات والخطاب المفاجئ: الدقائق التي سبقت بدء محاكمة نتنياهو

المدينة نيوز :- قبل دقائق من دخول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس إلى المحكمة المركزية في القدس؛ أي قبل البدء في محاكمته، أبلغ قادة وحدة حماية الشخصيات في الشاباك حراس المحكمة بأنهم سيغيرون ترتيبات الحماية في المكان والتي تم تنسيقها معهم. رجال الشاباك عملوا خلافاً للاتفاق أيضاً لاحقاً، وسيطروا على نصف الممر في الطابق الثالث الذي توجد فيه قاعة المداولات.

ترتيبات الحماية لوصول نتنياهو حددت بجولة مشتركة قام بها في الأسبوع الماضي رجال وحدة حماية الشخصيات وحراس المحاكم. حسب الاتفاق بين الطرفين، يمكن لنتنياهو أن يصعد على درج المحكمة الرئيس والوصول إلى غرفة الانتظار في الطابق الثالث، قرب القاعة التي يجري فيها النقاش. في الطريق، حسب الخطة، كان عليه أن يمر قرب طواقم الإعلام الموجودة في الطابق الأول وحتى الثالث.

حسب مصدر مقرب من رئيس الحكومة، فعند وصول نتنياهو إلى المكان أعلن الشاباك بأنه سيصعد عبر درج جانبي. الشاباك لم يحضر رئيس الحكومة إلى غرفة الانتظار المخصصة له، بل سيطر على نصف الممر الموجود في الطابق الثالث في المحكمة وأدخل نتنياهو بدون مصادقة إلى إحدى القاعات. منع الشاباك أي حارس من حراس المحاكم من الدخول إلى المكان الذي أغلقوه في الطابق الثالث، وفي ذاك المكان تواجد رجال نتنياهو فقط.

مصدر أمني في حاشية رئيس الحكومة أوضح للصحيفة بأن الشاباك غير ترتيبات الحماية في اللحظة الأخيرة كجزء من مناورة تمويه روتينية. وحسب المصدر، يحدد رجال الشاباك وينشرون المسار الذي سيمر فيه رئيس الحكومة، لكنهم في اللحظة الأخيرة يغيرون المسار لمنع محاولة المس به. الشاباك لم يبلغ حراس المحاكم بذلك بسبب أهمية السرية في المناورة. فعلياً خطط لهذه المناورة في يوم إجراء الجولة مع حراس المحاكم الذين اعتقدوا بأنهم ينسقون المسار الذي سيمر فيه نتنياهو فعلياً. نفذت المناورة رغم أن جميع من كانوا موجودين في المحكمة أجرى لهم الشاباك فحصاً أمنياً دقيق وسمح الدخول فقط لمن حصل على مصادقة مسبقة.

بعد دخول نتنياهو إلى المنطقة المحمية، سمح الشاباك لوزراء وأعضاء كنيست من الليكود بالوصول إلى قاعة المحكمة التي كان فيها رئيس الحكومة. وفي القاعة نفسها أيضاً تم التقاط الصورة التي ظهر فيها جميعهم. هذا خلافاً لقواعد المحاكم التي تقول بأنه ممنوع التصوير في قاعات المحكمة دون تنسيق ومصادقة.

لم يعرف حراس المحاكم أيضاً أن نتنياهو ينوي إلقاء خطاب قبل بداية المداولات. ولأن الشاباك منع الحراس من الدخول إلى نصف الممر في الطابق الثالث فإنهم اكتشفوا ذلك فقط بعد أن بدأ رئيس الحكومة في الحديث. في خطابه، هاجم نتنياهو المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت وجهاز إنفاذ القانون. وقد ادعى أن التحقيقات التي ضده “تم تلويثها وحياكتها” وأن لائحة الاتهام ضده لا أساس لها و”تمت حياكتها” وأنها قدمت من أجل استبدال حكم اليمين.

أعدت إدارة المحكمة منصة قرب القاعة التي جرى فيها النقاش استعداداً لوضع يرغب فيه المتهم أو محاموه بإعطاء بيان لوسائل الإعلام. هكذا تم أيضاً في محاكمات أخرى أثارت اهتماماً صحافياً كبيراً مثل محاكمة رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت. ولكن حاشية رئيس الحكومة احضروا معهم منصة خاصة بهم ووضعوها في طرف الممر. في المقابل صادق الشاباك على أن يدخل إلى المنطقة المحمية تماماً المخرج الذي كان مسؤولاً عن تصوير الفيديو في ذاك الطابق لصالح وسائل الإعلام من أجل تصوير الخطاب.

رداً على ذلك، جاء من الشاباك: “مجمل ترتيبات حماية رئيس الحكومة نسقت واتفق عليها مسبقاً مع حراس المحاكم. الادعاء بأنه تم القيام بتغييرات في يوم المحاكمة لا أساس له، وجاء كما يبدو من قبل جهات غير مطلعة على التفاصيل”.

هارتس