تخفيض أجور العمال يفاقم الفقر والبطالة

تم نشره الإثنين 01st حزيران / يونيو 2020 12:06 صباحاً
تخفيض أجور العمال يفاقم الفقر والبطالة
خالد الزبيدي

بلاغ رئيس الوزراء استنادا الى امر الدفاع رقم 6 أجاز لاصحاب العمل تخفيض الاجور بنسب تتراوح مابين 30% الى 60 ٪ لشهري ايار وحزيران يشكل خطوة شديدة الوطأة على مئات الالاف من العمال والموظفين خصوصا وان غالبية العظمى منهم عليهم التزامات اسرية واقساط مصرفية وغير مصرفية، وتولد ضغوط معيشية واجتماعية لاتوصف، فالعمال والموظفون خصوصا في القطاعات الاكثر تضررا لم يلتحقوا بإعمالهم إلتزاما بأوامر الدفاع والالتزام بمنازلهم وحظر التجول وتوقف الاعمال في معظم المنشآت، لذلك كان الاولى البحث في اليات تمويل ميسر لهذه المنشآت اولا وإعادة التشغيل فيها كما بقية معظم دول العالم فالحماية الصحية لا تنفصل عم الحماية الاقتصادية والمعيشية للمواطنين بشكل عام.

من المتوقع ان يزيد البلاغ عدد المقترضين المعسرين غير القادرين على تسديد الاقساط المستحقة عليهم لدى البنوك وشركات صناديق التمويل، ويرجح زيادة عدد الحسابات غير المنتظمة وبالتالي تنامي القضايا المرفعة امام القضاء، اي ان البلاغ يترك شرائح المشتغلين تحت مقصلة اصحاب العمل من جهة والمقرضين من جهة اخرى، كل هذه التداعيات قد تدفعنا الى مأزق جديد خلال الاشهر المقبلة.

الحالة الاقتصادية عالميا غاية في الصعوبة جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد، الا ان حكومات غالبية الدول عمدت الى تقديم دعم مباشر للعمال والموظفين لتخفيف انعكاسات التعطل عن العمل او تقليص ساعات العمل لأشهر مضت ومن المتوقع ان تستمر وان كانت بوتيرة اقل ضراوة كما الشهور الماضية، لذلك قامت الحكومات بضخ اموال كافية بكلف متدنية بلغت حدود الصفر لحماية الشركات والمؤسسات من الانهيار، وفي نفس الوقت تمكين قوى العمل من العيش بدون معاناة شظف العيش.

الاردن يعاني قبل تفشي فيروس كورونا المستجد من بطالة مرتفعة بلغت في نهاية شهر اذار / مارس الفائت 19.3 ٪، ويقينا انه مع نهاية شهر ايار تكون النسبة قد إرتفعت بشكل دراماتيكي يصاحبها فقر مؤلم، وربما يتفاقم خلال الاشهر المتبقية من العام الحالي، لذلك لا بد من القيام بدراسات حقيقية للتنبؤ بما ستؤول اليه الاوضاع الاقتصادية الاجتماعية محليا وتحديدا البطالة والفقر.

المعضلة المستقبلية تكمن في مدى قدرة الشركات لاسيما الصغيرة والمتوسطة على العودة الى العمل وتقديم منتجاتها وخدماتها للمستهلكين، وهناك اسئلة تحتاج لاجوبة في مقدمتها هل إستطاعت الحصول على التمويل المناسب بيسر وتكلفة متدنية اولا؟

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات