المدخلات والمُخرجات في زمن كورونا

تم نشره الإثنين 01st حزيران / يونيو 2020 12:07 صباحاً
المدخلات والمُخرجات في زمن كورونا
د. محمد طالب عبيدات

حتى في زمن كورونا مفروض أن يحسب الناس منظومة متكاملة لأي مشروع ليكون إستثمارا ناجحا؛ فأنّى كان المشروع ونوعه فعناصره الرئيسة تكون المدخلات والعمليات والمخرجات، وتُعدّ المخرجات معايير أساسية لقياس النجاح ومؤشرات اﻷداء، فالمخرجات مؤشرات النجاح؛ وكل مشروع لا يمكن أن ينجح لو أداره قائد وجهبذ وخبير إلا إذا كان هنالك تشاركية وإستثمار في الموارد البشرية والمالية المتاحة.

اﻷمور تقاس بنتائجها ودليل ذلك مباريات كرة القدم الغلبة لمن يسجل اﻷهداف وليس لمن هو الأكثر إستحواذا على الكرة؛ فمؤشرات الأداء هي أساس كل شيء طالما أن التخطيط الإستراتيجي يمثّل هيكلية البناء؛ فالحياة الزوجية وإدارتها ومشروعها أساس نجاحه اﻷسرة السعيدة ومخرجاته من اﻷبناء والبنات الصالحين والمتميزين علميا وأصحاب الخلق الرفيع؛ وبالطبع الزوجة الصالحة كمدخلات هي أساس بناء الجيل كمخرجات.

ونتائج اﻹمتحانات تكون بالتحصيل وليس بكثر القراءة، مما يؤشر ﻷهمية اﻹعداد الجيد للإمتحانات واﻷخذ باﻷسباب؛ مهما كان نظام الإختبارات ووسائله وأساليبه؛ فالمهم النتيجة التي لا يمكن أن تؤول للأهداف دون أخذ بالأسباب؛ والمشاريع اﻹقتصادية وأفكارها كثيرة ومتعددة لكن قصص نجاحها محدودة والسبب أن النتائج والمخرجات ليست بالمشجعة، ولذلك فدراسة الجدوى جل مهمة؛ وبالطبع الإستثمار لا يمكن أن ينجح دون أدوات ورؤى حتى ولو كان طويل المدى؛ فالمادة ليست كل شيء.

حتى أن رب العزة يجُبّ الخطايا، ويتوب علينا بحساب خواتيم أعمالنا كمؤشر على حسن نوايانا للتوبة النصوحة؛ وهنا الأمور بالخواتيم ولهذا التوبة واجبة حتى لو كانت الأخطاء والخطايا غير مقصودة؛ وإدارة المؤسسات ونجاحها لا يقاس بتصريف اﻷعمال وروتين العمل بل بالقدرة اﻹبداعية على خلق الفرص والمشاريع الجديدة؛ ولهذا الحرب ضروس على كل مبدع ومفكّر خارج الصندوق من قبل الضعفاء والفاسدين وبدعم أصحاب المصالح الضيقة وحتى أصحاب القدرات غير النوعية.

ولا يمكن تعديل أو تطوير المخرجات دون تغيير أو تطوير المدخلات، وكما قال العالم أنشتاين من الغباء إنتظار تطوير النتائج أو المخرجات دون تعديل أو تغيير المدخلات؛ وهذا ينطبق على كل مشروع سواء صغير أو متوسط أو كبير؛ ومطلوب قياس اﻷمور بنتائجها لنكون موضوعيين وعادلين، فالنجاح بعينه أن نحقق معايير اﻷداء والتطلعات، لكن بنفس الوقت لا نتجاوز حدود أخلاقيات المهنة أو السلوك؛ فغياب منظومة القيم والأخلاقيات عند البعض باتت سمة؛ وبتنا نعيش أزمة أخلاق في منظومة مجتمع الكراهية والحقد والحسد ونكران الجميل وحتى الأنانية والنفاق والمصالح الضيقة؛ فالإطار الإخلاقي وقول الحق والإنصاف والوفاء والعدل في كل مشروع مطلوب بقوة في هذا الزمان.  

وأخيرا؛ قصص النجاح أساسها النتائج كمخرجات لتخطيط سليم، وأنّى كانت اﻷخطاء فالنتائج الطموحة تطغى عليها، ومطلوب تجويد مدخلات اﻷشياء لتحسين مخرجاتها؛ وكل ذلك سهل في ظل منظومة أخلاق نوعية حيث أزمة الأخلاق تتفاقم. 

*وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق- رئيس جامعة جدارا

 الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات