بين السيستاني وطهران.. ظل انشقاق داخل الحشد في العراق

تم نشره الجمعة 12 حزيران / يونيو 2020 04:32 مساءً
بين السيستاني وطهران.. ظل انشقاق داخل الحشد في العراق
من احد شوارع العراق

المدينة نيوز :- منذ أشهر صعدت إلى السطح بوادر انشقاقات وخلافات بين فصائل عراقية موالية للمرجع الشيعي المهم في العراق علي السيستاني وبين فصائل أخرى ضمن الحشد الشعبي موالية لإيران.

وقد ظهر هذا الانشقاق جليا خلال زيارة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي لهيئة الحشد بعد أسابيع من توليه منصبه، حين جلست إلى يمينه، شخصيات مقربة من طهران، و إلى يساره المنتسبون للسيستاني.

ولا شك أن لكلمة السيستاني وقع في العراق، فقد شُكل الحشد الشعبي عام 2014 وجذب الآلاف الذين تطوعوا لمحاربة تنظيم داعش بعد فتوى أصدرها رجل الدين العراقي.

وقد تزايدت شوكة الحشد السياسية والعسكرية منذ ذلك الحين.

إلا أنه تحت حكم أبو مهدي المهندس المؤيد لإيران بشدة، أصبح الحشد قناة لتأثير طهران، قبل أن يقتل بضربة أميركية في يناير الماضي مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

"أبو فدك"

وقد فتح مقتله الباب أمام فصائل معارضة لهذا النفوذ - خاصة تلك المرتبطة بالسيستاني - للانفصال عن قيادة الحشد الشعبي، بحسب ما أفاد تقرير مطول لوكالة أسوشييتد برس.

إذ تشكو الميليشيات من أن الجماعات الصديقة لإيران تتلقى معاملة تفضيلية.

ولعل ما فاقم هذا الانقسام أيضا، أن الرجل الذي يُنظر إليه على أنه خليفة المهندس المحتمل، عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ "أبو فدك"، واجه معارضة من الفصائل التي اعتبرته الخيار المدعوم من إيران.

أبو فدكأبو فدك

وبحسب مسؤولين عراقيين، لم يعترف رئيس الوزراء به رسمياً رغم توليه بعض المهام الإدارية.

وقالت أربع ميليشيات مرتبطة بالسيستاني مؤخرا إنها ستتلقى أوامر مباشرة من رئيس الوزراء العراقي، متجاوزة قيادة الحشد الشعبي.

في حين رأى مسؤول بارز في كتائب حزب الله أن الخطوة أضعفت قوات الحشد الشعبي وشرعيتها بين الجمهور.

فبالنسبة للعديد من العراقيين، مصداقية الحشد مستمدة من فتوى السيستاني.

وتعليقا على انقسام الحشد بين فصائل إيران والسيستاني، قالت رندا سليم، مديرة برنامج حل النزاعات بمعهد الشرق الأوسط، إن هذا يمثل "ألما رئيسيًا" للمؤسسة الشيعية بقيادة السيستاني في الخطط الإيرانية الأوسع.

عصبة الثائرين

إلى ذلك، أظهرت بعض أكثر الميليشيات الصديقة لإيران في ظل الحشد الشعبي علامات الانشقاق.

لا سيما بعد أن أعلنت جماعة جديدة، تعرف باسم عصبة الثائرين، مسؤوليتها عن هجمات ضد القوات الأميركية في مارس/آذار الماضي، ويعتقد أنها نشأت من قبل كتائب حزب الله القوية، التي اتهمتها الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات سابقة.

مستقبل غامض

وسط هذا الانقسام، يبقى هناك سؤال أكبر يلوح في الأفق حول مستقبل الحشد الشعبي. فقد كان المهندس يوجه خططًا لتحويل تلك الميليشيات المستقلة إلى قوة أكثر احترافًا.

وفي هذا السياق، قال ثلاثة من قادة الميليشيات - خلال زيارة قاموا بها مؤخراً إلى الموصل - إن هذه الخطط لم تكتمل بعد.

ففي عهد المهندس، بدأت قوات الحشد في الإشارة إلى وحداتها باللواء بدلاً من الفصائل، واتخذت خطوات نحو منح رتب عسكرية، وتعيين محاكم تأديبية.

كما أشرفت الميليشيات على إنشاء وحدات هندسية تقدم خدمات مثل أعمال الطرق.

وكان لذلك تأثير هائل على الميليشيات وأنصارها.

حتى عندما هاجم متظاهرون السفارة الأميركية في بغداد في 31 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي رداً على الضربات الأميركية على أهداف لكتائب حزب الله، كان المهندس وليس قوات الأمن العراقية هو الذي تم استدعاؤه في نهاية المطاف لسحبها، وفقًا لمسؤولين عراقيين.

وتعليقا على تلك النقطة، قال محمد موسوي، القيادي في الحشد ، "الحاج أبو مهدي جعلنا منظمة رسمية، هذا أهم شيء فعله. لقد خطط لسنوات قادمة لتدريب أكبر للمقاتلين، وإنشاء أكاديميات لتحسين الإدارة."

أمام تلك الصورة التي تظهر وكأن إيران تتقدم "أمنيا" في العراق، يؤكد خبراء بحسب "أسوشييتد برس" أن هذا الأمر "قصير الأجل."

 
 العربية 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات