بالصور: 25 عاما على مذبحة سربرنيتسا

تم نشره الأحد 12 تمّوز / يوليو 2020 12:17 صباحاً
بالصور: 25 عاما على مذبحة سربرنيتسا
أكثر من ثمانية آلاف رجل وصبي قتلوا في مذبحة سربرنيتسا

المدينة نيوز :- "كل الراغبين في الرحيل سيُنقلون، صغارا كانوا أم كبارا. لا تخافوا ... لن يؤذيَكم أحد".

في الحادي عشر من يوليو/ تموز عام 1995، استولت وحدات من صرب البوسنة على منطقة سربرنيتسا في البوسنة والهرسك.

وفي أقل من أسبوعين، قامت هذه الوحدات بتصفية ممنهجة لأكثر من ثمانية آلاف شخص من مسلمي البوسنة (البوشناق)، في أبشع جرائم قتل جماعية على التراب الأوروبي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

قبل المذبحة، أخبر قائد الوحدات الصربية راتكو ملاديتش المدنيين المذعورين بألا يخافوا، ثم شرعت قواته في مذبحة لم تتوقف لعشرة أيام.

وهناك على مقربة من المشهد، كانت تقف قواتٌ لحفظ السلام خفيفة التسليح تابعة للأمم المتحدة، ولم تحرّك ساكنا.

وفي وقت لاحق، قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان إن "مأساة سربرنيتسا ستظل إلى الأبد وصمة في تاريخ الأمم المتحدة".

وكانت مذبحة سربرنيتسا جزءا من عملية تطهير عرقي استهدفت المسلمين على أيدي قوات صربية أثناء الحرب البوسنية، وهي إحدى الحروب العديدة التي اندلعت في حقبة التسعينيات مع تفتت يوغوسلافيا.

جمهورية البوسنة والهرسك الاشتراكية -كما كانت تُعرف ضمن الاتحاد اليوغوسلافي - كانت تضم خليطا من الأعراق بينهم مسلمو البوشناق، وأرثوذكس صِرب، وكاثوليك كُروات.

وأعلنت البوسنة والهرسك استقلالها في عام 1992 عقب إجراء استفتاء، قبل أن تحظى باعتراف الولايات المتحدة وعدد من الحكومات الأوروبية. لكن صرب البوسنة قاطعوا الاستفتاء. ولم يمض وقت طويل حتى نفذت قوات تابعة لصرب البوسنة - مدعومة من الحكومة الصربية - هجوما على الدولة الوليدة.

وشرع المهاجمون في إزالة مسلمي البوشناق من المنطقة في محاولة لإقامة "صربيا الكبرى" - في سياسةٍ عُرفت بالتطهير العِرقي.

واعتنق البوشناق الإسلام إبان الحكم العثماني لبلادهم في العصور الوسطى.

جنود أمام مركبة عسكريةمصدر الصورةGETTY IMAGESImage captionراتكو ملاديتش (وسط) قاد وحدات صرب البوسنة التي ارتكبت مجزرة سربرنيتساجنود يشرفون على عربات تابعة للأمم المتحدة وعلى متنها نسوة وفتيات وأطفالمصدر الصورةGETTY IMAGESImage captionإجلاء لاجئات مسلمات بإشراف الأمم المتحدة

استولت قوات صرب البوسنة على منطقة سربرنيتسا في عام 1992، لكن الجيش البوسني سرعان ما استردها. غير أن صرب البوسنة فرضوا حصارا تخللته اشتباكات بين الجانبين.

وفي أبريل/ نيسان من عام 1993، أعلنت الأمم المتحدة سربرنيتسا "منطقة آمنة ... خالية من أي هجمات مسلحة أو أي أعمال عدائية".

لكن الحصار ظل قائما، وتضاءلت المؤن التي تصل إلى المدنيين وأيضا إلى عناصر قوة حفظِ سلامٍ هولندية محدودة تابعة للأمم المتحدة. وكان مسلمو البوشناق في المنطقة المحاصَرة قد بدأوا يموتون جوعا.

جندي تابع للأمم المتحدةمصدر الصورةGETTY IMAGESImage captionالأمم المتحدة أرسلت جنودا هولنديين لحفظ السلام في المنطقة الآمنةطفل جريح في فراشهمصدر الصورةGETTY IMAGESImage captionأثناء الحصار تعرض مدنيون لإصابات وللموت جوعا

وفي السادس من يوليو/ تموز من عام 1995، نفذت قوات تابعة لصرب البوسنة هجوما عنيفا على سربرنيتسا. واستسلمت القوات التابعة للأمم المتحدة أو تقهقرت، ولم يُجدِ الاستنجاد بطائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفعًا في وقف زحف القوات المعتدية.

وسقطت سربرنيتسا في غضون خمسة أيام، ليخطو الجنرال ملاديتش في شوارع المدينة مزهوا بانتصاره رِفْقة جنرالات آخرين.

عندها لجأ نحو 20 ألف شخص إلى قاعدة الأمم المتحدة حيث يوجد الجنود الهولنديون.

وبدأت أعمال التصفية في اليوم التالي. ومع صعود اللاجئين المسلمين إلى حافلات الإجلاء، قامت قوات تابعة لصرب البوسنة بعزل الرجال والصبية عن غيرهم ثم ساقوهم بعيدا، حيث أُطلق عليهم الرصاص.

وأُعدم الآلاف ودُفعت جثثهم إلى قبور جماعية باستخدام جرافات. وترجح تقارير أن البعض دُفن حيًا، بينما أُجبر آباء على مشاهدة أبنائهم وهم يُقتلون.

مقبرة جماعيةمصدر الصورةGETTY IMAGESImage captionقوات صرب البوسنة عزلت الرجال والصبية تمهيدا لإعدامهم

أما النساء والفتيات فقد أُخرجن من الصفوف ليُغتصبن. ويقول شهود إن الجثث كانت متناثرة في الشوارع.

ولم يحرك الجنود الهولنديون ساكنا إزاء ما يشهدون من عدوان صربي، بل لقد سلّموا نحو خمسة آلاف مسلم التجأوا إلى قاعدتهم للاحتماء. وكشف تحقيق في محكمة تابعة للأمم المتحدة في لاهاي أن تخطيطا مكثفا جرى استعدادا للمذبحة.

وجاء في منطوقِ حكمٍ صدر بحقِّ أحد قادة صرب البوسنة: "جرتْ جهود منسقة لتصفية كل المسلمين القادرين على القتال". وكان يتم البحث بشكل ممنهج عن الذكور في الحافلات التي كانت تقل النساء والأطفال. وحتى بعض الأطفال وكبار السن من غير القادرين على حمل السلاح تمت تصفيتهم.

أشخاص يكشفون عن مقابر جماعيةمصدر الصورةGETTY IMAGESImage captionمقابر جديدة وضحايا جدد لا يزال يتم الكشف عنهمامرأة تقبّل شاهد مقبرةمصدر الصورةGETTY IMAGESImage captionإحدى الناجيات من مذبحة سربرنيتسا تقبّل شاهد قبر ابنها

ولا تزال أصداء هذه المذبحة تتردد حتى يومنا هذا. ولا يزال يُكشف عن جثث الضحايا بعد 25 عاما من الجريمة.

وفي عام 2002، نُشر تقرير يُنحي باللائمة على الحكومة الهولندية ومسؤولين من الجيش في الفشل في منع المذبحة. وبناء عليه استقالت الحكومة بالكامل.

وفي عام 2019، أصدرت المحكمة العليا في هولندا حكما قالت فيه إن هولندا مسؤولة بشكل جزئي عن مقتل 350 شخصا في مذبحة سربرنيتسا.

وفي عام 2017، أدانت محكمة تابعة للأمم المتحدة في لاهاي الجنرال ملاديتش بارتكاب إبادة جماعية وجرائم أخرى.

وظل ملاديتش مختبئا بعد نهاية الحرب في عام 1995 ولم يُعثر عليه إلا في عام 2011 في منزل أحد أقاربه شمالي صربيا.

وقدمت صربيا اعتذارا عن الجريمة لكنها لا تزال ترفض تسميتها عملية إبادة جماعية.

بي بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات