متى تعود لشوارعنا مصلحة نقل الركاب

تم نشره الأحد 19 تمّوز / يوليو 2020 12:18 صباحاً
متى تعود لشوارعنا مصلحة نقل الركاب
اسعد عبدالله عبدعلي

ذاكرة ايام الحصار ممتلئة بالأحزان والصور المتعبة, كانت ايام هي الاصعب التي مر بها الشعب العراقي, عندما أعود بالذاكرة لعام 1996 حيث كنا نعمل مع العم أبو رياض في سوق بغداد الجديدة, أنا وحسن وحيدر وناجي, وكانت وسيلة التنقل لأغلب الناس هي باص المصلحة, ذات اللون الأحمر, التي تنقل الناس بأجور رمزية, كانت العون الكبير لنا ولفئة واسعة, وكانت خطوط مصلحة نقل الركاب تصل للإطراف, فمازلت أتذكر باص المصلحة ذات الرقم 117 تنقلنا من بغداد الجديدة الى منطقة المعامل, وهي تعمل بخطوط متناوبة ومن الصباح والى المساء, مما أعان الطلاب والموظفين والكسبة والعمال.

بعد زوال الطاغية حلمنا كثيرا بحياة افضل, وان تكون هناك خطوط نقل بتوقيتات ثابتة وبأجور رمزية, لتنقذ الناس من جحيم أجور النقل, التي تشكل عبئ كبير على الفئة محدودة الدخل, واحيانا كنا نتمادى بالحلم فنحلم بخطوط مترو تصل بنا الى كل مكان في العراق وبأجور رمزية, لكن مع تقادم سنوات عهد الديمقراطية, تبخرت الأحلام وتحولت لكوابيس, فحتى حافلات نقل الركاب التي كانت متوفرة في عهد الطاغية, تم الغاء خطوطها التي تتجه للمناطق الفقيرة, كسياسة حكومية محكمة لسحق الفقراء والبسطاء.

• مناطق اطراف بغداد والحاجة للمصلحة

تعتبر المناطق من حي ألعبيدي وحي البتول وحي النصر والرشاد والعماري وصولا للمعامل, من الإحياء الفقيرة وذات الكثافة السكانية, وكان أهلها ينتظرون الفرج بزوال صدام وحكمه وان تنصفهم الحكومات الجديدة, لكن مع الأسف تبخرت الأحلام, ولم تحقق هذا الحكومات المتعاقبة شي مهم, بسبب الإهمال والفساد, فقط تهتم الطبقة الحاكمة بأصوات هذه الإحياء, فتكثر زياراتها في موسم الانتخابات للضحك على الناس, وبعدها يختفون الى الانتخابات اللاحقة.

من أهم ما يعاني منه الناس أجور النقل الأهلي المرتفعة, لذا كان على الحكومة توفير حافلات نقل الركاب لهذه المناطق المعدومة, بدل من توفيرها في المنصور والكرخ واليرموك والخضراء, تلك المناطق التي تسكنها ذات الأغلبية المترفة, فهل من العدل توفير الخدمات للمناطق الأغنياء! وإهمال الخدمات عن المناطق المحتاجة, انه تكبر ونفاق, بل هو تسافل ما بعده تسافل, وهي عودة لنهج صدام اللعين.

• العمال يحتاجون خطوط نقل بأجور رمزية

من مناطق الإطراف ينطلق ألاف العمال يوميا نحو أعمالهم, وهم يتحصلون على أجور يومية بالكاد تجعلهم مستمرين بالعيش, وكان في زمن الطغاة تواجد خطوط نقل "مصلحة نقل الركاب" من الباب الشرقي الى بغداد الجديدة, وخط أخر من بغداد الجديدة الى المعامل, أي يصبح ذهابهم وإيابهم بأجور رمزية تمكنهم بتوفير بعض أجور عملهم اليومي, لكن هذه الخطوط اختفت في زمن العهر السياسي, مع أننا كنا نطمح بشكل خدمات اكبر, لكن حتى القليل الذي كان متوفر في عهد الطاغية تبخر أيضا في عهد الديمقراطية.

لا اعلم هل أن الحكم بكل أنواعه الدكتاتوري والديمقراطي متفق على سحق الفقراء, أم هو جهل بطرق الحكم, وهذا يحدث عندما يصل الصعاليك وأبناء الزنا لكرسي الحكم, فيفعلون كل قبيح, ويعمدون للضغط المستمر على الطبقة محدودة الدخل والفقراء, حيث يعاملونهم كعبيد ليس الا.

• اخيراً

ننتظر من الحكومة الحالية ان تلتفت الى هذا الامر, وتساعد في رفع الضغط عن محدودي الدخل والكسبة والفقراء.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات