فيديو مزرعة جرش

تم نشره الأحد 19 تمّوز / يوليو 2020 01:04 صباحاً
فيديو مزرعة جرش
د.فطين البداد

اثار فيديو انتشر في الاردن عن حفل ماجن باحدى مزارع جرش حفيظة الرأي العام وغضبه واشمئزازه من مشاهد الحفل وما تخلله من تصرفات منفلتة ، ما استدعى الامن العام لاصدارتصريح بالقبض على منظميه الثلاثة وملاحقة بعض من ظهروا في التسجيل المسرب .

بداية ، فإني لا اعتقد بان تنظيم حفل في مزرعة او اي مكان امر يستدعي الضجة إذا كان الحفل مرخصا وطبيعيا ويراعي الاصول والاعراف ، فالحفلات والتعارف قضايا مطلوبة للتبادل المعرفي والثقافي ناهيك عن الاجتماعي .

أما ان يقام حفل ماجن مختلط لشباب وفتيات شبه عراة ويجري فيه كل ما جرى من انتهاك للدين وللقيم والاخلاق والاعراف و" الحياء " وبأجساد عارية الا من ورقة التوت ، وما تخلله من مشاهد خادشة في تحد سافر لملايين الاردنيين المحافظين ، فإن الضرب على ايدي هؤلاء يعتبر امرا مطلوبا حيث لا مكان للحرية الشخصية هنا ومخطئ من يعتقد بأن هذا تعد على هؤلاء التي تنتهي حريتهم عندما تبدأ حريات الآخرين .

نحن لسنا بلدا فاقدا للقيم وللموروث الذي لا يعجب قلة من دعاة الانفلات ممن يريدون القفز على كل الثوابت الاخلاقية والفطرة الانسانية والذهاب الى عالم البهائم بدعاوى الحرية والحقوق وغيرها ، ويذكرنا هذا الحفل بحفل " قلق " الذي اقيم قبل سنتين واحدث نفس الضجة ، وكأنا كل حين على موعد مع هؤلاء ، منوهين بأن الذي يتم تسريبه لا يقاس بما يجري في الخفاء سواء في المزارع أو حتى البيوت والاماكن المختلفة بعيدا عن الاعين ، وما نقول عن هذا الحفل هو نفس ما نقوله عن تلك الحفلات الماجنة غير المسربة ولكن من ستر نفسه فلا تثريب عليه وامره الى ربه .

وبينما يمنع الاردنيون من الخروج بعد الثانية عشرة ليلا تطبيقا لحظر من قبل خلية الازمة الخاصة بكورونا ، يقيم هؤلاء حفلا مختلطا يشارك فيه العشرات ، متناسين بأنه تم قبل ايام الحجر على عمارتين في عمان الشرقية بسبب الاصابة .

الى اين يريد اشباه هؤلاء وانصارهم أن يأخذونا ؟؟

لما بدأنا نتأمل في جائحة كورونا ، ونخلص الى فرص العمل التي خسرها آلاف الاردنيين في الداخل والخارج ، يطل علينا ابناء وبنات " بعض " الذوات الاقتصادية في البلد من حيتان المال والاعمال ومقلديهم بمشاهد لابنائهم وبناتهم في حفل غير محترم يندى له الجبين ، مما يعيد القاء الضوء على الفرق الشاسع بين ابناء الحيتان وابناء الحراثين ، وكيف أن الطبقية عادت لتضرب بجذورها من جديد ، بعد أن تم القضاء على الطبقة الوسطى في اغلب دول العالم بسبب الاوضاع الاقتصادية التي خلفتها آثار الجائحة ، وسواها .

ويعلق أحدهم : أفكلما ظهر تسريب فيديو عن بعض الماجنين والماجنات تقام الدنيا وتقعد ؟؟

بالتأكيد ، يجب ان تقوم وتقعد ، لأن المعاصي غير المستورة والمجاهر بها تستوجب العقاب ، ألم يقل الله تعالى : " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الاسراء ،

حمى الله الاردن .

د.فطين البداد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات