المرأة الأردنية.. هذه قضيتي!

تم نشره الإثنين 27 تمّوز / يوليو 2020 12:46 صباحاً
المرأة الأردنية.. هذه قضيتي!
فارس الحباشنة

ثمة فارق بين النضال النسوي وثقافة التفاهة والابتذال، ومن يتصدرون المشهد العام بما يدعون انهم يعملون في مجال النشاط الحقوقي والمدني والجندري .

الكل تساءل لماذا غضب الاردنيون من اعتصام نسوي امام مجلس النواب ؟ وسألوا ايضا من اولئك حاملو رايات الحقوق والدفاع عن قضايا المرأة الاردنية، ويوزعون اتهامات ضد المجتمع والافراد .

المشهد ذاته يتكرر ويعاد انتاجه حتى في السياسة . حينما يذهب وحزب وجماعة وفئة سياسية للحديث باسم المجتمع والدولة، ولاختطاف المشهد العام وتجييره باسمهم وتحت شعارهم، متحصنين بعقائد الاحادية والايدولوجية التنظيمية .

طبعا، الخاسر هي المرأة الاردنية . والاخيرة ازمتها في الاردن ليست حشمة ولا لباسا، ونقابا، وتسلطا ذكوريا وغيرها . ازمة المرأة الاردنية كما الرجل، ازمة حق وعدل وحرية ومساواة وليس من منظور جندري انما سياسي واجتماعي وطبقي وجهوي .

عندما اغلقت القنوات والفعالية السياسية في المجال العام الاردني . وتصدرت التفاهة المشهد العام، واحتكم الناس الى سياسة الامر الواقع، بقدر ما تنتج وتفرض من سذاجة وسخافة، فلا تتفاجأ باي مشهد عام رديء وهابط.

العنف الاسري ليس طارئا، وموجود منذ الازل . ومن الطبيعي ان ينتج المجتمع عنفا اسريا . ولكن الشاذ والحرام والسخيف ان يفكر في العنف في طريقة «جماعة سيداوا» .

وما يساق من افكار واراء في قضية المرأة الاردنية، والتغني على لحن تعديل تشريعات المرأة والعائلة، والتشريعات الاجتماعية ، والافراط في فكفكة وقصقصة اوراق دفتر العائلة، والاواصر الاسرية التقليدية، وجلب انواع واشكال من الحقوق الغريبة والطارئة على المجتمع الاردني .

يعني يهاجمون الدولة والمجتمع باسم حق وحرية المرأة . ومن تنادي لا للسلطة الابوية . ولو انها تتقي هي الله في المرأة الاردنية، وهي شريكة في نحر المرأة واغتيال وسلب حقها .

وكلهم، على مفترق النقيض الايدولوجي، لا يمثلن المرأة الاردنية . المدرسة والطبيبة والمهندسة وربة البيت، والعاملة . من السذاجة طرح البديل العام بهذه الطريقة والافكار، ولو ان تلك الافكار والمطالب بتعديل القوانين تصلح، فلماذا لا تحل مشكلة المراة في المجتمعات الاوروبية والغربية . فامريكا من اكثر المجتمعات في العالم المنتجة لعنف نسوي، وعنف مضاد للمرأة .

نعم المجتمع الاردني ليس مثاليا، والاردنيون ليسوا ملائكة على الارض . ولكن البديل ليست هذه السماجة والتفاهة . قاسم امين رائد حركة تحرير المرأة المصرية والعربية اول ما عاد من باريس، وانطلق في مشروع تحرير المرأة من الارياف والصعيد المصري، وطبقة العمال.

دون شك هناك تقصير سياسي وثقافي وفكري في طرح قضية المرأة الاردنية والعربية . النخبة المنشغلة في قضايا المرأة طبقية ومستغربة، والافكار المطروحة مستوردة من الغرب، وتعمل على تسليع المرأة بشكل مبتذل وبشع . وكان قضية المرأة فقط حرية جنسية وحرية ملابس، وقضايا الوزن والنحافة ، وقتل للأب .

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات