تعقيدات المشهد الأفغاني بعد بن لادن

المدينة نيوز- تفاوتت التقديرات في أفغانستان بشأن أثر مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على الواقع الأفغاني بمختلف أبعاده، فبينما توقع بعض الساسة والمحللين أثرا هامشيا ومحدودا لا يكاد يذكر، أكد آخرون أنه قد يشكل نقطة تحول في الإستراتيجيات العسكرية والسياسية الداخلية والإقليمية.
فعلى صعيد الحكومة الأفغانية توقع أحمد ضياء مسعود النائب السابق للرئيس الأفغاني استمرار ضعف الحكومة الأفغانية الحالية، قائلا إن تاريخ أفغانستان مليء بالحروب، وضعف الحكومة الحالية سيتواصل لأسباب لا علاقة لها بأسامة بن لادن.
أما رئيس المخابرات الأفغانية السابق أمر الله صالح فذهب إلى تحذير الرئيس حامد كرزي من مغبة التقارب مع حركة طالبان تحت ذريعة المصالحة الوطنية، أو المساس بالدستور الأفغاني، في إشارة إلى ربط طالبان للمصالحة بتغيير الدستور وخروج القوات الأجنبية.
واستبعد المحلل السياسي وحيد مجده أن تتراجع حركة طالبان عن هذين الشرطين مع تأكيداتها المتكررة أنها ستقاتل حتى النهاية لتحقيقهما.
ويرى بعض المحللين السياسيين أن توقيت تصعيد المحسوبين على تحالف الشمال السابق، ورفضهم للمصالحة مع طالبان، قد يعني الخشية من تغيير قادم في الإستراتيجية الأميركية يصاحبه تغيير في الحلفاء الداخليين، خاصة إذا ما قرن ذلك بحملة واسعة يشنها هؤلاء على باكستان للحيلولة دون تقارب محتمل بين البلدين يكون عنوانه تدجين طالبان، حيث تذكر أحمد ضياء مسعود اليوم أن المخابرات العسكرية الباكستانية هي المسؤولة عن مقتل شقيقه أحمد شاه مسعود بعد أن كان الاتهام موجها للقاعدة وأسامة بن لادن.
وهذا يأتي في نظر البعض محاولة لركوب الموجة وقطع الطريق على أي تفاهم بين الحكومتين الأفغانية والباكستانية، بعد زيارة رئيس الوزراء الباكستاني لكابل منتصف الشهر الماضي، والإعلان عن التوصل إلى تفاهمات هامة قد لا تروق للتحالف الشمالي سابقا. ( الجزيرة )