مخازن موت.. أصوات تتعالى لإبعاد سلاح الميليشيات بالعراق

تم نشره الأربعاء 12 آب / أغسطس 2020 07:55 صباحاً
مخازن موت.. أصوات تتعالى لإبعاد سلاح الميليشيات بالعراق
من ميليشيا حزب الله في العراق

المدينة نيوز:- سلطت فاجعة انفجار مرفأ بيروت، الضوء مجددا على مخازن الأسلحة والعتاد التابعة للميليشيات الموالية لايران والمنتشرة داخل المناطق السكنية في العاصمة بغداد وبعض المدن العراقية الأخرى، خصوصا في مناطق جرف الصخر، وتكريت، والموصل والتي يعتبرها العراقييون مخازن موت وقنابل موقوتة.

فالخوف أضحى يعتلي قلوب العراقيين من وقوع مأساة مشتبهة لما حدث في بيروت الأسبوع الماضي، في ظل عدم اكتراث الجماعات المسلحة لحياة المدنيين باتخاذها المناطق المأهولة بالسكان منطلقا لأنشطتها ومخازن لأسلحتها التي تمولها بها إيران بطريق مباشرة.

وخلال الأيام الماضية، علت أصوات طالبت بضرورة إبعاد مخازن السلاح عن بيوت المدنيين وحمايتهم من مخازن المزت التي تحيط بهم ، بحسب "العربية" .

واستمعت الحكومة العراقية لهذه الأصوات، ووجهت الأسبوع الماضي على لسان مسؤول رفيع بهيئة المنافذ الحدودية، بجرد كل الحاويات التي تحوي مواد عالية الخطورة، أو ذات طبيعة كيميائية، وغيرها من القابل للتفجير في جكيع القطعات سواء كانت بحرية، أم برية، أم جوية، وكذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها تلافياً لأي حادث مشابه لما وقع في مرفأ بيروت.

#أبعدوا_السلاح!
بدورهم، أطلق ناشطون عراقيون عدة هاشتاغات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً تويتر طالبوا فيها بأبعاد سلاح الميليشيات من داخل المدن، وأبرزها سلاح ميليشيا حزب الله العراقية، وقد تفاعل الشارع العراقي مع هذه الدعوات، وكان بينها
(#إبعاد_العتاد_عن_المدن)، و(#إخلاء_المدن_من_مخازن_السلاح)، للضغط على السلطات من أجل التحرك السريع قبل وقوع كارثة، على حد تعبيرهم.

"كي لا تتكرر مأساة لبنان"
وتعليقا على تلك المسألة، طالبت عضو مجلس محافظة ديالى نجاة الطائي، عبر حديثها مع "العربية نت"، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، باتخاذ خطوة مهمة وسريعة تحمي حياة المواطن العراقي وعائلته وممتلكاته، مؤكدة أن هذه الخطوة تعتمد على قرار سريع وشجاع يحمل في طياته إبعاد كل أنواع الأسلحة المخزنة بالقرب من المناطق السكنية كي لاتتكرر مأساة لبنان، بحسب تعبيرها.

من جانبه، أوضح المحلل الاستراتيجي والخبير في شؤون الجماعات المسلحة رعد هاشم، لـ"العربية نت"، أن دعوات إفراغ المدن من أسلحة الميليشيات الموالية لإيران واقعية، وذلك وفقاً لحوادث كثيرة وقعت في الماضي من تماس، وانفجارات، خصوصاً في بغداد.
وأضاف أن انفجار بيروت أعاد للأذهان تلك الحوادث، وحذّر من مغبّة تكرارها، وأحيا مخاوف وقوعها.

كما تابع أن هذه الدعوات كشفت للعراقيين وللمجتمع الدولي وحتى للحكومات السابقة والحالية مدى خطورة تخزين أسلحة وصواريخ داخل المدن، خصوصاً لو كان حالها كحال سلاح الميليشيات في البلاد التي تخزّن دون علم الجيش العراقي، وبمعزل عن عتاده، وفي ظل غياب التنسيق مع القوات الأمنية.

وأشار إلى أن سلاح ميليشيا حزب الله خصوصاً، بما يتضمنه من صواريخ إيرانية بعيدة المدى، قد جعل مدينة جرف الصخر المخزّن فيها بؤرة موبوءة، فإيران تسعى جاهدة لجعل الحرب ساحة معركة لها مع أميركا، كشافاً أيضاً أن مدينة آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال شرق بغداد أصبحت مخزناً لحفظ الأسلحة الإيرانية، وكانت شهدت حوادث انفجارات عديدة في الماضي.

"موزّعة تبعاً لمناطق النفوذ"
كما قال إن أماكن تخزين الأسلحة في بغداد مقسمة بحسب مناطق النفوذ، ووفقاً لتأثير الميليشيات فيها، حيث تحفظ ميليشيا حزب الله عتادها في مناطق جنوب بغداد، خصوصا مناطق الدورة، وتخزّن ميليشيات ما تعرف باسم "سرايا الخرساني"، في الجادرية.

وفي منطقة مدينة الصدر، تمتلك سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر مخازن أسلحة هناك، وكانت شهد قبل فترة انفجار أحد المخازن أدى لوقوع ضحايا بين المدنيين.

أما مناطق شرق بغداد، وخصوصا المشتل، والزعفرانية، والبلديات فهي مناطق نفوذ ومخازن أسلحة تابعة لميليشيات العصائب التابعة لقيس الخزعلي، وفي كل منطقة من هذه المناطق توجد مخازن لعتاد غير حكومي وسط السكان مخزن بظروف غير مناسبة ويمكن له أن ينفجر بأي لحظة.

من جانب آخر، أوضح علي عزيز أمين عضو اللجنة المنظمة لثورة تشرين، لـ"العربية نت"، أن على الكاظمي حل هذه التجاوزات في أقرب وقت، ووضع حد لتجاوزات الميليشيات.

كما أكد أن الخطوة الأولى الصحيحة تأتي بإغلاق كافة مستودعات أسلحة الميليشيا المنتشرة داخل المدن و بين الناس، و مصادرتها لاسيما أنها مليئة بالأسلحة المتوسطة، و كذلك الثقيلة.

وشرح أن هذه الخطوة ستكون أول خطوة لإعادة هيبة الدولة العراقية، وبناء المؤسسات العسكرية، والأجهزة الأمنية.

من جانبه، قال الناشط السياسي زيدون عماد لـ"العربية نت، إن هناك دعوات كثيرة وحملات نظمها ناشطون وإعلاميون تدعو لإفراغ المدن من سلاح المليشيات.

وأعطى مثالاُ عن خطورة الموقف أن ذكر حادثة وقعت قبل فترة حين انفجر في بيت في مدينة الصدر مخزن سلاح راح ضحيته 40 شخصاً، وكذلك الانفجار الذي وقع في معسكر الصقر حين طارت صواريخ كانت مخزنة في ظروف غير سليمة، وتساقطت على البيوت القريبة من مكان المعسكر التابع للمليشيات وخصوصاً منطقة الدورة جنوب بغداد وخلّف أيضاع عدد من الضحايا.

كما ذكّر بأن أهم وأبرز مطلب من مطالب المحتجين للكاظمي عند استلامه، كان حصر السلاح بيد الدولة، فقد خلّف سلاح الميليشيات خسائر بشرية فادحة وصلت مئات الضحايا.

وأكد قائلا إن الصراع اليوم هو بين الدولة مع اللادولة، حيث تمثل المليشيات والسلاح المنفلت خطراً حقيقياً على حرية المواطن بشكل عام، وعلى حرية التعبير المضادة لإيران بشكل خاص لخطورة قمعها بقوة السلاح.

وأضاف أن أي صوت يعلو منادياً بخطر الميليشيات الإيرانية مهدد بالكتمان إلى الأبد، مذكّراً بمقتل الخبير الأمني هشام الهاشمي.

يشار إلى أنه ومنذ الأسبوع الماضي وبعد وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت بسب شحنة نترات أمونيوم كانت مخزنة بطريقة غير مناسبة، ما أوقع مجزرة راح ضحيتها أكثر من 165 شخصاً، وغير معالم العاصمة اللبنانية بدمار لم تشهده إلى أيام الحرب الأهلية، حيث شبهها البعض بهيروشيما جديدة، تعالت الأصوات في العراق محذرة من وقوع ماشابه لبيروت بسبب سلاح الميليشيات الموالية لإيران والمتوزّع على المناطق العراقية كافة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات