حمى الانتخابات تتصاعد

تم نشره الخميس 13 آب / أغسطس 2020 12:33 صباحاً
حمى الانتخابات تتصاعد
د. محمد حسين المومني

تتصاعد حمى الأجواء الانتخابية بعد أن صدرت الإرادة الملكية بإجراء الانتخابات، وتحديد الهيئة المستقلة للانتخاب الثلاثاء العاشر من تشرين الثاني القادم موعدا للاقتراع. مرشحون يعلنون خوضهم للانتخابات، آخرون يستمزجون، قيادات سياسية ومجتمعية منغمسة في تشكيل قوائم انتخابية، احزاب تنظم نفسها لخوض غمار الانتخابات… كلها تحركات سخنت المشهد الانتخابي، وبدأ المجتمع الأردني يتداول في قضايا سياسية من قبيل دور المجلس النيابي واهميته، ومن هو المرشح الأفضل، وما شكل المجلس القادم ودوره، وغيرها من الاسئلة السياسية والخدمية التي تفرض نفسها على المشهد الوطني.
تتميز هذه الانتخابات عن غيرها بأمرين: الأول، انها ثاني انتخابات تجري بالاستناد لنفس القانون بعد عديد من الانتخابات السابقة التي كانت في كل مرة تجري على أساس قانون انتخابي جديد، وثانيا، انها تجري في ظل ظرف وبائي استثنائي فرض نفسه على شكل واسلوب عمل الحملات الانتخابية فلا مهرجانات تزيد على عشرين شخصا ولا تقديم للاطعمة او الحلويات وهو ما يعد من التقاليد الاساسية للمقار الانتخابية. سيكون لافتا ان نرى كيف تتأقلم الاحزاب والمرشحون في ثاني انتخابات على اساس نفس القانون، والمعلومات تشير ان الحزب الأقوى تنظيما – حزب جبهة العمل الاسلامي – يسعى لتوسيع حضوره في البرلمان بعد ان تعلم من تجربته في الانتخابات الماضية. وسيكون مهما ان نلحظ ونراقب كيف سيتأقلم المرشحون مع إملاءات الوضع الوبائي، وهل سيكثفون حضورهم الميداني للتواصل المباشر، ام انهم سيطورون من حضورهم الرقمي والتواصل عبر الإنترنت.
إجراء الانتخابات فيه خير للدولة والمجتمع، ورسالة سياسية مهمة عن الأردن وقيمه وإيمانه بالإصلاح والتطور ومأسسة آليات الرقابة والتشريع بالمجتمع. غير صحيح على الاطلاق ان المجالس النيابية عديمة الجدوى وعبء على المجتمع، ولا يجوز التعميم والنيل من أحد أهم أركان نظامنا السياسي الممثل للديمقراطية البرلمانية. الحق القول ان البرلمان مؤسسة مهمة جدا لجهة عملها التشريعي والرقابي، ومهما كانت شعبية البرلمان منخفضة كما في كل دول العالم يبقى وجوده افضل بأميال من عدم وجوده، ويكفي القول ان لا حكومة لا تخاف وتحسب ألف حساب للبرلمان والجلوس تحت القبة مدافعة عن تشريعاتها وقرارتها. من هذا المنطلق، يجب بالفعل انتخاب الاصلح من قبل جمهور الناخبين، والاصلح لا يعني الاعلى صوتا ولا الأكثر نقدا، بل من يمتلك القدرة على القيام بالعمل الرقابي والتشريعي ويمتلك مقومات الاستقامة والنزاهة.
الكرة في ملعب الناخبين أفرادا ومؤسسات مجتمع مدني، في التمحيص بالمرشحين وسؤالهم عن برامجهم واهدافهم من خوض الانتخابات، ومساءلتهم عن سجل نزاهتهم وانحيازهم. الناخب الأردني بالعموم لا يرحم المرشحين، ولهذا فنسبة التغيير بالنواب تصل الى 70 % في دلالة على عدوم التجديد لغالبية اعضاء المجلس ومعاقبتهم على ادائهم، ولهذا فالاشهر الثلاثة القادمة ستكون حافلة بالأحداث السياسية والانتخابية المثيرة. المهم بالنهاية ان نبقي مصلحة بلدنا ومجتمعنا نصب اعيننا اثناء انتخابنا وان لا ننساق لخطابات وسلوكيات شعبوية غير بريئة.

 الغد 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات