ارتفاع تعثر صغار المقترضين

تم نشره الأربعاء 26 آب / أغسطس 2020 01:00 صباحاً
ارتفاع تعثر صغار المقترضين
خالد الزبيدي

تتفاقم ظاهرة المتعثرين وتدني قدرتهم على السداد لبنوك وشركات التمويل، فالسبب الرئيسي لذلك زيادة اعداد المتعطلين عن العمل وتباطؤ الاعمال والمشاريع الصغيرة التي كانت تدر عليهم اموالا للانفاق على معيشتهم من جهة وتسديد الاقساط المستحقة من جهة اخرى، هذه الحالة هي اشبه بالجمر تحت الرماد، فشركات التمويل تواصل جهودها لتحصيل الاقساط بكل الطرق مقابل مقترضين لا يجدون ما يكفي لدفع الاقساط او / وجزء منها، النتيجة ابلاغات قضائية وتراكم الفوائد على الاقساط والفوائد، وهذه الحالة ككرة ثلج يتضخم حجمها وتتزايد سرعتها، فأمر الدفاع بذلك يحول دون توقيف المدينين، الا ان هذه المشاكل تحتاج الى دراسة ووضع حلول لها قبل ان تقع الفأس في الراس.

بألم نتذكر ظاهرة الغارمات التي قضت مضاجع كثيرا من المواطنين والمواطنات واودعت الالاف منهم السجون لقاء بضعة مئات و/ او الاف الدنانير، وبجهد وطني عام تم تخفيف الظاهرة، واعتقد جازما اننا سنواجه ظاهرة قد تكون اشد قسوة في حال العودة الى الحياة الطبيعية، خصوصا وان هناك نسبة لايستهان بها من المواطنين بالكاد يتدبرون نفقاتهم الضرورية، حيث ادى الحجر الكلي والجزئي لتعطل قطاعات كثيرة عن العمل وبعضها لازال معطلا.

خريجو الجامعات والكليات ومن لم يحالفه الحظ في الثانوية سيرفعون زيادة المتعطلين عن العمل، وسنجد اسرا اردنية كثيرة تعاني من قروض متراكمة وتعطل ابنائهم عن العمل، خصوصا وان استمرار هذا الحال ينذر بعواقب وخيمة اقلها اضعاف النسيج الاجتماعي، وتعميق الركود الذي ربما بلغ القاع.

استمرار شركات ومؤسسات التمويل التي تفرض اسعار فائدة مرتفعة على صغار المقترضين، ووضع فائدة وغرامات جديدة على القروض يؤدي الى تضخيم الاقساط وترصد ارباحا وهمية للشركات فالمدين الذي لايستطيع تسديد القسط هل سيدفع مبالغ اكبر، اما الخيار الاخير اصدار حكم على المدين والكفيل بالسجن، وفي هذه الحالة يتحمل المال العام تكاليف ذلك حيث تقدر السلطات مختصة تكلفة السجين الواحد 750 دينارا شهريا.

الحل المنطقي والمنصف لهذه المعضلة هو اخذ سياسات واضحة بوقف ترتيب غرامات وفوائد على الفوائد لحماية المتعثرين وكذلك عدم السماح بتضخيم اموال الشركات بدون طائل، وفي نفس الوقت تصبح معالجة ظاهرة المتعثرين اسهل وبدون تجاوز اي طرف على طرف اخر دائن او مدين..فالفقراء ومحدودو الدخل عادة ملتزمون بتسديد ماعليهم من اقساط، الا ان الظروف التي نجتازها استثنائية وتحتاج الى حلول اكثر ابداعا.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات