خبراء: مشاريع الوقف الاستثمارية ضرورة ملحّة لمواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية

تم نشره الخميس 03rd أيلول / سبتمبر 2020 08:33 مساءً
خبراء: مشاريع الوقف الاستثمارية ضرورة ملحّة لمواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية
فيروس

المدينة نيوز :-  أجمع خبراء على أن المشاريع الاستثمارية الوقفية هي ضرورة ملحّة لمواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية، لأن مفهومه لم يعد يقتصر على بناء مساجد فحسب، بل يتعدى ذلك إلى بناء المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية والمصانع.
وأكد هؤلاء الخبراء لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أهمية الوقف باعتباره يؤدي دورا هاما في حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية، ويعزز مفاهيم التعاون والتكافل، ويدعم الميزانية العامة للدولة، ويعمل على تخفيف الإنفاق الرأسمالي لها.
ووجد هؤلاء أن شمول مشاريع طلبة الجامعات في المشاريع الوقفية، عامل مهم لغرس خدمة المجتمع في نفوس الشباب إلى مرحلة ما بعد التخرج، من خلال إعدادهم المخططات اللازمة، وتنفيذها على أرض الواقع.
مدير دائرة تنمية أموال الأوقاف محمود بدر الحديد قال: إن الدائرة ومن خلال الاتفاقيات المبرمة مع عدد من الجامعات الأردنية وفرت أرضية خصبة لطلبة هندسة العمارة، لدعم أفكارهم ومشاريعهم، التي تتناسب مع مصلحه الوقف، لغايات تنفيذها على الأراضي الوقفية.
وبين الحديد أن هذه الفكرة الجديدة تهدف إلى فتح مزيد من التعاون بين الدائرة والجامعات، لاستقطاب أفكار الخريجين الجدد ودعمها، واستقطاب الأفكار الجديدة، والمميزة التي تجذب المستثمرين للأراضي الوقفية، والمتوافقة مع الشريعة الاسلامية وبما يحقق الغاية من الوقف.
وأضاف، انه وبموجب الاتفاقيات مع الجامعات يتم تبادل النصح وتقديم المشورة والتنسيق والتعاون في مجال تدريب الطلبة، وذلك بإعداد الدراسات والرسومات الهندسية للمشاريع التي يمكن اقامتها على العقارات الوقفية المملوكة للدائرة.
وأشار إلى أن حجم المشاريع المنفذة خلال العام الماضي وفي جميع محافظات المملكة، والتي تم التعاقد عليها مع القطاعين العام والخاص، بلغ 41 مشروعا، وجميعها على نظام التشغيل والبناء والتحويل " بي او تي"، فضلا عن 21 مشروعا.
بدوره أكد رئيس قسم الدراسات في دائرة تنمية أموال الأوقاف المهندس بلال المالحي، استمرارية تطبيق هذه التجربة بالتعاون مع كليات الهندسة في الجامعات المعنية، مشيرا إلى أن المشاريع الهندسية التي تم عرضها وتقديمها على الدائرة من قبل الطلبة، تتمثل في مشروع التصميم الجرافيكي، والمعني بالترويج لحملة إعلانية لوزارة الأوقاف - تنمية اموال الاوقاف، للتعريف بالوقف وجذب المزيد من الاستثمارات على الاراضي الوقفية.
وأضاف، ان المشروع الافتراضي الآخر، يتمثل بمجمع رياضي يحوي صالة تزلج على الجليد، والذي يتميز بأنه الأول من نوعه في الاردن، إلى جانب قدرته على استقبال المسابقات الدولية، فيما تمثّل مشروع افتراضي في منطقة ناعور، بمتحف اسلامي يعكس أهمية الوقف ودوره واثره في المجتمع، من خلال صور ومعروضات تعكس قيام الدولة الاسلامية، بدءا من وقفية عمر بن الخطاب، ومرورا بوقفية النخيل لعثمان بن عفان، بالإضافة إلى لوحات لوقفيات إسلامية قديمة، ووقفيات متوفرة في وزارة الأوقاف وعرض لوحات عن انجازات الدائرة. فيما ثمن كل من الطلبة محمود ادعيس وفرح العرموطي وميس النسور ووعد المهيرات ورند قطيشات، دور وزارة الأوقاف بشكل عام ودائرة تنمية أموال الأوقاف بشكل خاص، في إنجاح هذه التجربة، آملين بتكرارها مع مؤسسات أخرى، وبما يسهم في تحقيق المنفعة على المجتمع بأكمله.
استاذة التصميم الجرافيكي في كلية العمارة والتصميم في جامعة البترا الدكتورة نهى البسيوني، بينت أن مشاريع التخرج المرتبطة بالجانب الاستثماري، هو أمر هام لارتباطه بشكل مباشر بسوق العمل والمجتمع، وقد تجلت قوة الرغبة لدى الطلبة لتنفيذ تلك المشاريع على أرض الواقع، لأثرها في تعزيز الخبرة العملية لديهم بعد تخرجهم من الجامعة.
وأوضحت أن عملية التصميم والإعداد تحتاج إلى جهد مضاعف لإتمامها على أفضل وجه، بدءا من فهم أهداف المشروع بالشكل الدقيق، وفهم الخصائص المختلفة للجمهور المعني بالمشروع، وصولا إلى تنفيذ الفكرة بطريقة إبداعية جاذبة ومشوّقة، مبينة أن التجربة كانت غنية لتحفيز الطلبة نحو إعداد مشاريع ترتقي بالمجتمع والوطن، وغرس المفاهيم الاستثمارية الوقفية لديهم.
وقال عضو مجلس نقابة المهندسين رئيس مجلس شعبة الهندسة المعمارية المهندس احمد صيام، إن فكرة رفد الجامعات بمشاريع واقعية، هي فكرة ذات أهمية بالغة، إذ يعمل على ربط الطالب بمشاريع حقيقية بإشراف الجهات المعنية طيلة فترة دراسته، بدلا من المشاريع الافتراضية.
ودعا صيام باقي الوزارات والمؤسسات إلى تبني هكذا مبادرات من خلال التشبيك مع الجامعات، ورفدهم بالمشاريع المستقبلية، لاسيما أنهم يقدمون افكارا جديدة، تحت اشراف كادر أكاديمي مؤهل، مؤكدا أن النقابة على استعداد تام لتقديم الدعم الكامل لأي مبادرة تقدم مشاريع ريادية وأفكار تصب بالمصلحة العامة. وحول دور النقابة في دعم الخريجيين، أشار صيام إلى أن دورها الرئيسي يكمن في تدريب المهندسين ورفدهم الى بعض الوزارات كالأشغال والسياحة والأوقاف، للاستفادة من الخبرات، مبينا أن الدورات تنسجم مع متطلبات سوق العمل وتنمية المهارات اللازمة للمهندس الخريج.
استاذ الإقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري عبر عن أمله بتعميم هذه الافكار باستثمار طاقات الشباب واستغلال أفكارهم، والاستفادة منها بمشاريع مميزة على الاراضي الوقفية، مؤكدا أن الوقف الاسلامي هو مفتاح التنمية الاقتصادية، إذ كان يشكّل في السابق أكثر من 60 بالمئة من الاقتصاد.
ولفت إلى أن من يقرأ التاريخ يعلم بأن الدولة الاسلامية كانت تزدهر بالوقف، فمفهومه لا ينحصر ببناء مساجد، بل يتعدى ذلك الأمر إلى بناء المستشفيات والمدارس ومراكز صحية ومصانع، بحيث يكون مردودها موزّعا على المصارف المختلفة.
ودعا الحموري إلى توجيه أفكار الشباب واستثمارها في الأراضي الوقفية الزراعية، واستغلالها من خلال إنشاء بيوت بلاستيكية، واستخدام الطرق الحديثة في الزراعة، لتحقيق الفرصة والنجاحات المرجوة، متمنيا على الجامعات احتضان افكار الشباب ودعمها، إلى جانب تقديم النصح والارشادات لهم ولمشاريعهم، والتي من شأنها المساهمة في الحد من البطالة والمشاكل الاجتماعية الناتجة عنها كالفقر والجريمة، وبما ينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني.
أستاذ الفقه وأصوله في الجامعة الأردنية الدكتور عباس أحمد الباز، أوضح أن الوقف يؤدي دورا هاما في حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية، إذ يسهم في دعم الميزانية المالية للدولة، والتخفيف من الانفاق الرأسمالي، لأن مرافق الوقف لا تقتصر على ناحية واحدة، وإنما نواحي متعددة، فهنالك الوقف الزراعي والتعليمي والصحي.
وبين أن الوقف له دور في تخفيف الضغط المالي عن ميزانية العامة، فهو رديف للدولة ومعين لها ومكمل لدورها، وغايته إشراك الأفراد ببذل جزء من ملكياتهم ونقل منافعها من الملك الخاص إلى الملك الأوسع وهو الملك العام بحيث تعمم الفائدة على المجتمع بأكمله، ولذلك ربطت الشريعة الاسلامية بين الوقف والعبادة وجعلتها صدقة يتقرب بها الواقف إلى الله، وقد عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات