زيارة ماكرون الثانية للبنان و" تفاهمه " مع نصر الله

تم نشره الأحد 06 أيلول / سبتمبر 2020 12:50 صباحاً
زيارة ماكرون الثانية للبنان و" تفاهمه " مع نصر الله
د . فطين البداد

الذي قرأ زيارة ماكرون إلى لبنان بانتباه ، يدرك بأن فرنسا تحاول الظهور بأنها هي الحاكم الفعلي لهذا البلد ، لدرجة وصلت الى ان يضع رئيسها آجالا محددة للاصلاح يعتقد " هو " بأنها الطريق الأوحد لمساعدة لبنان ، وفي نفس الوقت يضع القوى السياسية أمام خيارين لا ثالث لهما : إما التنفيذ ، وإما العقوبات .

يدرك كل من يعرف رجالات لبنان بأن العقوبات الفرنسية بالذات ، تعني أن تطال كل مصالح هؤلاء المادية والمعنوية والسياسية ، وكان لزاما على ماكرون أن يبدأ بإخلاء الطريق من خلال تفاهم ، ولا نقول : " تحالف " مع ايران وبالتالي مع حزب الله ، من اجل تمرير اصلاحاته العتيدة ، قبل أن ينتقل إلى العراق التي زارها بأجندات ليست متشابهة تماما ولكن متداخلة بالاقتصاد والنفوذ والمناكفة لبعض الاطراف الاقليمية .

لا يجوز ان ننسى بأنه وقبل زيارة ماكرون الثانية لبيروت ، والتي ستتبعها ثالثة ، كان هناك فيتو من حزب الله على تشكيل حكومة تكنوقراط ، وهو ما صرح به نصر الله علانية ، محذرا اللبنانيين والقوى السياسية من أنه سيقوم بتعطيل تشكيل الحكومة إذا جاءت بهذه الصفة ، ولكن ، وبعد تنسيق مستمر بين ماكرون وروحاني ، تمكن الاول من انتزاع موافقة ايرانية على تشكيل حكومة لا يمكن أن تتصف بالاستقلال المطلوب تماما نظرا لطبيعة لبنان ولاعبيه الاقليميين والدوليين ، و لم يكن ممكنا لهذا أن يتم لولا تأكيد الرئيس الحالم بإعادة الهيمنة الاستعمارية بأن حزب الله جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني ، بعكس ما تعتقده الولايات المتحدة واغلب الدول الأوروبية التي اعتبرت الحزب بجناحيه العسكري والسياسي حزبا ارهابيا ، إذ ضمن ماكرون موافقة الحزب على صولاته وجولاته ، وهو ما يفضحه علنا التسجيل الغريب الذي نشرته وسائل الاعلام مؤخرا بهذا الشأن ، وكيف أن رئيس فرنسا وبخ مراسل صحيفة لوفيغارو في بيروت عندما سرب خبر لقائه مع محمد رعد ممثل الحزب .. إذ جرى في اللقاء المذكور وضع النقاط على الحروف في علاقة الطرفين ، دون أن ننسى بأن ماكرون اتصل مسبقا بالرئيس الأمريكي طالبا منه التخفيف من الضغوط على الحزب بذريعة حاجة لبنان الماسة للمساعدة .

باختصار : لقد تمكنت فرنسا من تسجيل اختراق في لبنان يتمثل بتفاهم ماكرون مع ايران بالاضافة الى حلفائه التقليديين ، ولكن لا شيء مضمون في بلد تحكمه الطائفية والميليشيات .

الزيارة ، باختصار ، تركزت بالبحث عن مكان تحت الشمس في الاقليم والبحر المتوسط وسط تشكل نظام عالمي جديد ، يدرك ماكرون ، قبل غيره ، أن باريس باتت إزاءه مجرد عاصمة نووية نعم ، ولكن بائسة ومدينة وفاقدة لمجدها التليد الذي بدأ بالأفول .

جى بي سي نيوز  



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات