لماذا سحبت تركيا سفينة "أوروتش رئيس".. وما موقف اليونان؟

تم نشره الإثنين 14 أيلول / سبتمبر 2020 12:48 صباحاً
لماذا سحبت تركيا سفينة "أوروتش رئيس".. وما موقف اليونان؟

المدينة نيوز :- طرح القرار التركي، الأحد، بسحب سفينة "أوروتش رئيس" إلى مينائها في أنطاليا، ضمن جهود الناتو لخفض التوتر مع اليونان، تساؤلات حول دلالة هذه الخطوة، والموقف المقابل من جهة أثينا، وكذلك الثمن الذي ستحصل عليه أنقرة من هذا القرار.

ومن خلال موقع لرصد السفن البحرية، فإن سفينة "أوروتش رئيس" سحبتها السلطات التركية إلى ميناء أنطاليا المطل على شرق المتوسط، مع السفينتين الحربيتين اللتين كانتا تحرسانها مثل "أتامان" و"جنكيز خان".

ولاحقا، رحب المتحدث باسم الحكومة اليونانية بعودة سفينة التنقيب التركية إلى ميناء أنطاليا، قائلا إننا "نعتبر ذلك تطورا إيجابيا".

وفي حديثه  :  رأى الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، أن "أنقرة أرادت بعد النتائج الإيجابية لاجتماعاتها مع اليونان في بروكسل، أن تتصدى لبعض الدول الأوروبية التي تسعى إلى تسعير الخلاف التركي اليوناني في شرق المتوسط".

وأشار عودة أوغلو إلى أن تركيا أعلنت أكثر من مرة على لسان كبار مسؤوليها بأن الطرف المحق لا يتهرب من الحوار وطاولة المفاوضات، "لذلك يمكن قراء سحب أنقرة سفينة التنقيب في هذا التوقيت، لإعطاء الفرصة للحوار ونزع فتيل الأزمة".

ولفت إلى أن بعض الدول الأوروبية تعتقد أن إدخال تركيا في صراع عسكري مع اليونان سينهك أنقرة، ويشغلها عن بعض الملفات الإقليمية في المنطقة، معتبرا أن "الكرة حاليا في ملعب اليونان، التي عولت خلال الفترة الماضية على بعض الأوروبيين".

وتابع: "يمكن القول بعد الخطوة التركية الأخيرة، أن سياسة الضغوط التي مارستها بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا، لم تنجح في ردع أنقرة عن تحقيق التوازن في شرق المتوسط"، مشددا على أن ما يحدث في هذه المنطقة "لن يصل للمواجهة العسكرية".

ورجح الباحث بالشأن التركي أن "يكون هناك حوار دولي وأوروبي قريب، لاحتواء الأزمة"، مبينا أنه سيتم الجلوس على طاولة التفاوض، لكن هذا لا يعني أن الأزمة ستنتهي كليا خلال العام الجاري"، بحسب تقديره.

من جهته، قال الصحفي المقيم باليونان شادي أيوبي، إن "تركيا تريد أن تثبت لحلف الناتو، الذي يرعى مفاوضات تقنية بينها وبين اليونان، أنها تريد الحوار، وأنها يمكن أن تقوم بخطوات بناءة لإثبات حسن نيتها"، معتبرا أن "سحب سفينة التنقيب كان أحد شروط أثينا للبدء بمفاوضات مع أنقرة".

وأضاف أيوبي  :  أن تركيا تقول: "ها نحن نعطي فرصة أخرى للحوار بعد الفرصة السابقة، وسوف نرى رد فعل اليونان"، مبينا أن "الفرصة السابقة تتمثل في وقف عملية التنقيب التركية، التي سبقت الاتفاقية اليونانية المصرية".

وأكد أن الخطوة التركية تركت ارتياحا لدى المراقبين، الذين كانوا يرون أن تجديد عمل السفينة كان سيمثل ذروة التحدي بين البلدين، معتقدا أن قرار أنقرة الأخير يمثل "رسالة إلى الاتحاد الأوروبي".

وحول الموقف اليوناني، ذكر أيوبي أنه "حتى اللحظة لم نسمع عن خطوات مقابلة من ناحية أثينا، التي تعتبر أنها صاحبة المياه، ولكن ربما يجري هذا لاحقا بالتفاهم مع مسؤولي حلف الناتو"، معتقدا أن "الثمن الذي ستحصل عليه تركيا من خطوتها الأخيرة معنوي لا مادي".

وأوضح أن "تركيا تريد من خلال هذه الخطوة أن ترسخ فكرة أنها تريد الحوار، وأن تقوم بتراجعات لأجله"، متوقعا أن تتمسك كل دولة في المفاوضات النهائية بما ترى أنه حق لها من مساحات بحرية، بما في ذلك المساحات الخاصة بالثروات الطبيعية المحتملة.

وختم أيوبي بقوله: "يبدو أننا أمام طريق طويل من الضغوطات والتحديات بين البلدين، لكي يثبت كل منهما ما يعتقد أنه حقه في مياه المنطقة".

يذكر أنه عقب الخطوة التركية، أجرت رئيسة اليونان، كاترينا ساكيلاروبولو ، زيارة إلى جزيرة كاستيلوريزو "ميس" الواقعة في شرقي المتوسط، قبالة سواحل ولاية أنطاليا التركية.

وقالت الرئيسة اليونانية إن "تصريحات القادة الأتراك تضر بأجواء حسن الجوار والسلام القائمة بين الشعبين التركي واليوناني"، معتبرة أن مطالب بلادها فيما يخص جزيرة "ميس" تشكل أهمية استراتيجية عليا.

وفي كلمة أخرى لها هناك، قالت ساكيلاروبولو إن أثينا منفتحة على الحوار مع تركيا وفق القوانين الدولية.

وتصدرت جزيرة "ميس" الخلافات بين أنقرة وأثينا مؤخرا، عقب إرسال اليونان حشودا عسكرية إليها، وتبعد عن سواحل "كاش" بولاية أنطاليا 2.1 كيلومتر، بينما تصل المسافة الفاصلة بينها وبين البر الرئيسي اليوناني إلى 580 كيلومتر.

وفي موضوع متصل، أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، استعداده للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حال تم خفض التوتر بين البلدين.

وقال ميتسوتاكيس خلال مؤتمر صحفي، إن "عودة سفينة التنقيب التركية، تعد خطوة إيجابية، ونحن مستعدون للدخول في محادثات استكشافية مع تركيا".

ونفى ميتسوتاكيس وجود خطوات لتسليح الجزر اليونانية، قائلا: "هذا الموضوع لم يناقش في المحادثات الاستكشافية ولن يناقش".

المصدر : عربي 21



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات